بدأ نضال المرأة الكردية في روج آفا مع دخول قائد الشعب الكردي عبدالله منطقة الشرق الأوسط واتخاذه من مبدأ “حرية المجتمع يمر من حرية المرأة” وعلى هذا أساس انضمت المرأة الكردية لصفوف النضال التحرري في كردستان وحققت انجازات كبيرة وخطت العديد من الخطوات العظيمة والفعالة لبناء المجتمع.
وساهمت المرأة في روج آفا في العديد من النشاطات والفعاليات ولعبت دورها في تنظيم ذاتها وبشكل فعال وفي كافة مجالات الحياة السياسية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية.
وقدمت تضحيات جسيمة ضمن مسيرة النضال التحرري والحياة الكريمة في كردستان.
ومازالت المرأة الكردية تقدم التضحيات الجسيمة ولم تتوقف لحظة واحدة عن النضال وبذل الجهود المريرة من أجل خلق مجتمع أخلاقي سياسي اكولوجي نسوده العدالة والمساواة وقادر على حماية حقوق جميع النساء في المجتمع. باعتبارها صاحبة تجربة في نضال الحرية وهذا النضال الذي يستند إلى ميراث تاريخي قيم.
المرأة تنظم ذاتها في وحدات حماية المرأة
وضمن إطار تجسيد نظام الإدارة الذاتية في روج آفا بحيث يجب أن لا تكون قوات الأمن والحماية وسيلة للاضطهاد في يد السلطة، استطاعت المرأة أن تحقق إنجازات هامة في مجال الحماية والأمن، وخاصة بعد المشاركة الفعالة للمرأة ضمن صفوف وحدات حماية الشعب تأسست وحدات حماية المرأة YPJلتتحول بذلك إلى مؤسسة الحماية والأمن إلى مؤسسة شعبية اجتماعية. وبدورها قامت الفئة النسائية في روج آفا بوضع وترسيخ نظامها الخاص بالإضافة إلى تقوية مؤسستها الدفاعية من خلال تنظيم العديد من الكتائب الخاصة والألوية في مختلف مدن ومناطق روج آفا.
تشكلت 17 كتيبة لوحدات حماية المرأة في روج آفا
في الثالث والعشرين من شهر شباط من عام2013 أعلن ولأول مرة في ناحية جنديرس بمنطقة عفرين عن تشكيل أول كتيبة لوحدات حماية المرأة في روج آفا، سميّت باسم “كتيبة الشهيدة روكن”.في مراسم إعلان رسمية حضرها الآلاف من أهالي الناحية.
وفي8 من شهر آذار من نفس العام وبالتزامن مع قدوم اليوم العالمي للمرأة أعلنت وحدات حماية المرأة بروج آفا في مدينة قامشلو عن تشكيل كتيبة الشهيدة عدالت لوحدات حماية المرأةYPJ، في مراسم عسكرية رسمية، لتكون رابع كتيبة خاصة بالمرأة تتشكل في روج آفا بعد كتيبة الشهيدة روكن في عفرين، كما تشكلت فيما بعد كتيبة أخرى باسم الشهيدة روكن في عفرين. وكتيبة الشهيدة مزكين في درباسية، والشهيدة سوزدار في ديرك، وكتيبتين إحداها باسم الشهيدة دجلة والأخرى باسم الشهيدة سوزدار في كوباني وكتيبة الشهيدة فيان وكتيبة باسم الشهيدة هيفيدار في مدينة كركي لكي، كتيبة باسم الشهيدة بريفان في سريه كانيه، وكتيبة الشهيدة سلافا في مدينة تل تمر، كتيبة الشهيدة سوسن في مدينة حسكة وفي مدينة عامودا كتيبة الشهيدة بريفان، وكتيبة الشهيدة نجبير في مدينة تربه سبيه. بالإضافة إلى كتبتين متحركتين إحداها باسم الشهيدة برجم في منطقة الجزيرة. كما تشكلت كتيبة خاصة بالمرأة في حلب، ووصل عدد كتائب وحدات حماية المرأة في روج آفا وسوريا إلى 16 كتيبة منذ بداية تأسيسها وحتى الآن.
