توقيف وسجن و تعذيب مسيرة طويلة نحو الحرية

اعتقلت من قبل الجيش التركي في باكور كردستان وهي لا تزال في سن الـ 17، تعرضت على مدى أكثر من شهر لشتى أنواع التعذيب. أمضت 10 أعوام في المعتقلات إلا أنها لم تتوقف لحظة عن النضال والمقاومة

 اعتقلت من قبل الجيش التركي في باكور كردستان وهي لا تزال في سن الـ 17، تعرضت على مدى أكثر من شهر لشتى أنواع التعذيب. أمضت 10 أعوام في المعتقلات إلا أنها لم تتوقف لحظة عن النضال والمقاومة، ورغم معاناتها مع المرض إلا أنها قررت تلبية نداء قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان والتوجه إلى كوباني.

عائشة أرسلان، الاسم الحركي تكوشين بوطان، ولدت عام 1976 في قرية سوسكه التابعة لناحية أروه التابعة لمحافظة سيرت في باكور كردستان، درست المرحلة الابتدائية والإعدادية، ومن ثم درست سنة في المرحلة الثانوية. شاركت عائشة في النضال التحرري في سن مبكرة نظراً للمواقف الوطنية لعائلتها وارتباطهم بحركة الحرية، إلا أن الدولة التركية لم تسمح لهم البقاء في قريتهم وهجرتهم قسراً بتاريخ 1990 بعد أن أحرقت قريتهم.

بعد أن أحرق الجيش التركي قريتهم، هاجرت عائلة عائشة إلى مدينة أضنة في تركيا، إلا أن إحراق قريتهم زاد من حقدها على الجيش التركي، لذلك انضمت بشكل أكثر فعالية إلى النضال، وفي عام 1994 قررت عائشة الانضمام إلى صفوف الكريلا، وأثناء توجهها إلى منطقة ديرسم أعتقلت من قبل الجيش التركي.

توقيف، تعذيب وسجن

تعرضت عائشة أثناء الاعتقال وهي لا زالت في مقبل العمر إلى شتى أنواع التعذيب الوحشي الذي مارسته الدولة التركية، حيث مورست بحقها جميع أشكال التعذيب النفسي والجسدي بتهمة الانضمام إلى تنظيم محظور. عائشة التي لا زالت آثار التعذيب ظاهرة على جسدها تحدثت عن تلك الفترة قائلة “تم توقيفي في مدينة آل عزيز لمدة شهر ومن ثم تم نقلي إلى مدينة أضنة، وبهدف النيل من إرادتي وضعوني في إطار للسيارات تحت البرد القارس لعشرات الساعات حتى خرجت الدماء من فمي وأنفي، ومن ثم فقدت وعيي وحين استيقظت وجدت نفسي في المشفى الحكومي في مدينة أضنة.

وبعد أن تأكد الجيش التركي أنهم لن يتمكنوا النيل من إرادتها، أحيلت عائشة إلى المحكمة العسكرية في مدينة قونية، واستمرت محاكمة عائشة عامين متواصلين وفي النتيجة حكم عليها بالسجن لمدة 15 عاماً حيث أودعت السجن في مدينة سيواس.

أمضت عائشة 10 أعوام في سجن مدينة سيواس حيث تعلمت اللغة الكردية كما طورت شخصيتها من الناحية الفكرية والإيديولوجية بالإضافة إلى تعليم العديد من الفنون اليدوية.

وتستمر في المقاومة

خرجت عائشة من السجن عام 2004، ورغم أنها تجد صعوبة كبيرة في التأقلم مرة أخرى مع المجتمع، إلا أنها قررت المشاركة في النضال، وبهدف الاستمرار في النضال وتحقيق أهدافها تناضل ضمن صفوف حزب المجتمع الديمقراطي وحركة المرأة الحرة الديمقراطية، بالإضافة إلى العديد من النشاطات الأخرى.

كوباني

بعد هجوم مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني في روج آفا ونداء النفير العام الذي أطلقه قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان للانضمام إلى المقاومة، توجهت عائشة إلى مقاطعة كوباني. ولكنها وبعد فترة قصيرة أصابت بمرض السرطان، فاضطرت إلى العودة مرة ثانية إلى باكور كردستان، لكنها تقاوم وتكافح ضد مرض السرطان وتتابع نضالها أيضاً.

شاركت لمدة 6 أشهر في مناوبات الاعتصام على الحدود بين كوباني وبرسوس لدعم ومساندة مقاومة كوباني، ولم تكتفي بذلك، بل وبعد تحرير مدينة كوباني من المرتزقة توجهت عائشة في شهر آذار/مارس إلى مدينة كوباني وانضمت إلى صفوف قوات الاسايش لتتابع نضالها هناك.