منذ بداية الأزمة السورية، بدأ العدوان التركي برسم مخططه الاستعماري لشن العمليات العسكرية في الداخل السوري لزعزعة أمن واستقرار المناطق الآمنة، وتهجير السكان وارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحقهم، وسط صمت المنظمات الدولية حيال الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين وعلى رأسها النساء اللاتي شكلن قفزة نوعية في كافة مجالات المجتمع سياسيًا وعسكريًا.
وعمد العدوان التركي خلال العمليات العسكرية إلى فتح الحدود التركية على مصراعيها أمام المرتزقة القادمين من كافة دول العالم لنشر الإرهاب في عموم المناطق السورية، وارتكابهم الجرائم بحق المدنيين العزل واستهداف النساء تحت مسمى ديني لشرعنه جرائمهم.
وفي السياق تحدثت نائبة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية روكن إبراهيم لوكالة الفرات للأنباء، مُشددة على ضرورة تحرير كافة المناطق من الاحتلال وعودة النازحين إلى أراضيهم المحتلة.
وقالت روكن إبراهيم في مستهل حديثها: تشهد المناطق المحتلة العديد من أشكال الجرائم اللاإنسانية بحق المدنيين العزل الأبرياء، ومنذ اجتياح العدوان التركي ومرتزقته في الداخل السوري، ارتكبت أبشع الجرائم بهدف إفشال مشروع الأمة الديمقراطية.
ولفتت روكن إبراهيم: "وتستمر هيئة المرأة في الإدارة الذاتية على توعية النساء في معظم مناطق الإدارة الذاتية، التي أثبتت للعالم بأسرة بأنها قادرة على قيادة المجتمع في كافة المجالات السياسية والعسكرية، ونستذكر كافة الشهيدات الطليعيات اللاتي تركن بصماتهن على صفحات تاريخ نضال حرية المرأة الشهيدة هفرين خلف وشهيدات الحرية ونعاهدهم على السير على دربهن حتى تحقيق النصر".
الحدث الذي جعل من 8 آذار يوم تاريخي
وأوضحت روكن إبراهيم أن "الثامن من آذار درب نضالي منذ سنين إثر الإضرابات والاحتجاجات التي قامت بها المرأة في الدول الغربية للمطالبة بأخذ دورها التاريخي والاعتراف بحقوقها في كافة مجالات الحياة التي استمرت إلى يومنا فنضال ومقاومة المرأة مستمرة على كافة الأصعدة لنيل الحرية والمساواة والعدالة ولتوحيد كلمتها والوقوف ضد كافة الانتهاكات بحقها فمن هذه الاحتجاجات تحولت شرارة الثامن من آذار إلى انتفاضة نسائية لتعلن عن نضالها ضد كافة أشكال العنف والحرمان".
وأشارت روكن ابراهيم إلى أن "جهود وتضحيات المرأة ما زالت تبذل في سبيل الإنسانية لخلق حياة مشرقة مفعمة بألوان الحرية، وبثورة المرأة التي امتدت من شمال وشرق سوريا والتي سوف تنتشر بكافة أرجاء سوريا فكانت نموذج يحتذى به عالمياً حيث حققت قفزة نوعية على كافة الأصعدة، ولا تزال المقاومة مستمرة بوجه الاحتلال التركي والذهنية الذكورية التي مورست بحق النساء في المناطق المحتلة في عفرين، تل أبيض ورأس العين انتهاكات غير إنسانية من العنف المباشر والمتمثل بالقتل والاغتصاب والاختطاف والإتجار بهن".
وأضافت "استهداف الشهيدتين سعدة وهند هدفه إضعاف واقع المرأة العربية في مناطق الإدارة الذاتية، ونعاهدهم بالسير على خطاهم وأخذ ثأرهم، ومنذ بداية الأزمة السورية تعرضت المرأة للعديد من الانتهاكات من الأنظمة التي تحاول كبت قوة المرأة في كافة المجالات لكن لا زالت المراة قوية قادرة على إدارة نفسها بنفسها".
وتابعت: عمد العدوان التركي منذ بدء اجتياحه لشمال وشرق سوريا على فتح حدودها على مصراعيها لدخول الإرهاب إلى الداخل السوري الذي يحاول بدوره زعزعة أمن واستقرار المناطق على مرأى العالم بأسره.
وشددت على ضرورة تحرير كافة المناطق من صور الاحتلال كافة وعودة النازحين إلى أرضهم وضرورة انتشار مشروع الإدارة الذاتية ليس في شمال وشرق سوريا فقط بلا في عموم سوريا.
واستطردت: "في هذه المرحلة التاريخية بروح مقاومة المرأة نستقبل الثامن من آذار، فمقاومة المرأة لم تكن يومًا سهلة بل كانت وما زالت تواجه جميع أنواع العنف والاضطهاد والعبودية من قبل الذهنية السلطوية الذكورية والرأسمالية لكسر إرادتها ومحو وجودها على مر تاريخ البشرية".
واختتمت روكن إبراهيم حديثها قائلة: "نؤمن أن النضال هو الطريق الوحيد للحرية وسنواصل هذه الانجازات بالمقاومة والحفاظ على ما اكتسبته وللتأكيد على حقوقها على أساس النضال والمساواة ونسعى من خلال توحيدها في تنظيم صفوف النساء على امتداد الجغرافية السورية وأن نكون لهن خير ممثل في العملية السياسية لحل الأزمة".