أجرت وكالة فرات (ANF) لقاءً خاصاً مع الرئيسة المشتركة في هيئة المالية بإقليم الجزيرة وعضوة في للجنة حملة مؤتمر ستار رمزية محمد حول الحملة التي أطلقها مؤتمر ستار في الثامن من آب/ أغسطس الماضي تحت شعار "حافظوا على أرضكم وكرامتكم، واهزموا الاحتلال وداعش".
وقالت رمزية محمد في مستهل اللقاء: "لقد بدأنا بحملتنا منذ شهرين، لأننا كمؤتمر ستار وتنظيم المرأة في الجزيرة وشمال سوريا وصلنا لهذا المستوى العالي بعد الصعوبات والمقاومة التي أبداها نسائنا خلال الثورة التي حصلت في شمال وشرق سوريا من الآن وحتى بعد تحرير المناطق من تنظيم داعش الإرهابي رأينا ما هو الشيء المطلوب لعمله لتطوير النساء أكثر وبهذا الشكل وبهدف تقوية تنظيم المرأة وتنظيم كافة النساء لكي تصل لمستوى التوعية بدأنا بحملتنا".
وأضافت "كما نعلم أن داعش انكسر عسكرياً لكن الهجمات ما زالت مستمرة علينا ولهذا السبب أطلقنا حملتنا تحت شعار "حافظوا على أرضكم وكرامتكم، واهزموا الاحتلال وداعش"، الاحتلال مثل تنظيم البعث الذي يُصر على وجوده في مناطق روج آفا، إضافة إلى تهديدات وهجمات متتالية من قبل دولة الاحتلال التركي على أراضينا واحتلاله لمدينة عفرين ومكاسب شعبها".
وأوضحت: "تزامناً للتهديدات الدولة التركية أطلقنا حملتنا لنحرر المرأة ونقضي على هذه التهديدات ونحرر مدينة عفرين مجدداً، أن نسائنا في مقاطعة الشهباء أن يشاركن أيضاً في الحملة".
وقالت: "إن هذه الحملة تشمل جميع مجالات التنظيمية مثل المجال الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، الثقافي والدبلوماسي كما أننا نستطيع القول إنها تشمل كافة المجالات بدون استثناء في شمال وشرق سوريا لقد بدأنا بها مثل عمل جماعي، برنامج حملتنا يختلف بالمراحل ففي كل شهر يختلف برنامج فعالياتها".
وتابعت: من أجل هذا بالأساس نحن كنساء نعي كيف نستطيع حماية أنفسنا، وكذلك كيف نحمي ثقافتنا، ووجود المرأة وثقافة المنطقة كما حدث عبر التاريخ فالمرأة كانت تحمي الثقافة وتطورها حتى وصلت لمستوى رفيع".
واستطردت: "لهذا فإن علينا، خاصة الآن، حماية هذه الثقافة ولاسيما وحدة الشعوب وتعايش ثقافات المجتمع بتشارك كما نعلم أن منطقتنا غنية بمكوناتها المختلفة لأنه لا يوجد مكون واحد يعيش فيها، فهناك الكرد، العرب، السريان، الأرمن، و كلدان، حتى فيها تركمان وشركس يعيشون جميعهم في شمال وشرق سوريا".
وشددت رمزية قائلة: "إننا نفكر كيف نستطيع حماية وجود وثقافة المجتمع الموجود هنا، نحن كنساء نضع هذه الحماية والمهمة على عاتقنا، كما علينا أن نكون رائدات في هذه الخطوة، ومن ناحية الاقتصاد كيف أن المرأة عبر التاريخ كانت توسع مجال الاقتصاد والزراعة بنفسها وكل يوم تتطور هذا المجال بين يديها أكثر فأكثر، لكن بعدما دخلت هذه التطورات تحت السلطة الأبوية والذهنية الذكورية تلاشت هذه التطورات بالتدريج، وتوجه الاقتصاد صوب الرأسمالية، ومن أجل هذا علينا العمل في إعادة مجال الاقتصاد للمرأة".
وأكدت أنه و"مثلما قدمت المرأة ثقافة الثورة، عليها من هذه اللحظة أن تتقدم أيضاً في الاقتصاد، وعلى هذا الأساس نحن نتطور في حملتنا الآن، وأيضاً من الناحية الدبلوماسية نحن نعمل على تطوير علاقات النساء في الدول العربية والدول الأوروبية، نحن وكافة النساء اللاتي تعشن في شرق الأوسط لا توجد تفرقة بين ثقافتنا وثقافتهن، لهذا علينا أن نعمل أكثر لتطوير هذه العلاقة ما بيننا".