كما إن وحدات حماية المرأة وفي 2من شهر نيسان من عام 2013 بادرت بعقد الكونفرانس التأسيسي الأول لوحدات حماية المرأة في مدينة ديرك وتحت شعار “نظمن ذواتكن في وحدات حماية المرأةYPJ، لضمان انتصار الثورة” وذلك لتصعيد نضالها العسكري والدفاعي في المنطقة.
أكاديمية الشهيدة شيلان للدفاع أول أكاديمية للمقاتلات في روج آفا
وبهدف توعية جميع المقاتلات المنضمات لصفوف وحدات حماية المرأة في روج آفا وتدريبهن على شتى فنون وتكتيك القتال وتوعيتهن من الناحية الإيديولوجية والعسكرية افتتح أكاديمية مركزية باسم” الشهيدة شيلان” للدفاع في منطقة الجزيرة بمدينة ديرك من قبل وحدات حماية المرأة استطاعت تدريب وتخريج العديد من الدورات التدريبية، وتدريب عدد كبير من المقاتلات والقيادات وأكاديمية الشهيدة شيلان تستعد لتحضير والإعداد لدوارات تدريبية قادمة للمقاتلات.
واستطاعت هذه الأكاديمية تدريب عدد كبير من المقاتلات كما افتتحت 14 فروع لأكاديمية الشهيدة شيلان للدفاع في كل من مقاطعة الجزيرة ومدينة عفرين وكوباني والعديد من المناطق الأخرى في روج آفا وسوريا لتلقي جميع المقاتلات التدريب العسكري والفنون العسكرية بالإضافة إلى التدريب الإيديولوجي.
تصاعد نضال وحدات حماية المرأة العسكري بعد ان نظمت ذاتها في جميع مدن ومناطق روج آفا. وقاومت وأبدت مقاومة عظيمة في خنادق القتال ضد هجمات المجموعات المرتزقة على قيم ومكتسبات ثورة روج آفا. وفقدن حياتهن ببسالة في ساحات القتال. وأول شهيدة لوحدات حماية المرأة في روج آفا كانت المقاتلة والمناضلة سلافا التي فقدت حياتها في هجمات المجموعات المسلحة على منطقة عفرين .
افتتاح 23 مركز لوحدات حماية المرأة
مع ازدياد انضمام الفتيات لوحدات حماية المرأة في جميع مدن ومناطق روج روج آفا بادرت وحدات حماية المرأة بافتتاح مراكز خاصة لها في المدن والمناطق. لتستطيع التعبير عن إرادتها وفكرها وتنظيم صفوفها بين جميع الفتيات ومن مختلف المكونات. في المقاطعات الثلاث في كل من عفرين وكوباني والجزيرة. ففي مدينة قامشلو في كل من حي الهلالية باسم الشهيدة نوروز، حي الغربي الشهيدة أيلم وفي حي الكورنيش الشهيدة مزكين وفي كل من حي عنترية وقناة سويس مركز الشهيدة هزل بالإضافة إلى مركز في قرية كرباوي التابعة للمدينة.
وفي مدينة كركي لكي باسم الشهيدة هيفيدار وفي مدينة تربه سبيه باسم الشهيدة وارشين وفي مدينة عامودا باسم الشهيدة بريفان، وفي مدينة درباسية باسم الشهيدة دليلة، وفي مدينة حسكة باسم الشهيدة هفي، وفي مدينة سريه كانيه باسم الشهيدة بريتان، وفي مدينة تل تمر باسم الشهيدة سلافا.
وفي مقاطعة عفرين افتتح 8 مراكز خاصة بالمرأة، بالإضافة إلى مركز خاص بالمرأة في حلب. وفي مقاطعة كوباني مركز خاص لوحدات حماية المرأة.
وكما افتتح مركز خاص لوحدات حماية للمرأة على الانترنيت لتعبر من خلالها عن حقيقتها ونهجاها.
