المرأة التي أنقذت الإيزيديات من إرهاب داعش
تقول ريم أنه بالرغم من كل مخاوفها، فقد استمدت القوة من وحدات حماية المرأة (YPJ) واستطاعت تحرير ثمانية من النساء الإيزيديات من قبضة إرهابيي داعش.
تقول ريم أنه بالرغم من كل مخاوفها، فقد استمدت القوة من وحدات حماية المرأة (YPJ) واستطاعت تحرير ثمانية من النساء الإيزيديات من قبضة إرهابيي داعش.
المرأة العربية ريم نفع عبيد من مدينة الطبقة، لعبت دورها في تحرير عدد من النساء الإيزيديات.
مع ظهور داعش، تقصدت زرع حالة من الرعب والخوف الشديد، خاصة من خلال التقاط الصور والفيديوهات التي تصور وحشيته ونشرها عقب غزوها للموصل، حيث تمكنت من السيطرة على العديد من المناطق من خلال الرعب والخوف الذي بثته في نفوس الناس، كما انسحبت جيوش دول مثل سوريا والعراق أمام داعش دون قتال في العديد من الأماكن.
من ناحية أخرى، أصبحت أسماء قوات (YPG و YPJ و QSD) مقترنة بالأمل والشجاعة من خلال التطوع والاسراع لإنقاذ الإيزيديين في شنكال، كما أنها ألحقت الهزيمة الأولى بداعش الإرهابي في كوباني، لا شك أن مقاومة وحدات حماية المرأة في مواجهة إرهاب داعش، أثر على المرأة العربية بشكل كبير ومؤثر وتسلحن بالشجاعة في مواجهة الخوف.
العديد من النساء العربيات ساعدن وحدات حماية المرأة (YPJ) في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، ولعبن دوراً في تحرير وإنقاذ النساء الإيزيديات اللاتي تم اختطافهن واستعبادهن من قبل داعش الإرهابي، كما انضم الكثير منهن إلى صفوف وحدات حماية المرأة.
ريما نفع عبيد، هي امرأة عربية من مدينة الطبقة السورية تبلغ من العمر 29 عاماً، كانت شاهدة على وحشية داعش على مر سنوات من الظلم والاضطهاد، ومدت يد العون والمساعدة للنساء الإيزيديات في الطبقة ولعبت دوراً في تحرير ثمانية نساء إيزيديات من قبضة داعش، وتعاونت مع وحدات حماية المرأة (YPJ).
وأشارت ريم إلى أنها استمدت الشجاعة من وحدات حماية المرأة، لتحرير النساء الإيزيديات.
أصبحت ريم فيما بعد أحدى أعضاء مجلس نساء الطبقة، كما أنها تناضل حالياً ضمن مجلس المرأة في هيكلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
ارتادت الجامعة سراً على مدار عامين
ريم ابنة عائلة عربية من سري كانيه/ رأس العين، وقد هاجرت عائلتها إلى الطبقة وهي صغيرة في العمر، وسجلت في جامعة الحسكة للعام الدراسي 2013/2014، كلية التربية/ قسم معلم صف؛ لكنها لم تستطع إكمال دراستها بسبب سيطرة جبهة النصرة وأحرار الشام على منطقتها، وكذلك سيطرة داعش الإرهابي فيما بعد، حيث اضطرت للذهاب خفية إلى الحسكة من أجل تقديم الامتحانات الدراسية، وذلك طيلة عامين دراسيين، لكنها انقطعت في السنة الدراسية الثالثة، بسبب الظروف وعدم قدرتها الوصول إلى الحسكة وارتياد الجامعة.
اللقاء بالمرأة التي كانت تحاول الهروب من داعش
تسرد ريم قصتها بعد ترك الدراسة والوضع المعيشي السيء الذي اضطرها للعمل بجانب والدها في منزل خاص بالإنترنت خاص، وفي هذا الوقت التقت ريم بالنساء الإيزيديات، وأبت أن تقف مكتوفة اليدي حيال الماسة والألم الذي تعاني منه النساء في قبضة إرهاب داعش.
في عام 2016، بينما كانت طائرات التحالف تقصف مقرات داعش في مدينة الطبقة، التقت ريم ووالدتها بامرأة إيزيدية معها طفلتها، في البداية يساورهم الخوف من أن تكون المرأة والولد هم دواعش، ومن الجهة الأخرى تشعران بالشفقة عليهما مما دفعت والدة ريم إلى الاقتراب من المرأة والولد، حيث اكتشفت بعد جوار قصير أنهما ليسا من داعش، بل إحدى الضحايا الإيزيديات المختطفات من قبل داعش الإرهابي، تقول ريم " تمكنت المرأة الإيزيدية و طفلتها البالغة من العمر ثمانية سنوات من الهرب، اتذكر أن اسم الأم كانت زورما واسم ابنتها زهور."
