ثورة روج آفا هي ثورة المرأة، لهذه الثورة ميراث نضالي يمتد إلى عشرين عاماً. وقد تبلور نضال المرأة بشكل فعال أثناء ثورة روج آفا، حيث بادرت المرأة وتحت سقف تنظيم اتحاد ستار بتنظيم أنفسهن في جميع ميادين الحياة وشاركت في جميع الفعاليات على صعيد اللغة، الثقافة والفن وضمن الشبيبة، والمجالس والكومينات وضمن مؤسسات المجتمع المدني أي قامت بكسب حصون هامة في جميع ميادين الحياة وكما تم تطوير نظام الرئاسة المشتركة أيضاً، وخلال هذه التطورات تخطت المرأة نسبة المشاركة المخصصة لها، أي نسبة 40% ، لأن المرأة تشارك مناصفة في كل شي. كما تم تطبيق نظام الرئاسة المشتركة ضمن نظام الأحزاب وحتى ضمن المؤسسات المدنية والمجالس.
كومينات المرأة
وبهدف الوصول إلى جميع النساء في المجتمع ومن مختلف المكونات، ولتوحيد صفوفهن وحل المشاكل التي تواجها المرأة بنفسها، والتعبير عن إرادتها وبذلك حماية حقوقها وصون كرامتها، بادرت المرأة بتشكل الكومينات الخاصة بها في كل من مقاطعتي عفرين والجزيرة.
شكل تنظيم اتحاد ستار في كل من مقاطعة عفرين والجزيرة أكثر من 140 كوميناً خاصاً بالمرأة بهدف تنظيمها
حيث شكل حتى الآن أكثر من 81 كومينا في مدن مقاطعة الجزيرة، وفي مقاطعة عفرين استطاعت المرأة تشكيل حوالي 60 كوميناً للمرأة وما تزال حملة تشكيل كومينات المرأة مستمرة في المقاطعة، لتشمل جميع نواحي وقرى المقاطعة.
مجالس المرأة خطوة لكي لا تبق أي أمراة خارج التنظيم
بهدف تنظيم المرأة في مختلف مجالات الحياة بادر اتحاد ستار بتشكيل المجالس والكومينات الخاصة بالمرأة في جميع المدن والمناطق والقرى، حتى الآن قامت بتنظيم المجالس في حوالي أكثر 33 مدينة، ناحية وقرية. كما شكل العديد من اللجان في تلك المجالس والكومينات لتسيير النشاطات والفعاليات وترسيخ نظام المرأة في المجتمع من خلال تنظيم جميع النساء بحيث لا تبقَ أي امرأة خارج التنظيم بغية تمثيلها لقواها التنظيمية وحل مشاكلها.
فالمجالس المشكلة هي الأساس الذي يستند عليه التنظيم لتطوير المرأة من الناحية الفكرية والتنظيمية وتعميق معرفتها، بالإضافة إلى أنه يتم فيها مناقشة المشاكل الاجتماعية المتعلقة بالمرأة.
وكل كومين يتألف من 7 – 11 امرأة ومجموعة الكومينات تشكل مجلس الحي، ومجالس الأحياء تشكل مجلس المدينة ومنها يتم تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم اتحاد ستار على مستوى روج آفا.
روابط المرأة في روج آفا
بهدف تدريب وتوعية المرأة، افتتحت روابط للتدريب والتوعية في القرى، النواحي وكافة مدن ومناطق روج آفا وسوريا. فقد استطاعت المرأة الكردية خلال سنوات من النضال في ثورة روج آفا افتتاح حوالي 36 رابطة للتدريب والتوعية. ففي مدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة والقرى التابعة لها، قامت النساء وبطليعة تنظيم اتحاد ستار بافتتاح 7 روابط للمرأة، وفي مدينة ديرك 4 روابط في كل من مركز المدينة، قرية زهيرية التابعة لديرك وقرية سويدكي التابعة لمنطقة كوجرات بديرك بالإضافة إلى رابطة للنساء الإيزيديات في مخيم نوروز. وفي مدينة كركي لكي افتتح 4 روابط، في كل من مركز المدينة، رميلان، بلدة جل آغا وبلدة تل كوجر.
