ياسمين الزبيدي: الوحدة اليمنية أقصت الجنوبيات من الوظائف والكرديات سطرن تجربة عظيمة

قدم المجلس الانتقالي الجنوبي وسط الحرب اليمنية التي لم تتوقف معاركها إلى اليوم نموذج لمواجهة التطرف بكافة أنواعه بدأ من جماعة الحوثيين حتى حربه ضد جماعة الإخوان وذراعها في اليمن حزب الإصلاح وحتى المواجهة مع تنظيم القاعدة.

 يبرز دور المرأة الجنوبية التي دفعت فواتير كل الحروب التي مرت بالجنوب بداية من تدمير دولته عام 1994 وضمها لليمن إلى حلم استعادة الدولة الذي يلوح في الأفق حاليًا ولذلك حاورت "وكالة فرات" ياسمين الزبيدي مسئول المرأة في المجلس الانتقالي الجنوبي، لتروي دور المرأة الجنوبية ومعاناتها وما تحملته خلال الحرب، وإلى نص الحوار:

كيف تحول حال المرأة الجنوبية من زمن اليمن الجنوبي إلى ما بعد الوحدة؟

المرأة الجنوبية منذ ما بعد حرب صيف ١٩٩٤م وهي تعيش وضعاً مأساوياً لأنها تعرضت إلى سياسة تدميرية ممنهجة من قبل نظام صنعاء عن طريق الفكر القبلي المتخلف والذي صدره إلى الجنوب وأيضاً الخطاب الديني المسيس وهذه الوسيلتين بالفعل عملت على تقويض دور المرأة الجنوبية في المجتمع وتهميشها وإقصائها من الوظيفة العامة في هيئات الدولة من أعلى الهرم إلى أسفل القاعدة كما أنها حرمت من التعليم الأكاديمي في الخارج لأنه كان حكراً على نساء الشمال وحرمت أيضاً من التدريب والتأهيل والرعاية

مما أدى إلى تراجعها بشكل ملحوظ بعد أن كانت هي الرائدة على مستوى الجزيرة والخليج بل وحققت المرأة في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ستينات وسبعينات وثمانيات القرن المنصرم قبل الدخول مع الشمال في الوحدة المشئومة طفرة نوعية في الحصول على الحقوق على كل الأصعدة حيث استطاعت أن تتواجد بقوة في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وهو الحزب الحاكم آن ذاك كما إنها قامت بقيادة الكثير من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية أسوة بأخيها الرجل فكانت أول إعلامية وأول رياضية وأول كابتن طيار وأول قاضية وأول مظلية حربية....

حقيقة نحن نساء الجنوب نشعر بالغصة والألم عندما نتذكر ماضينا المشرق وحاضرنا المؤلم الذي كان نتاج سياسة تدميرية مارسها المحتل الشمالي ضد الجنوب أرض وإنسان ولا ذنب لنا نحن دفعنا ثمن محبتنا وحُلمنا الكبير والسعي للتوحد مع الشمال من أجل نبني معهم دولة كبيرة وقوية تعمل لصالح الإنسان شمالاً وجنوباً وتحقق له العيش بكرامة وتضمن الحقوق والحريات
ولكن وبكل أسف وجدنا سلطات الشمال ومتنفذيه يمارسون السلب والنهب وتدمير كل ما هو جميل في جنوبنا الحبيب طمسوا معالم الجنوب التاريخية و الأثرية واستولوا على مؤسساته ومصانعه ومزارعه وحولوها إلى أملاك تابعة لهم، قهرونا ومارسوا القتل التنكيل ضدنا بأبشع صوره أخرجوا مئات الآلاف من أبناء الجنوب من وظائفهم وأصبحوا بين عشية وضحاها عاطلين عن العمل ونال المرأة ما نالها من أذى مثلها مثل أخيها الرجل.

ما هي المشكلات أو المعوقات التي تتعرض المرأة في الجنوب؟

لقد عانت المرأة من تراجع مستوى التعليم الذي أنتج وعي متدني واجهت بسببه المرأة الجنوبية مشاكل عديدة وكثيرة مثل حرمانها من الوصول إلى مواضع صنع القرار واتخاذه
وتوجد العديد من أشكال المعاناة مثل عدم تفعيل دورها في منظمات المجتمع المدني، الزواج المبكر، فقدان العائل بفعل الحرب، تزايد حالات الوفيات من الأمهات، تزايد حالات الوفيات من الأمهات، وهناك مشكلات كثيرة لا حصر لها لازالت المرأة تعاني منها، ومنها عدم إشراكها في الحوارات والمفاوضات..

