بسي هوزات: الحرب من نتاجات الذهنية الذكورية

ذَكَرَتْ الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، بسي هوزات، أن القائد أوجلان لا يزال منذ العام 1993 يعلن وقف إطلاق النار من أجل الوصول الحل السلمي الديمقراطي، وقالت "الحرب إحدى المفرزات القذرة والمرعبة للذهنية الذكورية، وهي عدوة الحياة".

وأشارت الرئيسة المشتركة، بسي هوزات إلى القضية الكردية على أنها مختلفة عن قضايا مناطق أخرى، وقالت "القضية الكردية، هي قضية لها أبعاد إقليمية وأخرى دولية، والدولة التركية ما هي سوى مخفر لقوى الامبريالية العالمية في المنطقة، وضحوا بالكرد في سبيل تنفيذ خطتهم.... حيث تأسست الدولة التركية بعد اتفاقية لوزان 1923 على أساس إنكار وإبادة الشعب الكردي، ولهذا السبب نشهد هذا الكم الهائل من حقد وعداء الدولة التركية تجاه الكرد، لذلك ما لم تتغير سياسات الدول القومية التي أسستها حلف الناتو حيال الكرد وتركيا، ولم تستغني الدولة التركية عن سياستها المعادية للكرد، سيكون من الصعب جداً إيجاد حل للقضية الكردية، ومن هذا المنطلق هناك حاجة ماسة إلى تغيير السياسة والذهنية الحاكمة".

وأوضحت هوزات أن الدولة التركية هي دولة قمعية، وتاريخها مليء بالمجازر والابادات، وأصبحت لها أكثر من مائة عام تمارس الإبادة الثقافية والسياسية بحق الشعب الكردي، وتؤمن بأن وجودها قائم على إنكار الكرد.

نوهت الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني، إلى أهمية النضال الديمقراطي في مواجهة هذا السياسية والذهنية القمعية الفاشية، وقالت " من شأن النضال الديمقراطي المنظم والتحول الديمقراطي الثوري الموحد أن يقطع الطريق أمام الفاشية القمعية."

وافادت هوزات بأن القائد عبد الله أوجلان لا يزال منذ العام 1993 يعلن عن وقف إطلاق النار من أجل الحل السلمي والديمقراطي، وطرح العديد من مشاريع الحل، ولكن السلطات الفاشية التركية كانت دائماً تنظر إلى مراحل وقف إطلاق النار، على أنها مراحل استعداد وتحضير لحرب أشرس وأكبر، وبالأكثر عملت حكومة العدالة والتنمية على استغلال هذه المراحل وتحويلها إلى حرب خاصة.

وأكدت بسي هوزات في حديثها على ضرورة السياسة والذهنية والديمقراطية في مرحلة الحل الديمقراطي، والتي تفتقدها الدولة التركية، وقالت " الدولة التركية ذو طابع فاشي وقمعي وعنصري، وهي عدوة الديمقراطية والحرية، حيث أن حكومة العدالة والتنمية تجسد وتمثل ذروة هذه العقلية."

ونوهت هوزات، كذلك إلى أن حكومة العدالة والتنمية استطاعت القضاء على جميع قيم تركيا، وقالت "من أجل الحفاظ على سلطتها الفاشية الحاكمة، لم تدخر جهداً في التهجم على جميع قيم تركيا واستغلالها، وهي من خلال سياساتها المعادية للكرد تسببت في فقدان شرعية حزب العدالة والتنمية وخاصة بعد اتفاقها الفاشي مع حزب الحركة القومية (MHP)، حيث تحولت إلى نسخة من حزب الحركة القومية، وهي تسير الآن على نقيض معاييرها التأسيسية، ولا تفكر بشيء سوى الحرب وارتكاب المجازر والاحتلال".

ولفتت الرئيسة المشتركة لـ (KCK) النظر إلى أن مجرد الاعتقاد بأن الذهنية الفاشية القمعية بإمكانها تحقيق الحل الديمقراطي، بأبسط العبارات "جهل تام"، وأن التحول الديمقراطي لا يتحقق إلا بالنضال الديمقراطي، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال خلق أرضية مهيئة للحل الديمقراطي في تركيا وإضعاف سلطة الدولة الفاشية القائمة، وتقوية النضال السياسي والمجتمعي.

وتطرقت بسي هوزات بإسهاب للحرب الدائرة في المنطقة وتأثير هذه الحرب على المرأة والبحث عن قوة الحل في مواجهة هذه الحرب، وقالت: "الحرب نتاج سلطة النظام الذكوري، حيث سارع على الدوام بتدعيم وترسيخ سلطته من خلال الحرب، والدولة تمثل البدن (الجسم) بالنسبة لسلطة هذا النظام الذكوري، والحرب هنا تعني الغذاء الذي يتغذى عليه هذا البدن (الدولة)، حيث أن هذا الغذاء (الحرب) يمثل سبب الحياة بالنسبة للنظام الذكوري السلطوي، على النقيض من ذلك أن هذه الحرب هي السُّم الذي يقتل المرأة والطبيعة على السواء، والحرب إحدى المفرزات القذرة والمرعبة للذهنية الذكورية، وهي عدوة الحياة والمرأة، فقد بدأت الحروب بالتزامن مع ظهور النظام السلطوي الذكوري، وارتكبت هذا النظام آلاف المجازر بحق المرأة والطبيعة والحياة، وبالطبع دائماً كانت هناك مسيرة نضالية بقيادة المرأة من أجل حياة كريمة، مترافقة مع ذلك التاريخ الدموي، واستطاعت الحفاظ على القيم الحياتية للمجتمع والطبيعة من خلال نضالها الطويل، كما نشهد اليوم أشد المراحل في نضال المرأة ضد الحرب في هذا العصر".

وذكرت هوزات بأن المرأة هي من تعاني من آلام الحرب العالمية الثالثة، مضيفة "بهذه الحرب يتم القضاء على القيم الانسانية، وهناك نضال قوي بقيادة حركة الحرية للمرأة الكردية، وكذلك النساء العرب والتركمان والآشور والسريان جميعهن في مقاومة مستمرة، وقد أظهرت حركة المرأة في تركيا والحركات النسوية العالمية في السنوات الأخيرة، إرادة قوية وهامة للنضال والمقاومة في وجه الحرب والذهنية الذكورية الداعية إليها، ولكن حتى كل ذلك لا يكفي للقضاء على هذه العقلية الفاشية الذكورية المتسلطة".

وفي الختام تحدثت الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني عن دور المرأة في ثورة روج آفا من خلال المؤسسات التي نظمت حراك ونضال المرأة، مثل مؤتمر ستار ووحدات حماية المرأة وحركة المرأة السورية، وقالت "لايزال التنظيم النسائي والدفاع عن النفس ضعيفين، ونضال المرأة المنظم وقوة الدفاع عن النفس لها بالغ الأهمية، ونحن نرى الآن بأم أعيننا مدى أهميتها في ثورة الحرية في روج آفا، ثورة روج آفا هي ثورة المرأة ولولا النضال والمقاومة المنظمة للمرأة في روج آفا، لم تكن للثورة أن تحدث وتنتصر".