منذ بداية تأسيس وحدات حماية المرأة في روج آفا وإلى الآن فقدت عدد كبير من المقاتلات لحياتهن في الاشتباكات التي حدثت بين وحدات الحماية والمجموعات المرتزقة. وهذا ما أُثر وبشكل كبير على المرأة الشابة في المجتمع وزاد من انضمام الشابات لصفوف وحدات حماية المرأة(YPJ).
المرأة تشارك في مؤسسة الاسايش
وبهدف حماية جميع القيم والمكتسبات في روج آفا بادرت المرأة الكردية بحمايتها من خلال مشاركتها في مؤسسات الحماية. وفي 13 تموز من عام 2013عقدت قوات اسايش المرأة في روج آفا اجتماعها الأول على مستوى روج آفا بمدينة قامشلو لتقييم الأعمال التي قامت بها قوات اسايش المرأة منذ بداية تأسيسها ومناقشة وضع المرأة داخل قوات الاسايش حضرته جميع النساء الأعضاء في قوات اسايش المرأة من كافة المناطق.
وأتخذ في هذا الاجتماع العديد من القرارات المتعلقة بالمرأة وحقوقها وآلية عملها في قوات الاسايش والمهام التي يقع على عاتقها.
افتتاح 20 مركزاً لاسايش المرأة
وبهدف حماية المرأة وتبني كافة حقوقها وحل كافة المشاكل التي تعاني منها افتتح خلال الأعوام المنصرمة 20مركزاً لقوات اسايش المرأة في روج آفا وسوريا في كافة مدن مقاطعة الجزيرة، ونواحي عفرين ومقاطعة وكوباني وحلب ومدينة حسكة. لقوات الاسايش للقيام بدورها وعلى أكمل وجه وشاركت ومن مختلف أعمارها في مؤسسات ولجان حماية مناطقها.
أثبت المرأة في روج آفا من خلال مشاركتها الفعالة في مؤسسات الحماية للجميع بأن المرأة التي كانت تصدر فرمان الموت بحقها من قبل المجموعات المرتزقة، اليوم تحارب في الصفوف الأمامية في القتال ضد المجموعات المرتزقة تقاوم وتدافع عن قيمها ومكتسباتها. وهن اليوم يقمن بتأسيس نظامهن الخاص من خلال مقاومتها في روج آفا لتكون النموذج الذي يحتذى به الجميع.
المرأة في اسايش المررو
ومع تأسيس قوات اسايش المرور في روج آفا شاركت المرأة فيها بفعالية وأخذت مكانها في عمل اسايش المرور. ولعبت دورها في وضع النظام والأمن.
ملحمة فداء آرين ميركان
بعد محاولة مرتزقة داعش التقدم باتجاه مدينة كوباني من طرف تل مشته نور تصدت لهم وحدات حماية الشعب في مقاومة قل نظيرها، وفي يوم الـ 5من تشرين الأول 2014 وأثناء محاولة المرتزقة التقدم باتجاه المدينة نفذت المقاتلة آرين ميركان عملية فدائية، حيث دخلت إلى وسط المرتزقة واستهدفتهم بالقنابل اليدوية التي كانت بحوزتها ومن ثم نفذت عمليتها الفدائية بعد أن قتلت العشرات من المرتزقة موجهة بذلك رسالة للمرتزقة على عدم مقدرتهم على احتلال كوباني مهما فعلوا ومهما حاولوا.
هذه العملية الفدائية التي نفذتها المناضلة آرين ميركان أذهلت العالم أجمع وعرفتهم بحقيقة المرأة الكردية الساعية للحرية والرافضة للذل والعبودية، وبات اسم أرين ميركان يلفظ على كل لسان وباتت المرأة في العالم تدرك أن المرأة الكردية تمتلك من القوة ما يؤهلها لتكون من أعظم المدافعين عن مجتمعها وقيمها الاجتماعية، وتحول نهج المقاومة لدى المرأة الكردية إلى طراز تحتذي به كافة النساء في العالم، وأوصلت صوت المقاومة إلى مسامع الكثير ممن لم يسمعوا بالشعب الكردي والقضية الكردية، وعرفتهم بمقاومة كوباني عامة والمرأة الكردية خاصة.