بالإضافة إلى 6 روابط للمرأة في مدينة درباسية إحداها في مركز المدينة، وأخرى في كل من بلدة أبو رأسين وقرية بيركنيسة، تل كرميه، قولان وخاص.
ورابطتين في مدينة حسكة، ورابطة في كل من مدينة تربه سبيه، سريه كانيه وتل تمر.
وفي مقاطعة عفرين افتتحت العديد من الروابط في مركز المقاطعة وكافة النواحي والعديد من القرى. حيث افتتحت 7 روابط في كل من ناحية، شرا، جندريسه، بلبله، راجو، شيه، شيراوا وموباتا.
ومقاطعة كوباني كانت إحدى المدن التي افتتحت فيها رابطة المرأة للتدريب والتوعية. بالإضافة إلى رابطة للمرأة في كل من مدينة حلب والعاصمة السورية دمشق.
ويأتي افتتاح روابط المرأة لهدفين أساسيين أولهما تدريب النساء من خلال المحاضرات والمناقشات والهدف الثاني معالجة القضايا الخاصة بالمرأة وحلها وفق المبادئ الأخلاقية والسياسية.
كما تنظم روابط المرأة للتدريب والتوعية العديد من الدورات التدريبية وعلى مختلف المهن بهدف توعية النساء في جميع مجالات الحياة.
وبالنسبة للقضايا التي ترد إلى روابط المرأة فتسجل حوالي 30 قضية شهرياً في كل رابطة. منها قضايا الزواج الإجباري، العنف الأسري والطلاق. أما القضايا التي تحتاج إلى الوقت والبحث، فتحولها الروابط إلى المحكمة للبت فيها.
وهناك العديد من اللجان داخل روابط المرأة منها “لجنة الإعلام، الأرشفة، الصلح والحقوق”، وكل لجنة تتألف من 3 أعضاء وما فوق.
ولجنة الصلح تضم نساء ذوات خبرة من الناحية الاجتماعية والتنظيمية تستلمن حل القضايا المسجلة في الرابطة.
أما لجنة الحقوق فهي مؤلفة من حقوقيات تتولين النقاش مع اللواتي يسجلن قضاياهن ويحولنها للمحكمة إن توجّب ويتابعنها حتى النهاية، فهن يأخذن في عملهن الأسس الأخلاقية والقانونية أساسا لحل المشاكل والقضايا التي ترد إلى روابط المرأة ويخضعن لدورة تدريبية مدتها 3 أشهر في أكاديميات الحقوق في المنطقة.
أكاديميات ستار في روج آفا
فمن أجل خلق مجتمع سياسي أخلاقي وخلق كوادر مختصة وتصعيد نضال وكفاح المرأة في المجتمع افتتحت ثلاث أكاديميات باسم اكاديميات ستار للفكر في كل من مقاطعة الجزيرة، عفرين وكوباني.
واستطاعت أكاديميات ستار خلال ثلاث سنوات من النضال ضمن الثورة تدريب وتوعية عدد كبير من النساء. ففي أكاديمية ستار بمقاطعة الجزيرة استطاعت الأكاديمية تخريج حوالي 40 دورة تدريبية خلال هذه الفترة. وتشارك في كل دورة حوالي 35 طالبة. حيث تتواجد في الأكاديميات لجان مختصة تقوم بافتتاح دورات تدريبية لأشهر كاملة بغية تعميق التحليل، المعرفة والفكر لدى الأعضاء وتأهيلين من أجل ممارسة مهامهن.
وفي مقاطعة عفرين استطاعت أكاديمية ستار تدريب وتخريج 20 دورة تدريبية فكرية وضمت نحو 450 امرأة.
