ثورة روج افا تحولت الى مصدر إلهام للمرأة

أكدت خالدة أنكيزك، أن ثورة روج آفا التي انطلقت بقيادة المرأة، أصبحت مصدراً تستمد المرأة معنوياتها وأملها وقوتها منها.

تحدثت خالدة أنكيزك، إحدى الشخصيات القيادية لثورة روج آفا عن الأوضاع التي سبقت الثورة وعن مكتسبات ثورة 19 تموز و الروح النضالية الذي اتسمت بها المرأة خلال الثورة.

حيث ذكرت أنكيزك أن الشعب السوري انتفض في 15 آذار في مدينة درعا، وأحدثت هذه الثورة صدى وتأثيراً كبيراً على جميع المدن السورية، وقالت: " تعالت الأصوات في روج آفا، والمشروع الذي تم طرحه في الساحة والمواقف التي تمت الاشارة إليها، كانت لها تأثيراً كبيراً على الثورة التي بدأت في سوريا؛ حيث كان هناك حرب بين نهجين أو محورين في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وكلا المحوران يمتلكان مشروعاً كبديل للأزمة التي تعيشها المنطقة، إلا إنهما لم يقدما الحل النهائي والدائم للمنطقة.

و أشارت أنكيزك إلى النهج الذي تم اتباعه في روج آفا، وقالت "مشروع المجتمع الديمقراطي اتخذ من الخط الثالث أساساً له في روج آفا ومنطقة الشرق الأوسط ، وحدد سياساته من خلالها؛ هذا الخط الذي انطلق من مبدأ الحفاظ على وحدة الوطن السوري، وتحرير مناطق روج آفا وتطبيق مبدأ التعايش المشترك المبني على أخوة الشعوب في إطار مفهوم الأمة الديمقراطية، والسعي إلى صياغة دستور يضمن هذا النمط من الحياة وحرية المرأة، وقد سعى الشعب بكل قوته إلى تطوير دفاعاته على أساس مبدأ الدفاع المشروع لمنع أي نوع من الهجمات، بشكلٍ متوازٍ مع تشكيل البنية المجتمعية والتنظيمية والإدارية.

كما ذكرت انكيزك بأن الهدف الأساسي، كان التواصل الدائم والحوار مع المعارضة الديمقراطية في سوريا وقالت: "وفي الوقت الذي عملنا على أن تبدأ ثورة روج آفا بقيادة المرأة حيث لعبت المرأة خلال هذه الثورة دوراً ريادياً في بناء المجتمع و لولا النهج الذي انتهجناه من خلال الخط الثالث، لكان حل القضايا المتعلقة بالمرأة  قد تأجلت إلى مرحلة ما بعد الثورة، بحسب ما كانوا يتأملونه ويطلبونه.

و نوهت انكيزك إلى أن النضال تتوج نحو الحرية وقالت: "من 7 تموز وحتى 19 من الشهر نفسه، قام شعبنا بتطبيق الحصار على قوى النظام البعثي في مدينة كوباني وأجبره على الاستسلام، حيث بدأت الشرارة الأولى لثورة روج آفا في مدينة كوباني في 19 من تموز عام 2012، وانتقلت الشرارة بعدها إلى مدينة عفرين في 22 من تموز وبعدها توسعت في ديريك وعامودا وتل حلف ودرباسيه وكافة مناطق روج آفا.

و ذكرت أنكيزك أنه في 19 من تموز عام 2013 ، أي في الذكرى السنوية الأولى لثورة روج آفا، تخلت مجموعة ارهابية كانت تسمي نفسها بالجيش الحر عن حربها ضد النظام البعثي السوري وأصبحت توجه نيران حربها وبنادقها  تجاه ثورة روج افا؛ ما بين عامي 2013 و 2014  خاض شعبنا معارك طاحنة ضد هذه العصابات الإرهابية. وكانت هذه العصابات على صلة بالدولة التركية المحتلة التي كانت تديرها وبهذا الشكل كانت تشن هجماتها على منطقتنا روج افا.

وتطرقت أنكيزك إلى المرحلة الأهم في محاربة الإرهاب وحماية مكتسبات روج آفا، من خلال محاربة تنظيم داعش الإرهابي، حيث شنت عصابات داعش الارهابية أوسع هجماتها على مدينة كوباني معقل ثورة 19 تموز، بعد استيلائها على مدينة الموصل العراقية، وأرادوا إيصال رسالة إلى حركة الحرية الكردية بأنهم سوف يقضون على ثورة الشعب الديمقراطية في كوباني؛ حيث شن تنظيم داعش الارهابي هجمات عنيفة على كوباني، إلا أنهم اصطدموا بمقاومة بطولية تصدت لهجماتهم؛ وهذه المقاومة التي أنتجت معها تكاتف الكرد والعرب والأرمن وكذلك الاشور والسريان، وأصبحوا يداً واحدة ضد هذا العدو الفاشي وانتصروا في نهاية المطاف.

ولفتت أنكيزك الانتباه إلى أن القوات العسكرية التي دافعت عن المنطقة وحمتها، قامت بتحرير تحرير 40 بالمائة من الأراضي السورية من الإرهاب، إلا ان الجيش التركي الفاشي لم يعجبه هزائم وكلاءه من التنظيمات الإرهابية المسلحة، وكذلك سياساته الإنكارية تجاه الشعب الكردي، دفعت به إلى شن هجوم فاشي على عفرين.

وأكدت انكيزك بأن وحدات حماية المرأة(YPJ) تحولت الى مصدر إلهام، تستمد جميع النساء منها القوة والعزيمة، وكانت لها الفضل في فتح القنوات الدبلوماسية، وزادت المعنويات بين حركات المرأة وزادت ايمانهن بالنضال، فالعديد من النساء، قدمن من جميع أصقاع العالم وانضممن الى هذه الثورة واستشهدن فيها؛ وخير مثال على ذلك الرفيقة آفشين التي قدمت من أفريقيا وكذلك الرفيقة ليكرين التي قدمت من الارجنتين، كما أن على المرء أن يذكر النساء الثوريات في تركيا أيضاً.

وفي الختام باركت أنكيزك ثورة روج آفا لجميع نساء العالم على أمل أن تصبح هذه الثورة ثورة لجميع شعوب شرق الأوسط.