وأردفت رمزية: " كما نعلم أن نسائنا في روج آفا أصبحن رائدات وقياديات في الثورة واستطاعت أن تثبت نفسها وقضت على تنظيم الداعش الإرهابي، حتى وصلت العديد منهن إلى مرتبة الشهادة، وأصبحت مقاتلاتنا رمز الحرية والكرامة أثناء شهادتهن، وعلينا أن نوصل هذه الحقيقة لنسائنا في الدول الخارج أيضاً وعلى هذا الأساس سنطور تنظيمنا الاجتماعي، الدبلوماسي، الإعلام وكافة المجالات الأخرى".
وقالت رمزية: "في شهر الأول من حملتنا عملنا على إيصال هذا الفكر لجميع النساء والمجتمع، وذلك من خلال تنظيم فعاليات متنوعة مثلاً مسيرات، اجتماعات، منشورات وإصدار البيانات، ومن ناحية التدريبات توعية المدرسين، من ناحية الاقتصاد تنظيم مسيرات، من ناحية الحماية وهي الأساس لحملتنا لرفع مستوى الحماية، قواتنا المدنية، وقواتنا الحماية كـ 'الأسايش ووحدات حماية المرأة اللاتي' تقاومن وتشاركن في المعارك لحماية منطقتنا، ونحن أيضاً نعمل لتطوير توعيتنا للقدرة على حماية المنطقة في الداخل، والنقطة الأساسية التي تعتمد عليها حملتنا هي لنقوي قوتنا الاجتماعي وتزامناً لها أن تتعاون كافة النساء مع هذا الفكر، وتقدم المرأة الدعم من جهتها لمجتمعها وقوتها في حماية المجتمع سواء كانت بالمؤسسات، منزلها أو كومين، وبالطبع نحن أيضاً سنكون دعماً لهن ولنضالهن".
وأردفت رمزية: "ومن ناحية القوانين التي خرجت لحماية المرأة، على النساء معرفة حقوقهن سابقاً لكي تستطيع أن تطالب بحقها من أجل هذا أطلقنا حضرنا العديد من المحاضرات الواسعة لكافة المجتمع وبالأخص للمرأة من أجل معرفة حقوقها والمطالبة بها وعلى أساسها تقاوم وتنظم نفسها بنفسها، ومن هذه الجوانب توجد فعاليات كثيرة في الحملة قلنا سابقاً نحن نتقدم بحملتنا شهراً تلو الآخر، ففي الشهر الأول معرفة هدف انطلاق الحملة وإعلانها، وتم الإعلان عنها في مدينة كوباني بمشاركة واسعة من النساء في مناطق الفرات، الجزيرة ومناطق العرب التي تم تحريرها مؤخراً، وهكذا انطلقت أعمالنا بعد إعلان هذه الحملة، والآن حملتنا مستمرة في شهرها الثاني ونقوم بعقد اجتماعات موسعة لمعرفة هدف الحملة أكثر وتوعية المرأة، وتنظيم مسارح في الشوارع لكي يشارك الجميع فيها ويتعرفوا على الثقافات مختلفة، وتوسيع فعاليات مشتركة لتقوية قوة الحماية من ناحية الأسايش وقوات الاجتماعية من خلال عقد الاجتماعات الموسعة، والمنشورات التي يتم توزعيها على المدنيين".
وتابعت رمزية: "لقد بدأنا بعقد الاجتماعات لكي نطور اقتصاد المرأة ضمن مجال الاقتصاد في المجتمع وليس بين مؤسسات الاقتصادية فقط، لأنه توجد بين مجتمعنا العديد من النساء غير عضوات في المؤسسات والمراكز، فكرنا كيف نوسع أعمالنا لكي نطور الاقتصاد بين أيدي المرأة لأنها دائماً ترى نفسها ضعيفة لعدم وجود الاقتصاد لها في المجتمع كما أنهن لا يستطعن العمل وحماية أنفسهن والمطالبة بحقوقهن".
وأضافت "ومن ناحية مبادئ وقوانين المرأة، يؤسفنا القول أن مجتمعنا لا زال لم يدرك حقيقة قوانين المرأة ويرونها صعبة عليهم هذه الحقيقة ويرفض بعض منهم هذه الحقوق والقوانين، والمرأة أيضاً بنفسها لا تعرف حقوقها ولا كيف تطالبن بها، لهذا نحن نرى أن واجبنا كالنساء أو مؤتمر ستار أن نجعل المجتمع يدرك سلبيات وإيجابيات هذه القوانين وتبتعد بعض الشيء عن مفهوم العادات والتقاليد التي تقيد المرأة، لكي نستطيع حماية هذه القوانين وكي يستطيع الشعب أو المجتمع قيادة هذه الحقوق والقوانين بكافة أساليبها الإيجابية لحماية حقوق المرأة دون فرضها عليهم وتنظيم أنفسهن بأنفسهم.