ويتم بالتنسيق بين الأكاديميات ومختلف المؤسسات تنظيم دورات تخصصية للمرأة حسب مجال عملها، ومن أبرز الدورات التخصصية التي تم افتتاحها خلال ثلاث سنوات دورات خاصة بـ”مجالس اتحاد ستار، اللغة الكردية، المرأة السريانية، النساء في حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الاسايش المرأة، اسايش المرور، النساء في الإدارة الذاتية، والنساء في البلدية”.
وبالنسبة إلى للمحاضرات التي تعطى للمتدربات فهي تتعلق بكل تخصص، بالإضافة إلى وجود محاضرات ثابتة ومشتركة لجميع الدورات مثل محاضرات “تاريخ المرأة، علم الاجتماع والسياسة الديمقراطية”.
المرأة تنسج الثقافة والفن بصبغتها
زينت المرأة الكردية الثقافة الكردية بصبغتها وإبداعاتها. منذ بداية الثورة في روج آفا فالمرأة الكردية إلى جانب نضالها التنظيمي والعسكري والاقتصادي أخذت مكانها وبشكل كبير في حركة الثقافة والفن الديمقراطي. واحتلت الصفوف الأمامية في النضال الثقافي لتستطيع من خلال نضالها الفني، ألحانها وإبداعاتها الرائعة إيصال صوت المرأة الكردية المناضلة إلى العالم.
وشاركت المرأة ومن مختلف الفئات العمرية بشاباتها ونسائها النضال الثقافي. فقد اخذت مكانها في جميع المجالات الفنية من المسرح، الموسيقا، الدبكات الشعبية والفكلورية إلى الأغاني الشعبية إلى تقديم الحفلات. وتحتل المرأة المرتبة الأولى في جميع مراكز الثقافة والفن في روج آفا.
ففي مقاطعة الجزيرة توجد فرقتين خاصتين للنساء وهي فرقة الشهيدة ساكينة للموسيقا والتي تأسست في العام الماضي في مدينة قامشلو إهداء إلى روح المناضلة ساكينة جانسيس ورفيقاتها اللواتي اغتلن على يد الغدر في العاصمة الفرنسية. وفرقة الشهيدة أيهان للموسيقا والتي تأسست مع اندلاع الثورة في روج آفا، في مدينة كركي لكي. وفي مدينة عامودا هناك فرقة باسم الشهيدة ليلى للرقصات الفلكورية، وفرقة الشهيدة نوال للموسيقا. الإضافة إلى مشاركة النساء جميع الفرق الغنائية، المسرحية والدبكات الشعبية وبأعداد كبيرة.
يعني نستطيع القول بأنه تعمل حوالي أكثر من 600 عضوة بشكل رسمي في حركة الثقافة والفن وتلعب دورها بشكل فعال في هذا المجال وتستطيع الإبداع في جميع مجالاتها في كامل مقاطعة الجزيرة.
وفي مقاطعة عفرين أيضاً للمرأة دورها في حركة الثقافة والفن وتوجد ضمن حركة الثقافة والفن ثلاثة فرق خاصة بالمرأة، منها فرقة الشهيدة برجم للغناء وتضم 12 عضوة، فرقة الشهيدة سارية للرقص وتضم 16 امرأة شابة، فرقة النساء المسنات وتضم 11 عضوة “فرقة كالا”، فرقة الغناء للأطفال باسم كوليلكن جياني.
