طالبت منسقية اتحاد ستار من النساء الاتحاد تحت شعار "إذا لم تتحرر المرأة لن يتحرر المجتمع" وطالبتهن بالنضال في مواجهة النظام الذكوري المتسلط القديم منه والجديد.
جاء ذلك في بيان صادر عن منسقية اتحاد ستار، وتابع البيان: "الانتفاضة الشعبية التي اشتعلت في تونس وانتشرت في العديد من الدول العربية، لا تزال تستمر بأوج حرارتها في سوريا واليمن، لكن هذه الانتفاضات التي بدأت كردة فعل قوية في مواجهة الانظمة الديكتاتورية الحاكمة حيث راح فيها الآلاف من الضحايا الذين قدموا أرواحهم في سبيل التحرر، منها النساء والأطفال والشباب إلى أن حققت أهدافها الأساسية المتمثلة في تغيير وإسقاط الأنظمة الحاكمة كما في تونس ومصر وليبيا".
وأضاف البيان: "ونتيجة التدخلات الخارجية لهذه الانتفاضة نرى بأنها لا تحقق آمال الشعوب في التحرر. وهي تتخذ الشكل الذي يفيد الأنظمة الرأسمالية بشكلها بموديل الإسلام السياسي، مع العلم أن الانضمام الكثيف أتى من قبل كل من فئة الشبيبة والمرأة إلى هذه الانتفاضة لدرجة يمكننا إرجاء الدور الأعظمي لانتصار الثورة إلى المرأة والشبيبة. لكن ما ظهر فيما بعد الثورة هو تقليد الأنظمة الجديدة المتشكلة كبديل للأنظمة القديمة، حيث تتخذ السبل الأكثر رجعية مما قبلها في طراز الحياة وتستقصي المرأة من نتائج الانتفاضة وتحرمها من حقوقها المشروعة في الانضمام لكافة ميادين الحياة وخاصة الساحة السياسية.
بعد انهيار نظام القذافي أعلنت الحكومة الانتقالية التزامها بالقوانين الشرعية التي تم تسييسها من قبل الأحزاب الاسلامية الطائفية كحزب العدالة والتنمية في تركيا، وحزب الاخوان المسلمين في مصر وسوريا، ففي ليبيا تم إطلاق كامل الحرية للرجل كي يتزوج بعدد من النساء بحجة نقص عدد الرجال وازدياد عدد النساء، وفي مصر اقصيت المرأة من حق الانتخاب في العديد من المراكز الانتخابية البرلمانية، وهذا ما حدث في تونس أيضا، أما في سوريا نرى بأن الحركة النسائية تتحرك بثقل كبير وحزب الإخوان يقوم باستثمار طاقات المرأة في خدمة مصالحه الهادفة إلى تسلم كرسي السلطة. بالرغم من أن هذا الحزب لا يعطي أي اعتبار للمرأة لا في الحياة الاجتماعية ولا في الحياة السياسية.
وفيما يتعلّق بتدخلات الاخوان المسلمين في المناطق الكردية قال البيان: "في الآونة الأخيرة نرى بأن تدخلات حركة الإخوان المسلمين للمناطق الكردية بادية للعيان من خلال تطوير الدروس الدينية للنساء والفتيات وضمهن للمظاهرات بهدف استخدامهن ضد النظام الحاكم ليتخفوا هم وراء الستار كما مثال الرجل الماكر. في هذه النقطة بالذات نريد أن ننوه إلى أنه ليس من الخطأ أن تنضم المرأة للانتفاضة الشعبية، إنما الخطاء في إبعادها وإقصائها عن نتائج الانتفاضة هذه واستخدامها كوسيلة في عملية هدم الأنظمة الموجودة فقط. بهذه الحالة يمكننا القول أن الأنظمة المتشكلة كبديل جديد تشبه ما قبلها لأبعد الحدود وهي تبدو أكثر رجعية في حل قضية المرأة. وهذا ما يمكننا تسميته بمجزرة النساء، حيث تقتل فيها المرأة ثقافيا وإراديا، هذا ما سيؤدي إلى اندلاع ثورات جديدة في مواجهة الأنظمة الإسلامية المتسيسة في المراحل المقبلة".
وجاء في نهاية البيان نحن كاتحاد ستار نناشد النساء في سوريا، أن يكن أكثر وعيا لحقوقهن المشروعة وأن ينتظمن تحت سقف تنظيمي واحد ومبادرة نسائية واسعة النطاق بحيث تشمل كافة القوميات والطوائف والتنظيمات والمؤسسات والشخصيات المثقفة. ويجب تصعيد النضال تحت "شعار إذا لم تتحرر المرأة لن يتحرر المجتمع" يجب أن يناضلن في مواجهة النظام الذكوري المتسلط القديم منها والجديد. كما نطالب النساء الكرديات أن يكن أكثر تيقظا لألاعيب الاسلام السياسي وأن لا يهدرن طاقاتهن في سبيل تحكيم النظام الذكوري في المجتمع الكردي، عليهن طرح البديل بنفسها وحسبما يخدم حرية المجتمع بأكمله. فكما للشعوب حق تقرير المصير للمرأة أيضا حق تقرير مصيرها، هي التي ستبدي رأيها وتفرض قرارها على أرض الواقع في تشكيل الدستور الجديد".