نظمت الأمهات اللاتي ترتدين الوشاح الأبيض اعتصاماً، منذ يومين، أمام مبنى حزب العدالة والتنمية في آمد، ورفعن لافتة كتب عليها "الأمهات تردن السلام"، بينما حاصرت قوات الشرطة التركية مبنى العدالة والتنمية ومنعوا للأمهات بتنظيم فعاليتهن "الاعتصام"، كما أنهم طلبوا منهن أن يصعدن الحافلات الصغيرة ومغادرة المنطقة، لكن الأمهات لم ترغبن بالركوب الحافلات، واعتقلت الشرطة ثلاثة من الأمهات ذوات الوشاح الأبيض اللاتي أردن تنظيم فعالية الاعتصام وتم جرهن على الأرض أثناء اعتقالهن.
وفي السياق أقدمت قوات الشرطة على اعتقال عدة صحفيين الذين كانوا يتابعون اعتصام الأمهات.
وتحدثت إحدى أمهات ذوات الوشاح الأبيض، اللاتي تعرضن للاعتقال والعنف قبل يومين من قبل الشرطة التركية أمام مبنى حزب العدالة والتنمية في آمد، إيسل توفان، بخصوص الاعتصام الذي نظم أمام مبنى AKP ودعت جميع أمهات قائلة: "الأمهات ذوات الوشاح الأبيض، وأمهات اللاتي تعتصمن أمام مبنى الشعوب الديمقراطي HDP وأمهات السبت، جميعهن أمهات، فتعالوا لنوحد وشاحنا الأبيض ونعتصم أمام مبنى AKP".
سنكسر أقدامكن
أفادت توفان بأنهن قبل يومين ذهبن إلى مبنى حزب العدالة والتنمية من أجل تحقيق السلام، وقالت: "نحن إحدى عشرة أم ذوات الوشاح الأبيض ذهبنا إلى مبنى حزب العدالة والتنمية وأردنا تنظيم فعالية اعتصام هناك من أجل السلام، وفور وصولنا أمام المبنى، أحاطت بنا الشرطة وهاجمتنا، وعندما قاموا باعتقالنا جرونا على الأرض، وقامت الشرطة بضربنا أمام المبنى وبداخل السيارة، وأهانونا، ونحن شعرنا بالخجل، لكنهم لم يخجلوا منا".
وأضافت "نحن أيضا نريد أطفالنا المسجونين وأطفالنا المفقودين، هاجمتنا الشرطة بوحشية واعتقلتنا، وجرونا على الأرض وطوقوا معاصمنا بكلمجات (قيود) بلاستيكية، ورغم تعذيبنا نحن الأمهات، هددونا أيضاً وقالوا: 'أنتن تخطين خطوات كبيرة بأقدامكن، نحن سوف نكسر أقدامكن'، وعلى الجميع أن يعلموا أننا الأمهات لسنا خائفين من تهديدات شرطة أردوغان".
تعالوا لنعتصم معاً ضد AKP
وأفادت توفان أن الرئيس التركي أردوغان يبارك اعتصام الأمهات أمام مبنى حزب الشعوب الديمقراطي HDP عبر مكالمة الهاتف، ومن جهة أخرى يقمع ويضطهد الأمهات السلام اللاتي يطالبن بالإفراج عن أبنائهم وتحقيق السلام أمام مبنى حزب العدالة والتنمية، وناشدت توفان الأمهات وقالت: "لتأتي العائلات من أمام مبنى الشعوب الديمقراطي ونعتصم معاً أمام العدالة والتنمية ونقف ضد القمع والظلم، نحن لا نريد أن يُقتل أحد، بل نحن نطالب بالسلام ونريد إرادتنا كالشعب، نحن أيضاً أمهات ويخفق قلبونا على أبنائنا، فيما يسيل أردوغان وسويلو دموع التماسيح ويستغل معاناة وحرقة قلب الأمهات لمصالحهما الشخصية".
واختتمت حديثها قائلة يا أردوغان، جئنا أمام مبناك وكنا ضيوفك، لقد هاجمتنا عبر قواتك وجررتنا بالأرض بدلاً من سماعك لنا، إن حزب العدالة والتنمية يحمل النار دائماً، أما حزب الشعوب الديمقراطي دائماً يناضل من أجل السلام والديمقراطية، لتأتي الأمهات من أمام مبنى الشعوب الديمقراطي وتضعن يدهن في يدنا ونعتصم أمام العدالة والتنمية الفاشية".