المرأة تشغل نسبة كبيرة في حركة اللغة والتدريب
لعبت المرأة الكردية منذ اندلاع الثورة في روج آفا دوراً فعالاً في تعليم الشعب لغتهم الأم. وحققت تطوراً نوعياً في هذا المجال، واعتبرت تعليم اللغة الكردية وتطويرها جزء أساسي من ثورة روج آفا. وشاركت بأعداد كبيرة في تلقي اللغة الكردية، وإيلاء الأهمية لها. واستطاعت المشاركة بروح كبيرة في حركة التدريب واللغة في روج آفا وتشكل المرأة نسبة كبيرة من العاملات في حركة التدريب واللغة. ومعظم مدرسي اللغة الكردية هن من النساء. فقط استطاعت حركة التدريب واللغة خلال سنوات من النضال تطوير اللغة الكردية من كافة نواحيها الحياتية والعملية. فقط دربت حركة التدريب واللغة أكثر من 7250 طالبة وخرجت حوالي أكثر من 820 مدرسة في مقاطعة عفرين. بعد أن خضعوا لجميع المراحل التعليمية والمستويات الأول، الثاني فالثالث.
أما في مقاطعة الجزيرة فقد تم تدريب عشرات الآلاف من الطلبة وأكثر من 1000 مدرسة ومازال فعاليات تدريب وتأهيل الطلبة والمدرسين مستمراً في أنحاء المقاطعة.
النساء في روج آفا تؤسسن الاقتصاد الاجتماعي
إلى جانب فعاليات المرأة التدريبية والتوعوية وبهدف تأمين الاقتصاد الاجتماعي بيد المرأة، تشكلت اللجنة الاقتصادية للمرأة، وعقدت اجتماعها الأول في 10 حزيران/يونيو من عام 2013 في مدينة قامشلو واتخذت العديد من القرارات والمخططات للمرحلة القادمة بهدف تطوير الاقتصاد الخاص في روج آفا وتنظيمه.
وعلى إثرها افتتحت مراكز العمل في العديد من مدن روج آفا ووفرت فرص العمل لعدد كبير من النساء في كل من مقاطعة عفرين والجزيرة. وتأسست في مقاطعة عفرين 3 مشاغل للخياطة مشغل روجين للخياطة في مدينة ديرك وتعمل فيه 18إمرأة، مشغل فيان في مدينة كركي لكي وتعمل فيه 22 امرأة ومشغل وارشين في مدينة قامشلو. بالإضافة محل للحلويات باسم افرين في مدينة عامودا. وورشة خياطة في مدينة كوباني باسم “أماركي” والتحضير للمشغل للخياطة في مدينة حسكة.
إلى جانب كل هذه المشاريع فقط شكلت اللجنة الاقتصادية الخاصة بالمرأة في روج آفا 5 خمس جمعيات تعاونية في كل من مدينة ديرك، تربه سبيه وعامودا. ففي مدينة ديرك قامت النساء وبطليعة اتحاد ستار بتشكيل جمعية زراعية تعمل فيها حولي 13 امرأة بالإضافة إلى جمعية للألبان والأجبان وتعمل فيها حوالي 17 امرأة. بالإضافة إلى فرع في مركز التنمية الاقتصادية للمرأة باسم مشاريع خاصة بالمرأة.
وفي مدينة تربه سبيه تشكلت جمعيتن باسم جمعية ستار النسائية ويبلغ عدد عضوات الجمعيتان 125 عضوة وستستثمرن 1200 دونم من الأراضي الزراعية.
أما في مدينة ديرك الجمعية الزراعية تضم 13 عضوة تشرفن على زراعة 450 دونماً من الأراضي الزراعية بمحصول القمح.
وفي مقاطعة عفرين تم افتتاح مشغلين للخياطة في ناحيتي شيه وشرا، والتي نظمت دورة تدريبية للخياطة وخرجت منها 50 خياطاً.
وتم افتتاح محل لبيع الألبسة المستعملة في جندريسه، محل لبيع الالبسة الجديدة في راجو، افتتاح كافيتريا للمرأة باسم كافتيرا نركز في مركز مقاطعة عفرين، وتشكيل جمعية زراعية في مركز مقاطعة عفرين.
فيما افتتحت هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة محلاً تجارياً للأعمال اليدوية النسائية باسم عشتار في سوق مدينة قامشلو.