وتابعت: "مثلاً منها رفض تعدد الزوجات وزواج القاصرات، ونذكر أننا أطلقنا حملة عبر سلسلة محاضرات لوقف ظاهرة زواج القاصرات لها أهمية كبيرة ولا زالت مستمرة، لمعرفة المشاكل التي ستعانيها الفتيات اللاتي يتم تزويجهن في سنِّ صغير، لأنهن لن تكن ناضجات ولا تستطعن إدارة عائلة أو القيام بواجبتهن تجاه هذه العائلة على أكمل وجه، كما أنهن تتعرضن للألم الجسدي، ولهذا لا يجوز أن تتزوج الفتيات تحت عمر ثمانية عشر لأن زواج القاصرات يجلب معه مخاطر جمة".
وأفادت رمزية قائلة: "حتى الآن خلصنا تعريف هدف انطلاق هذه الحملة. والآن بدأنا بأعمال توسيع الاجتماعات والمحاضرات، كما أننا نعطي أهمية كبيرة للعمل في برنامج الشهور القادمة لاستمرارية تقدم الحملة، حتى هذه الحظة ليس هناك مشاركات لمستوى عالٍ في الجملة، لأن بعضهن لم يتعرفن على الحملة أو أننا لم نصل إليهن، لكن منذ بداية الحملة حتى الآن توجد استجابات ومشاركات جيدة، والتعاون الذي حصل من قبل النساء خلال المسيرة الحماية الجوهرية كانت خطوة إيجابية".
وأوضحت أن "الاجتماعات التي تعقد ليست للمرأة فقط بل للجميع ونرى أن الشبان والرجال أيضاً يشاركون في الحملة سواء في الاجتماعات حول زواج القاصرات أو القسم التنظيمي للحملة، نحن نريد أن تصل رسالتنا لدول العالم لأننا نحن كمؤتمر ستار أو قوة صغيرة من سلاح خفيف بنينا إرادة كبيرة، ومن خلال هذه الإرادة استطعنا القضاء على تنظيم الداعش وتمكنت قواتنا من خلال كافة الأقسام العسكري، الاجتماعي والتنظيمي، من تحرير نساء شنكال، رقة، منبج ودير الزور اللاتي تم أسرهن من قبل مرتزقة داعش وبيعهن في الأسواق كالسبايا، ونحمي تلك المناطق المحررة ونطورها فكرياً ومعنوياً كما تم تأسيس تنظيمات ومجالس النساء في هذه المناطق".
ووجهت حديثها للمرأة قائلة: "نستطيع القول أنك أينما كنت بإرادة المرأة العظيمة تستطيعين كسر كافة القيود عليك وتطورين نفسك على فكر الحرية والديمقراطية وكسر فلسفة العالم العبودي، فعندما تتوحد المرأة ضد القمع والذهنية الذكورية في أي مكان تستطعن العمل وتحقيق نجاحات للمرأة، مثلما نحن".
ولفتت إلى أن "النساء من مكونات الكرد، العرب، السريان، والأرمن شكلن توحيداً وحققن نجاحات وتطورات كثيرة وحققن وحدة الشعوب في شمال وشرق سوريا، فإذا توحدنا مع نساء العالم نستطيع تحويل السلطة التي تمارس على تلك الدول المضطهدة التي تعشن فيها إلى دولة مسالمة على مستوى السلام، الديمقراطية والمساواة وتقديم حقوق وقوانين مناسبة للعيش المرأة بالكرامة، وكسر كافة أساليب العبودية".
واختتمت حديثها قائلة : "ولهذا نناشد جميع النساء ليتوحدن معنا وننشر فكر هذه الحملة ونجعلها مثالاً للسلام والديمقراطية في كافة دول الشرق الأوسط والدول الغربية، كما أن حملة مؤتمر ستار بدأت بجميع أقسامها في كافة الدول لكن إذا توحدت نساء العالم معنا نستطيع القضاء بسرعة كبيرة على الدول السلطوية، والخلايا النائمة لمرتزقة تنظيم داعش والذهنية الذكورية والسلطة الأبوية، وتحويلها إلى الذهنية الأمومية ونشرها بين المجتمعات ونعيش بفضلها حياةً حرة مشتركة".