حلب- المرأة الكردية مع بداية الانتفاضة في البلاد أثبتت قدرتها وفرضت قوتها بشكل فاعل في الحراك الشعبي, و لعبت دوراً ريادياً في قيادة المجتمع. والتاريخ الكردي يشهد لها حضورها في كافة الأصعدة ولاسيما مشاركتها الثورية التحررية ونضالها من أجل حرية شعبها.

ولمعرفة النشاطات التي تقوم بها المرأة الكردية عن كثب قمنا بزيارة إلى دار تدريب وتوعية المرأة الكائن في حي الشيخ مقصود، اللواتي كن يدرن كل شيء بأنفسهن من كافة النواحي دون الحاجة للرجل ليبرهنّ للجميع على أن المرأة تمتلك القدرة على الإدارة.

وتحدثت سعاد حسن عضو في دار تدريب وتوعية المرأة قائلةً: "المرأة تمتلك طاقة حيوية هائلة في إدارة المجتمعات".

وتابعت حسن قائلةً: "أنا كمعلمة ومتمرسة في العمل النضالي والسياسي والاجتماعي أسعى وبكل جهدي تعليم النساء اللواتي لم يجدن فرصة للعمل والتعلم وكيفية إدارة شؤونهن بأنفسهن وما تحتاجه المرأة والواجبات الاجتماعية والتربوية التي تقع على عاتقها".

وذكرت حسن بعض الأمثلة عن النساء الرياديات اللاتي استشهدن في سبيل إحقاق الحرية والكرامة للشعب الكردي مثل الشهيدة شيلان وزيلان، كما أشارت لبعض النسوة اللاتي تقمن بواجبهن الإداري في غرب كردستان في هذه المرحلة مثل الرئيس المشترك لمجلس شعب غرب كردستان سينم محمد، والرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبد الله.

في الإطار نفسه تحدثت سوسن محمد قائلةً: "إن المجتمع ينظر للمرأة على أنها لا تستطيع إدارة مؤسساتها وتدريب نفسها حتى عندما يتعلق الأمر باللغة الأم التي طالما كان لها الفضل في عدم ضياع اللغة الكردية. ومن منظور آخر أن المرأة لا تعني شيئاً بدون الرجل ولا حول لها ولا قوة و لا تستطيع إدارة نفسها".

وتابعت سوسن: "بعد افتتاح مراكز للمرأة وإدارة كافة مشاكل المرأة ضمنها، أنا كامرأة شابة ومدرسة أدعوا جميع النساء اللواتي لم تتح لهن فرصة للتعلم التوجه إلى مراكز توعية وتأهيل المرأة".

ومن جهتها قالت زينب عمر مديرة المركز وهي عضو في تنظيم اتحاد ستار: "إن جميع المشاكل الاجتماعية للمرأة يتم حلها عن طريق مراكز المرأة المنتشرة في غرب كردستان، وأن النظام الرأسمالي في الدولة الذي يطبق قوانينه القمعية والاحتكارية ضد المرأة حال دون الفهم الصحيح لمعنى الإدارة الذاتية الديمقراطية وما هو دور المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية".

وأشارت زينب: "نحن كتنظيم اتحاد ستار النسائي في عموم غرب كردستان نهنئ الشعب الكردي على تشكيل الهيئة الكردية العليا في هذا الوقت التاريخي، ونحن سعداء على وجود عضوين من تنظيمنا في هذه الهيئة ونتمنى منهم أن يمثلوا المرأة خير تمثيل لأنهم يشكلون إرادة وصوت المرأة في غربي كردستان".