النضال الدبلوماسي لدى المرأة
وافتتحت لجنة العلاقات الدبلوماسية التابعة لاتحاد ستار بعد أن تشكلت في مدينة قامشلو، مكتباً لها في شهر كانون الأول 2013 وذلك لتسيير الأمور الدبلوماسية والعلاقات سواء في الداخل السوري أو في الخارج مع نساء مصر، تونس وليبيا وغيرهن.
وهكذا كان لفعاليات تنظيم اتحاد ستار التأثير الإيجابي على التنظيمات النسائية الأخرى وتم خطو العديد من الخطوات الهامة في هذا المجال من بينها تشكيل اللجان المشتركة مع نساء المكونات الموجودة في روج آفا.
والتقت لجنة العلاقات الدبلوماسية إلى الآن مع أكثر من 54 تنظيماً نسائياً من بينها 22 تنظيم في شمال وجنوب كردستان، ففي شمال كردستان التقت بالتنظيمات مثل حزب الأقاليم الديمقراطي، حزب الشعوب الديمقراطي، والأكاديميين الشيوعيين والفامينيين، إضافة لشخصيات نسائية مستقلة تركية وكردية والنساء في الحركات والتنظيمات الاجتماعية المدنية المهتمات بالشؤون المتعلقة بالمرأة.
كما والتقى في جنوب كردستان 13 تنظيماً نسائياً منها حركة نساء كوران، ر ج ك، ب ج د ك ، كومينست كومبين، آفرتن والمؤسسة الايطالية لمناهضة العنف ضد المرأة، مؤسسة حقوق الطفل وعدد من النساء السياسيات والشخصيات المستقلة.
مبادرة المرأة السورية خطوة لتوحيد صفوف المرأة في الثورة
بهدف توحيد صفوف الثورة السورية من خلال توحيد صفوف المرأة، وتحت “شعار المرأة موحدة مهما اختلفت قوميتها، دينها وعرقها يكفي إنها إمرأة لتكون موحدة”. قام تنظيم اتحاد ستار بجهود من أجل تشكيل مبادرة باسم مبادرة المرأة السورية وقامت بالعديد من الأعمال والنشاطات.
وبمبادرة من تنظيم اتحاد ستار عقد الاجتماع التحضيري الأول لمبادرة المرأة السورية في منطقة الجزيرة، وذلك تحت شعار “المرأة موحدة مهما اختلفت قوميتها، دينها وعرقها يكفي أن تكون امرأة لتكون موحدة”.
وفي الثامن والعشرين من شهر آذار وتحت نفس الشعار، انعقد المؤتمر التأسيسي لمبادرة المرأة السورية في صالة صحارى بمدينة قامشلو.
كما أن مبادرة المرأة السورية أرسلت رسالة إلى منظمي مؤتمر جنيف 2 وطالبت المبادرة في الرسالة الموجهة “بأن يكون للمرأة دور فعال في المؤتمر لأن غياب المرأة السورية بحسب ما جاء في نص الرسالة هو الحلقة المفقودة في سلسلة الحلول المصيرية المتعلقة بمصير شعبها ووطنها.
وفي السابع عشر من شهر تشرين الثاني افتتحت لها مكتب في مدينة قامشلو.
تأثرت النساء من مكونات المجتمع بنضال المرأة الكردية في روج آفا فالخطوة الأولى التي قامت بها المرأة الكردية في روج آفا وسوريا بقيادة تنظيم اتحاد ستار.
وجاء تشكيل مبادرة المرأة السورية بقيادة تنظيم اتحاد ستار كخطوة إيجابية لتوحيد المرأة من جميع المكونات في الثورة وذلك من أجل توحيد صفوفها وتنظيم طاقتها في خدمة عملية التغيير الديمقراطي وتحرير المرأة مهما كانت قوميتها أو دياناتها.
ولعبت المبادرة دوراً ريادياً في قيادة المجتمع وبناء سورية ديمقراطية”.
