أصدر تحالف ندى بياناً للرأي العام مؤكداً أن إبادة النساء تُعُد جريمة ضد الإنسانية، ولكن، لا يُعتَرَف بهذا الأمر حتى اللحظة، ما يؤدي إلى إفلات المجرمين من العقاب، وطالبت الجهات الدولية المعنية بمقاضاة ومحاكمة داعش وطالبان على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وما تزال ترتكبها بحق الشعبَين الإيزيدي والأفغاني بشكل عام، وضد النساء الإيزيديات والأفغانيات بشكل خاص.
وجاء في نص البيان:
لا لإبادة النساء، الإيزيديات والأفغانيات نموذجاً
في التاسع من شهر تموز المنصرم 2023، أصدرت منظومة المرأة الكردستانية KJK بياناً، أعلنت فيه إطلاق حملة نسائية إقليمية وعالمية تحت شعار "نحن مع نساء شنكال/سنجار وأفغانستان ضد هجمات البطرياركية المهيمنة"، بدءاً من 3 آب إلى 15 آب 2023، وذلك دعماً للنساء الإيزيديات و النساء الأفغانيات، لِما عانينه من إبادة جماعية في التاريخين المذكورَين.
نحن في تحالف ندى، وإيماناً منا بأهمية هذه الحملة، نعلن للرأي العام دعمنا ومشاركتنا الفاعلة في هذه الحملة، ونعرب عن امتناننا لمنظومة المرأة الكردستانية KJK لإطلاقها هذه الحملة الضرورية جداً، ونستذكر بهذه المناسبة كل الذين قضوا في الإبادة الجماعية المرتكَبة في شنكال، وكل الذين قضوا في أفغانستان أيضاً؛ وندين بشدة الهجمات الوحشية المعادية للنساء والأطفال خصوصاً، وللشعوب العريقة عموماً، والتي طالت الشعب الإيزيدي في شنكال جرّاء هجمات مرتزقة داعش الإرهابية؛ وكذلك الهجمات الشنيعة التي طالت النساء الأفغانيات خصوصاً والشعب الأفغاني عموماً بعد تَسَلُّم حركة طالبان الحكم إثر انسحاب القوى الأمريكية. ونؤكد بهذه المناسبة أيضاً أننا سنكون دائماً وأبداً في صف الشعوب المظلومة والنساء المقهورة؛ ونعرب عن افتخارنا بالمقاومة الباسلة التي تخوضها نساء شنكال وأفغانستان دفاعاً عن وجودهن وحرياتهن وحياتهن وشعبهن...
ففي 3 آب 2014، شهد العالم أجمع إبادة جماعية وإبادة نسائية تقشعر لها الأبدان، ضد الشعب الإيزيدي العريق، حيث تخلت عنه القوى العسكرية التي زعمت أنها كانت تحميه من كل هجمات محتملة، وتركَته يواجه الإبادة الجماعية أعزلاً على يد عصابات داعش الظلامية، والتي دمّرت البنية التحتية في شنكال، وقتلت الآلاف بوحشية منقطعة النظير، واختطفت آلاف النساء والأطفال، وباعتهم في أسواق النخاسة التي افتتحتها في مختلف المدن والمناطق والبلدان، وعرَّضتهم لشتى أنواع الاعتداء والاغتصاب والتنكيل، وأجبرت الكثيرين منهم على تغيير ديانتهم ومعتقداتهم وثقافتهم وهويتهم، واستخدمت الأطفال وقوداً في حربهم الوحشية.
وعلى رغم مرور 9 سنوات على الإبادة الجماعية في شنكال، إلا أن مصير آلاف النساء والأطفال الإيزيديين المخطوفين لا يزال مجهولاً، ولا تزال شنكال، معقل شعبنا الإيزيدي، تحت تهديد الإبادة الجماعية والمجازر، إذ تواصل الدولة التركية هجماتها عليه بشكل شبه يومي وبجميع تقنيات وأدوات وأنواع الحروب. كل ذلك يجري على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط صمت مُطبِقٍ ورهيب.
وفي أفغانستان أيضاً، تم تنفيذ هجمات وارتكاب مجازر مماثلة ضد النساء، بعد انسحاب القوات الأمريكية وتسليمها الحكم لطالبان في 15 آب 2021. وكل العالم عارف بمدى معاداة حركة طالبان للنساء الأفغانيات خصوصاً وللمجتمع الأفغاني عموماً، إذ تمارس أشد الممارسات رجعيةً ضدهم، وتُقصي النساءَ تدريجيا من الحياة الاجتماعية، وتحكم عليهن بالعبودية المنزلية؛ كل ذلك بمساعدةِ ودعم القوى الدولية والغربية، والتي تحاول مواراة كراهيتها للنساء من خلال أدواتها الإقليمية تلك، وتعمل على تعزيز عقلية الهيمنة البطرياركية بكل مؤسساتها وأجهزتها.
إننا نرى أن إبادة النساء تُعَدُّ جريمة ضد الإنسانية، ولكن، لا يُعتَرَف بهذا الأمر حتى اللحظة، ما يؤدي إلى إفلات المجرمين من العقاب، بل ومكافأتهم حتى في العديد من الدول على هجماتهم المعادية للنساء. لذا، لا بد أن يكون هناك نضال نسائي مشترك فاعل وحاسم ضد سياسات الإبادة الجماعية وإبادة النساء. وهذا ما يؤكد ضرورة تأييدنا ودعمنا ومساهمتنا الفاعلة في الحملة التي أطلقتها منظومة المرأة الكردستانية KJK.
بناءً عليه؛ ودعماً للحملة المذكورة، فإننا:
· نطالب الجهات الدولية المعنية بمقاضاة ومحاكمة داعش وطالبان على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وما تزال ترتكبها بحق الشعبَين الإيزيدي والأفغاني بصورة عامة، وضد النساء الإيزيديات والأفغانيات بصورة خاصة. ودلائل ذلك كثيرة وفيرة.
· نطالب بمساءلة ومحاسبة الدول والجهات التي لها دور مباشرة أو غير مباشر في ارتكاب المجازر والإبادات في أفغانستان وشنكال.
· لقد اعترفت الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي والعديد من البرلمانات الوطنية بالوحشية التي ارتكبت في شنكال على أنها إبادة جماعية، ولكننا نطالبها بالمقابل بالاعتراف رسمياً بإبادة النساء أيضاً.
· نطالب ببذل جهود دولية حثيثة لتحرير آلاف النساء والأطفال الإيزيديين من قبضة داعش، وبتأمين وضمان عودة آمنة للشعب الإيزيدي المهجَّر قسراً إلى موطنه.
· ندعو جميع القوى الدولية لدعم تعويض المتضررين في الحرب، وتطهير المناطق الملغومة من قبل المرتزقة وإعادة بناء مدينة شنكال.