كيف ترين حرب الخدمات التي تشن ضد الجنوب حاليًا؟ وعدم تقديم الحكومة خدمات للجنوبيين؟

أما حرب الخدمات فهي إحدى الوسائل القذرة والتي تمارس ضد شعب الجنوب بغية تركيعه وإذلاله من أجل القبول بالحلول التي تنتقص من عدالة قضية شعب الجنوب وبقاء الجنوب أرض وإنسان تحت وصاية من غدروا به في الأمس وأذلوه
ولكن نحن نقولها سنظل قابضين على الجمر متحلين بالصبر ومنتظرين الحكمة وحسن التقدير من التحالف ومن العالم خصوصاً وأن الجنوب قد أثبت أنه الحليف الصادق والوفي وهو من حقق الانتصارات وحافظ على كرامة الأمة وحفظ ماء وجه الشرعية وحارب الإرهاب  وأمن خطوط الملاحة الدولية في أهم ممرات العالم البحرية ولذا فهو جدير بأن تمنحوه الحياة اللائقة الكريمة وتوفروا له الخدمات وهذه ابسط حقوقه عليكم
ومن ثم تنصفوه وتقفوا مع قضيته العادلة وحقه في أن تكون القضية الأولى التي ستطرح ضمن مشاورات الحل النهائي لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، الجنوب لم يقدم أكثر من ٧٠ ألف شهيد كي يعود مرة أخرى إلى باب أسوار صنعاء هذه حقيقة يجب أن يعيها الإقليم والعالم أجمع وثقوا إننا شعب لن يتنازل ولن يتخلى عن حلم استعادة دولته وهويته الوطنية وإن إرادة الشعوب لن تقهر.

ماذا قدم المجلس الانتقالي الجنوبي للمرأة؟

القيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي أولت اهتمام كبير بالمرأة الجنوبية وظهر ذلك الاهتمام من خلال حرصه على أهمية تواجد المرأة في هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي
كما إنه قد عمل إلى إعادة المرأة إلى الصدارة من خلال الاهتمام بتدريبها وتأهيلها ودعم مؤسسات المجتمع المدني التي تقودها النساء وعمل على إشراكها في الحوارات الداخلية والخارجية والدفع بها إلى مواضع صنع القرار وإتخاذه، كما أنه يعمل إلى جانب تمكينها سياسياً أيضاً على تمكينها اقتصاديا واجتماعياً.

ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الدور المحوري الذي تلعبه المرأة بجانب أخيها الرجل النهوض بالوطن في جميع المجالات، وهناك أسماء نسويه لمعت في المجلس الانتقالي نتيجة هذا الاهتمام والرعاية من قيادة المجلس..

كيف ترين دور المرأة وما تحملته من ويلات الحرب وخاصة أهالي الشهداء والجرحى؟

المرأة الجنوبية تحملت الكثير والكثير من الأذى لقد فقدت الأب الزوج والابن والأخ في هذه الحرب العبثية الظالمة التي فرضت على الجنوب والمعروف أن المرأة هي الحلقة الأضعف في المجتمع ولذا فهي تنال النصيب الأوفر من المعاناة فقد أصبحت إضافة إلى ما تعانيه من آثار نفسية بسبب فقدانها الزوج أو....
تتحمل مسؤولية توفير الاحتياجات المادية لتوفير متطلبات الحياة بأبسط صورها خصوصاً وأن أسر الشهداء والجرحى يبقون بدون رواتب لأشهر وهذا بكل تأكيد من تتحمل متاعبه هي المرأة
ولذا رأينا الكثير من نساء الشهداء خرجن من المنازل يعملن في أعمال يمتهنها الرجال ورأينا أسر الشهداء العفيفات يخرجن عبر وسائل شبكات التواصل الاجتماعي يناشدن الدولة و  يناشدن التحالف بضرورة انتظام صرف رواتب الشهداء لقد بلغ الفقر والشقاء بهذه الأسر حد الجوع ولهذا أقول من هذا المنبر إنه لا يليق بالتحالف والدولة خذلان من دفعوا الأرواح لتبقى هاماتكم مرفوعة.

كيف ترين دور المرأة الكردية وقتالها ضد داعش؟

بلا شك إنها تجربة عظيمة تجسد صلابة وشجاعة وجسارة المرأة وما تملكه من إمكانيات استثنائية
وجدتها الظروف المحيطة وهذا يؤكد إن المرأة قادرة أن تتغلب على كل الصعوبات والتحديات بفضل الإرادة والإصرار على تغيير الواقع المظلم لصناعة فجر الغد المشرق الجميل 
الذي تعيش فيه الشعوب تحت سماء الأوطان بأمن وأمان وسلام بعيداً عن التطرف والإرهاب والعنصرية المقيته.

ما هي رسالتك للمرأة الجنوبية؟

مزيداً من الصبر والحكمة والجلد وبذل الجهود للتسلح بالعلم والمعرفة وإكتساب المهارات التي تؤهلك للوصول إلى المكانة التي تليق بك فالحقوق تنتزع ولاتوهب.

ما هي رسالتك للمرأة العربية؟

أتمنى أن تتظافر جهود النساء العربيات للمضي قدماً في إنتزاع الحقوق وأن تتوحد الآراء للضغط على الأنظمة في الداخل والخارج لتحقيق المشاركة المتساوية في الحياة السياسية و ضمان حق المرأة في الحماية والسلام والأمن وأن يقفن بجانب المرأة الجنوبية وقضيتها لتتمكن من إستعادة دورها الريادي. 

ما هي رسالتك إلى التحالف العربي؟ 

الجنوب برجاله الأوفياء هو من صدق العهد الذي وعدكم به وأهدى للأمة النصر على الحوثي ومشروعه التوسعي في المنطقه وهو من هزم الإرهاب وأمن حدود الجزيرة والخليج وطرق عبور النفط والتجارة العالمية
ولذا فهو يستحق منكم أن تبادلوه الوفاء بالوفاء وأنتم بلا شك تعلمون كيف يكون ذلك.