وقامت مبادرة المرأة بتشكيل لجنة حقوقية لوضع دستور جديد للبلاد يضمن حقوق المرأة، كما وركزت على التواصل مع النساء في سوريا والشرق الأوسط وإيصال نشاطاتهن، ومعانتهن في الثورة إلى الخارج.
وعلى الصعيد الدولي أعلنت المرأة في المبادرة السورية عن مشاركتها في مؤتمر جنيف 2 للسلام كممثل نسائي سوري.
وشاركت مبادرة المرأة السورية في جميع فعاليات العام الماضي بالتنسيق مع تنظيم اتحاد ستار منها المشاركة باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، التنديد بالفتاوى التي أعلنتها جهات “إسلامية متشددة” خلال الهجمات على روج آفا كفتوى “جهاد النكاح” أو استباحة النساء الكرديات والمسيحيات.
منظمة سارة للمناهضة العنف
تأسست منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة في 1-7-2013 كأول منظمة في روج آفا تناهض ضد جميع أشكال العنف الجسدي والنفسي الممارس بحق المرأة بما في ذلك القتل، في مدينة قامشلو مركز مقاطعة الجزيرة من قبل 11 امرأة مستقلة في المدينة، وازاد عدد العضوات حتى وصل حالياً إلى 25 عضوة، وكتبت نظامها الداخلي بأربع لغات “الكردية، العربية، الانكليزية والفرنسية”.
وشكلت المنظمة العديد من اللجان منها لجنة المالية والمحاسبة والمؤلفة من 3 عضوات تجتمعن مرة كل شهر.
اللجنة القانونية والاستشارية القائمة عند الضرورة ومهمتها الوقوف على قضايا العنف وحلها بالطرق السلمية والضامنة لحقوق المرأة المشروعة وحمايتها.
لجنة الخدمات والمشاريع والأعمال الإغاثية، إضافة إلى لجنة الإعلام والأرشفة والعلاقات الخارجية التي تنظم وتنسق العمل مع كافة المنظمات والجمعيات النسوية داخل وخارج المنطقة.
منذ تأسيس المنظمة في المقاطعة تواصلت مع العديد من المنظمات في روج آفا وخارجها
واستطاعت من خلال لجنة العلاقات التواصل مع كافة المنظمات والحركات النسائية وأيضا النساء ضمن الأحزاب في مدينة قامشلو ومجمل مقاطعة الجزيرة وتنسيق العمل المشترك بينهم.
وتلقت المنظمة عدة دعوات من منظمات نسائية في شمال كردستان حيث قام بزيارتهم منظمة النساء في “CERENE ” وتبادلن النقاشات حول كيفية تطوير آلية عملهن ضمن المنظمة واستفدن من خبرتهن في العمل.
وكما وفتحت المنظمة دورات فكرية تتعلق بالحوارات والنقاشات من خلال الكتب التي تختص بمشاكل العنف الممارس على المرأة داخل الأسرة وخارجها وكيفية التعامل مع هذه المشاكل.
وقدمت منظمة سارة إحصائية شاملة بعدد قضايا العنف المطبقة بحق المرأة في عام 2014 والتي تجاوزت حالة العنف في مقاطعة الجزيرة خلال سنة 3139 قضية في كل من مدينة ديرك، كركي لكي، رميلان، جل آغا، تربه سبيه، قامشلو، عامودا درباسية، سريه كانيه، تل تمر، وحسكة. وتشمل القضايا المتعلقة بالقتل، انتحار، محاولة انتحار، عنف، اداب عامة، دعارة، تجارة بالنساء، خطف، طلاق، تحصيل ميراث، مخدرات وحضانة ونفقة.
كما قامت المنظمة بتنظيم الأعمال اليدوية من “تطريز، خياطة، حياكة الصوف وغيرها من المهارات اليدوية التي تتميز بها المرأة”، حيث قامت المنظمة بشراء المعدات اللازمة للعمل اليدوي من خيوط وآلات يدوية كالصنارة وماكينة الخياطة بالمقابل تقوم النساء بتلك الأعمال وبيع المنتجات وأخذ الربح وبالمقابل تدفع أجور المعدات إلى المنظمة.