كان امتحاناً لنا للقيام بعملنا الانساني ووجداننا وما بين القلق والخوف
أوضحت ريم أن عائلتها، أوت المرأة الإيزيدية وطفلتها وأخفتهما في منزلها، لكن القلق والخوف كانا ملازمين للعائلة، خشية الإمساك بهما، وتقول ريم " في الحقيقة من ناحية كان الخوف والقلق يزداد في قلوينا يوماً بعد يوم، ولكن في المقابل استنكارنا وحقدنا على داعش كان في ازدياد مستمر، ورجحنا الاستجابة لوجداننا وضميرنا الانساني."
وأضافت ريم " عانينا من وحشية داعش منذ على مدار عامين كاملين، حيث قطعت داعش رؤوس الكثير من الناس في الساحات وجعلتنا نراقب تلك المشاهد الوحشية. وفي أحد المرات، شاهدت كيف أن داعش ألقت بشاب في مقتبل العمر من فوق بناية عالية."
إنقاذ زورما وابنتها من براثن داعش
أقدمت ريم على عقد اتصال مع وحدات حماية المرأة (YPJ)، وهذا الاتصال منحها القوة من أجل الإقدام على خلاص المرأة الإيزيدية زورما وابنتها، وتشير ريم إلى زورما كانت تحتفظ برقم أحد أقربائها العراقيين، إلا أن الرقم كان خارج التغطية، وتقول " تذكرت حينها أقربائنا في العراق، وتواصلت معهم من أجل أن يعثروا على أقرباء زورما، وبهذه الطريقة استطعنا تأمين تواصل ما بين زورما وأهلها."
وتابعت ريم حديثها عن الحادثة بالقول " بعد مدة جرى تواصل من قبل وحدات حماية المرأة (YPJ) معنا من كوباني، وأخبرونا أن امرأة عربية من الرقة ستأتي لاستلام زورما وابنتها، بعد يوم فقط من الاتصال، جاءت المرأة وأخذت زورما وابنتها وأوصلتهما إلى الرفيقات، ولدى سماعنا أنهما وصلتا بسلام، انتابتنا الغبطة والسرور لنجاتهما ووصلهما بالسلامة."
بالتعاون مع وحدات حماية المرأة استطعنا تحرير سبعة إيزيديات أخريات
وتوضح ريم أنها بعد نجاة زورما وابنتها، كثفت من اتصالاتها مع وحدات حماية المرأة، وتقول " اكتسبت الجرأة والشجاعة من خلال التواصل المستمر مع الرفيقات، وبعد التحرر من داعش أصبحت فتاة أخرى ومختلفة عن السابق، طبعاً لدى تواصلنا مع الرفيقات، كانت هناك مخاطر جدية تتهدد حياتنا، ولكن أصرينا على تقديم الدعم والمساعدة في مهمتنا، استجابة لوجداننا وضميرنا الانساني. وكانت الرفيقات يقولون لنا على الدوام، صابروا وقاموا، ذهب الكثير ولم يبقى إلا القليل على زوال داعش، خلال عام كامل من التواصل مع الرفيقات استطعنا تحرير سبعة نساء إيزيديات أخريات من قبضة داعش الإرهابي، وذلك بالتعاون من قبل تلك المرأة من الرقة التي كانت تأتي لاستلامهم."
كأننا ولدنا من جديد مع تحرير الطبقة
كانت ريم على موعد مع وحدات حماية المرأة (YPJ) في يوم تحرير الطبقة بتاريخ 10 أيار 2017. وتعبر ريم عن لحظات دخول قوات سوريا الديمقراطية إلى مدينة الطبقة، بأنها كانت لحظات أعادت الأمل في الحياة والمستقبل، وقالت " لقد شهدنا الكثير من الظلم والاضطهاد خلال فترة حكم داعش وما يسمى الجيش السوري الحر، لكن الحياة أفضل وأكثر حرية بكثير في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كما أن حقوق المرأة مصانة ولها مكانة مميزة وعالية في المجتمع والذهنية الديمقراطية، وأهم ما يميز الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هو أنها تقدر المرأة وتدافع عن حقوقها وحريتها. فهي تقدر المرأة في جميع النواحي. فالنساء منخرطات في السياسة والخدمة العسكرية وفي كل النواحي وقد جذب هذا انتباهي كثيراً وجعلتني انضم إلى العمل في الإدارة الذاتية.
الانضمام إلى فعاليات المرأة
شغلت ريم منصبها في الأعمال الاجتماعية بمجرد تحرير الرقة، وشاركت في البداية في أعمال مجلس نساء الطبقة. وتعلمت كغيرها من النساء من الطبقة في الأكاديميات، ولا زالت تعمل ضمن مجلس المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
اختتمت ريم حديثها بالقول " تعيش العديد من النساء العربيات اليوم في الإدارة الذاتية، والعديد منهن منخرطات في العمل. كما أن هناك العديد من الفتيات العربيات ضمن صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ). نتطلع الآن إلى المستقبل بأمل أكبر. بالطبع، هناك الكثير مما يجب القيام به في مجتمعنا في مجال المرأة والديمقراطية. لكننا على إدراك تام أن النساء يمتلكون القدرة والقوة على خلق الجديد، نحن نحاول أن نخلق مستقبلنا بأنفسنا. لذلك نحن متفائلون."