ولدت المقاتلة بيريتان في سوريا عام 1996، وتعود أصولها إلى بغداد التي عاد إليها والدها إلى سويا بعد خدمته العسكرية في بغداد.
وتقول بيريتان إن والدها تزوج بوالدتها وكانت في سن الثالثة عشرة آنذاك، وهو يخبرها بعشرات السنوات، وكانت الزيجة السابعة له.
هذا المشهد ظل ملازماً لبريتان التي تُشير عبر ذلك إلى الذهنية الذكورية في أسرتها والتي كانت في أعلى مستوياتها.
وبعد ولادتها كان والدها بلغ من السن عتياً وفارق الحياة لتبدأ هي مسيرة من الحرمان والأسى أسهمت في تشكيل شخصيتها ويبدو أنها أعطتها قوة لم تلتفت إليها، فبعد وفاة والدها تزوجت أمها لاحقاً من آخر، ونشأت هي في كنف أخوها حتى وفاته المنية هو الآخر لتنتقل إلى عمتها وتُقيم لديها، ومن هناك تبدأ مسيرة تُشبه مسيرة أمها فتتزوج ابن عمتها ولم يتجاوز عمرها 12 عاماً، الذي كان يواصل إهانتها وتعذيبها ولترزق منه بطفل وهي لاتزال بالأساس في مرحلة الطفولة.
وقد وجدت المقاتلة بيريتان، التي فتحت عينها في الحياة على ألوان من المعاناة في الحياة الصعبة، نفسها تبحث عن الحقيقة وجوهر المرأة الحرة، ومن هنا تعرفت على حركة الحرية الكردستانية في وقت كانت تقف كثيراً عند محطات حياتها وتلك الرحلة التي تبدأ منذ اللحظة التي تزوجت أمها ابنه 13 ربيعاً من أبوها وهو في خريف العمر.
وعن تجربة الانضمام إلى صفوف القتال والمواجهة تقول: "في 2014، وعندما شن تنظيم داعش الإرهابي هجمات احتلالية على منطقة شنكال ومحاولات إبادة المجتمع الإيزيدي، أخبرت أصدقائي أنه يجب أن أذهب إلى هناك. ذهبت إلى شنكال بعدما وافق الرفاق على قراري، وعندما وصلت إلى هناك كانت الهجمات قد وقعت وكنت واعتراني الحزن عندما رأيت النساء، الشابات والأطفال الإيزيديين بهذا الوضع في شنكال، وفي ذلك الوقت أدركت أن المجتمع الإيزيدي بحاجة إلينا ومبادرتنا في حمايتهم، ونحن من جهتنا حملنا المسؤولية وحاربنا ضد هؤلاء المرتزقة لحماية شعبنا المضطهد، ومكثت في شنكال لمدة ثلاث سنوات".
وأضافت "بينما كان المجتمع الإيزيدي يُقاتل ويناضل منذ سنوات لحماية نفسه وثقافته من الإبادة الجماعية، كنت مع الشعب حتى وقت مغادرتي منطقة شنكال".
وتشير إلى أنها وبعد انقضاء السنوات الثلاث التي قضتها في شنكال غادرتها إلى الجبل وكأن لديها هدف أكبر قررت بذل كل جهد لتحقيقه.
أردت المقاتلة العربية بيريتان وبعد نضالها ومقاومتها ومهمتها في الدفاع عن المجتمع الإيزيدي في شنكال، الانضمام إلى ساحات النضال والكفاح في جبال شرق كردستان. ونتيجة لذلك، انضمت إلى صفوف وحدات شرقي كردستان YRK.
وتصف المقاتلة بيريتان هذا قائلة: "تلقيت قوة كبيرة من شنكال وغادرت المنطقة بهذه القوة التي تجلب الإصرار والعزيمة، لذلك أردت القتال وتشكيل النضال في جميع أنحاء كردستان والوصول إلى نساء كردستان. ولهذا السبب جئت إلى ساحة شرق كردستان. فإن صفحات تاريخ شرق كردستان مليئةً بقصص النساء ذوات الإرادة قوية والعزيمة. وانضممت أيضاً إلى صفوف وحدات شرقي كردستان من أجل الحصول على إرادة قوية ومحاربة ممارسات النظام الإيراني ضد النساء".
وناشدت المقاتلة العربية بيريتان في ختام حديثها، الشباب والشابات، قائلة: "على الشبيبة والنساء في شرق كردستان وإيران تصعيد نضالهم ومقاومتهم والدفاع عن إرادتهم، أنا امرأة عربية وأناضل من أجل الحرية في كردستان. لأنني أعرف أنه عندما تنتصر هذه المقاومة سيكون العرب والشعوب الأخرى أحراراً. لهذا أدعو النساء والشبيبة في إيران إلى الانتفاض في وجه هذا النظام وتصعيد النضال والمقاومة، فإذا لم تنتفض النساء لن تستطعن العيش في هذا المجتمع".