ويبلغ عدد النساء في المنظمة10 نساء، وأن المنظمة بدأت بهذا المشروع منذ عدة أيام فقط.كما افتتح فرع للمنظمة في مقاطعة عفرين.
وتقوم المنظمة من أجل حل القضية بالاعتماد على أخلاق المجتمع الشرقي حيث تجتمع أعضاء اللجنة القانونية مع الطرفين كلا على حدا وتتعرف على الأسباب ومن ثم تحاول الصلح بين الطرفين عن طريق النصائح الزوجية أو التربوية وأخرى توعوية.
رابطة المرأة الحرة في روج آفا ( weqfa jina azad ya rojava )
رابطة المرأة الحرة في روج آفا افتتحت في مدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة في 5 أيلول/سبتمبر 2014 والتي تهدف إلى تطوير وتوعية المرأة من كافة نواحي الحياة الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، والرابطة مستقلة ولا ترتبط بأي حزب ولا جهة سياسية، ولديها مشاريع اقتصادية لخدمة المرأة لتكون قادرة على الاعتماد على ذاتها، ولتهتم بقضايا وشؤون المرأة من خلال تطويرها وتدريبها وتوعيتها لتعتمد على نفسها وتمارس حياتها دون أن تكون عالة على أحد أو على المجتمع.
مهمة الرابطة هي تدريب المرأة وتوعيتها، لتكون قادرة على تحمل مسؤولية نفسها وأسرتها ومسؤولية إدارة المجتمع، حيث تعمل الرابطة على افتتاح عدد من المراكز التدريبية للمرأة في كافة مدن مقاطعة الجزيرة وكذلك سيتم فتح مراكز لرابطة المرأة الحرة في روج آفا في مقاطعتي عفرين وكوباني.
من الخطوات العملية التي عملت عليها الرابطة تنفيذها لمشروع إحصاء ومسح سكاني لمعرفة عدد النساء الأرامل والمطلقات واللواتي يعشن لوحدهن ولا يوجد من يعيلهن في قامشلو، ووضع استبيان لتستطيع الرابطة مساعدتهن، مشيرة أن نوع المساعدات ستكون عن طريق فتح المجال أمامهن وتدريبهن على كيفية الاعتماد على أنفسهن من خلال فتح مشاريع اقتصادية لهم حتى تستطيع أن تتخلص من تسلط العائلة وسيطرة المجتمع الذكوري عليها، وأن الرابطة باشرت بإنشاء مشاريع اقتصادية للمرأة مثل فتح الورشات ومشاغل الخياطة.
افتتحت مركز صحي للمرأة ليعالج المرضى من النساء بشكل مجاني في قامشلو بالإضافة لافتتاح مركزين صحيين (مستوصف) في كل من مدينتي عامودا وتل تمر بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي وهيئة الصحة في مقاطعة الجزيرة، كما أن تلك المراكز ستقوم بإعطاء محاضرات صحية عن الأمراض النسائية الشائعة حتى تعرف المرأة كيفية التعامل معها والوقاية منها.
وبدعم من المؤسسات والمنظمات النسائية افتتحت الربطة رياض للأطفال وحديقة خاصة بالمرأة في مدينة قامشلو.
وهناك مشاريع هامة ستنفذها الرابطة في المستقبل القريب، مثل افتتاح مراكز للخياطة وجمعية زراعية تعمل فيها المرأة بالزراعة في مدينة تل تمر لدعم المرأة اقتصادياً، ومن الناحية الصحية ستفتح مراكز صحية جديدة للمرأة.
كما اهتمت الرابطة بالنساء الإيزيديات في مخيم نوروز للاجئين في مدينة ديرك، وبالتعاون مع هيئة المرأة في المقاطعة عملت على افتتاح مشاريع اقتصادية للنساء في المخيم مثل مراكز خياطة، ومراكز تدريب للنازحات في المخيم.
