الحسكة ـ منذ بداية التاريخ وحتى يومنا هذا المرأة كانت القوة الأساسية في بناء المجتمع الإنساني، والطليعة والرائدة في تطوير المجتمع. والمرأة الكردية دائماً وأبداً كانت العنصر الفعال في ترسيخ حياة معاصرة لأبنائها. بجهدها ونضالها وعرق جبينها. فنراها تارةً القوة الاقتصادية للمجتمع وتارةً أُخرى عاملة في الحياة. وكثيراً ما نراها حكيمة وطبيبة تداوي المرضى لتشفي أمراضهم وآلامهم بما تجمعه من أعشاب طبيعية.
الأم ترفة حسن أحد هؤلاء الأمهات اللواتي عانين من ظروف الحياة القاسية، ولاقوا الكثير وعملوا وتعبوا من أجل استمرار حياتهم. فكسبت من مهنتها احترام وتقدير المحيطين بها.
تعمل الأم ترفة على إزالة الاكزيما والمعروفة في المجتمع الكردي باسم "البيروف" وغيرها من الأمراض الجلدية.
وعن تعلمها لهذا العمل الإنساني تقول ترفة: "تعلمت هذه المهنة من أمي فهي كانت طبيبة تشفي الناس وكنت أقلدها دائما حتى استطعت إتقان مهنتها, كما كنت عاملة في البيت وأحياناً كنت الطبيبة فكان الكل يتوجه إلي في الظروف الصعبة".
والأم ترفة التي تعمل ليل نهار بحثاً عن لقمة عيشها بجهدها وعرق جبينها تؤكد: "بالرغم من أن كل هذه المآسي كانت جزء من حياتي وفكري وروحي، إلا إنني حولت آلام حياتي إلى قوة لي".
هذه المهنة معروف عنها بأنها لا تصلح لأي يد تعمل بها، حيث تُعلّم عن طريق الوراثة أو المنح أي يمنح الشخص العامل بها للشخص الآخر. لتبقى كمهنة شعبية فعالة يعجز الطب الحديث عن معالجة الكثير من الحالات التي يعالجها هذا النوع من الطب الشعبي.