حركة المرأة الشابة
مع اندلاع الثورة في روج آفا لعبت المرأة الشابة دورها واستطاعت تطوير العديد من النشاطات والفعاليات خلال الثورة بين صفوف الشبيبة في كافة القرى، النواحي، المدن والمناطق في كل من مقاطعة عفرين، الجزيرة وكوباني وشاركت بفعالية في نشاطات الحماية والدفاع عن التراب والوطن وفقدت العديد من الشابات حياتهن في ساحات النضال بعد أن لين نداء النفر العام.
وفي الثالث من شهر أيار انعقد في منطقة ديرك الكونفرانس الثاني للمرأة الشابة وذلك بحضور المئات من الشابات في المنطقة واستمر الكونفرانس لمدة يومين.
كما افتتحت حركة المرأة الشابة أكاديمية باسم الشهيدة روناهي خلال الثورة واستطاعت تدريب العديد من الشابات وتخريج العديد من الدورات التدريبية.
الاتحاد النساء السرياني
وفي الثاني والعشرين من شهر حزيران انعقد المؤتمر التأسيسي الأول لتنظيم المرأة السريانية والأشورية والكلدانية في منتجع عازار بديرك تحت شعار “حرية المرأة تخلق نظام ديمقراطي وشخصية حرة مستقلة”وذلك بمشاركة 75 عضو عن التنظيم.
بهدف تنظيم النساء السريانيات ضمن الثورة افتتح الاتحاد النسائي السرياني مكتب له في كل من مدينة قامشلو وتربه سبيه. وشاركت المرأة السريانية وبفعالية كبيرة في النضال الثوري في روج آفا.
وفي 19/7/2014 عقد الاتحاد النسائي السرياني كونفرانسه الأول في مدينة ديرك لتقيم فعاليات ونشاطاتها خلال الثورة.
وأكدت عضوة الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي حنيفة حسين أن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة، وأن للمرأة الكردية في روج آفا ميراث نضال يمتد إلى عشرين عاماً وخاصة في فترة الثورة وتحت سقف اتحاد ستار قامت المرأة الكردية بتنظيم أنفسهن في جميع ميادين الحياة قائلة “حيث نرى بأن المرأة الكردية تمتلك معرفة متطورة للنضال الجنسوي والوطني، لا يمكننا القول بأنها وصلت إلى مرحلة الكمال ولكن تطورت لدى المرأة الكردية معرفة وجوب وضرورة تحرر المرأة، ووعي للتنظيم أيضاً ووعي وطني. وفي الحقيقة إن المرأة تعطي جمالاً لثورة روج آفا وتجذب الأنظار لها، حيث قامت المرأة الكردية وفي الأيام الأولى من الثورة بتنظيم أنفسهن وبشكل فعال وبدون كلل أول ملل”.
وأكدت حنيفة أنه تم تطوير نظام الرئاسة المشتركة ضمن نظام الأحزاب وحتى ضمن المؤسسات المدنية أيضاً، وكذلك ضمن نضال المجالس والمؤسسات، والأهم من كل هذا تم تطوير فعاليات الدفاع من خلال الاستناد إلى الأرضية التي خلقها النضال السياسي للمرأة في روج آفا قائلة “حيث نرى انضمام المرأة الكردية ضمن قوات الاسايش وتطوير كيفية قيام المرأة بصون الأمن الداخلي، كما قامت وحدات حماية المرأة بتنظيم نفسها ضمن وحدات حماية الشعب. وأن هذه تجذب انظار كل العالم لها”.
موكدة أن كل هذه المكتسبات هي نتيجية جهود الكثير من الرفيقات اللواتي فقدن حياتهن أمثال الرفيقة شيلان، شرفين، روكن، دجلة، عزيمة وبرجم والمئات من النساء اللواتي انضممن من روج آفا لحركة الحرية الكردية وتحولن إلى أساطير في روج آفا.