إن تاريخ الشعب الكردي تاريخ حافل بالنضال والمقاومة التي قادتها النساء، ففي القرن الحادي والشعرين؛ أصبحت وحدات حماية المرأة رمزاً للمرأة المقاتلة والوطنية والثورية والشجاعة في كردستان والعالم بأسره، وحدات حماية المرأة التي تأسست في 4 نيسان عام 2013؛ شاركت رسمياً في حروب المنطقة ودافعت عن بلادها ضد هجمات الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش والدولة التركية.

وفي 15 أيلول عام 2014، هاجمت مرتزقة داعش مدينة كوباني، وفي مواجهة هذه الهجمات؛ اتخذت مقاتلات وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى عشرات الوطنيين مواقعهم في خطوط القتال، وخاضوا معركة مستمرة، مقاتلات وحدات حماية المرأة اللاتي قاتلن بإرادة قوية وحضور قوي؛ أخذن زمام القيادة لتجديد الخط الفدائي.

أصبحت صلة وصل لانتقال الصدى من المحلية إلى العالمية

في حين كثرت الأقاويل "لقد سقطت كوباني، وستسقط"، طوت امرأة في مشتى النور العالم في ابتسامتها وردت بمقولتها: "لم تقل المرأة الكردية بعد كلمتها النهائية"، آرين ميركان التي أصبحت عصراً جديداً في كوباني؛ ذكّرت مرة أخرى بحقيقة "من يضحي بنفسه هو من يملك الحق في قول الكلمة الأخيرة"، وأصبحت صلة الوصل بين المحلية والعالمية.

أصبحت لقباً جديداً للثورة

عند الحديث عن مقاومة كوباني التي توصف بـ "بوابة الأمل" في هذا العصر، ينقسم التاريخ إلى قسمين؛ ما قبل عملية آرين ميركان وما بعدها، وفي الأيام التي كان فيها المحتل يستولي على المدينة تدريجياً، صدر الصوت الذي كان الإشارة لظهور مقاومة جديدة في الخامس من تشرين الأول عند تلة مشتى النور، والتي أصبحت رمزاً مقدساً للمدينة، وفي الوقت الذي لم يكن اسمها قد أصبح بعد رمزاً في كل قارات العالم باعتباره "الاسم الجديد للثورة"، أصبح للعملية الفدائية للمرأة صدىً تاريخي.

اتخذت مكانها بين صفحات التاريخ

صاحبة هذه العملية كانت إحدى المقاتلات الشابات في وحدات حماية المرأة، آرين ميركان (دلار كينج خميس)، هذا الصدى الذي تردد في مشتى النور، تم فهمه فيما بعد على أنه "استجابة فورية" بين النساء في العديد من القارات، بعد يوم واحد من عملية آرين ميركان، بدأت عمليات تحرير في 6-8 تشرين الأول، وتم تحرير كوباني بعد 136 يوماً من المقاومة، البشرى بانتصار كوباني وهزيمة داعش أعلنها أحد مقاتلي وحدات حماية الشعب، حيث أعلن مقاتل وحدات حماية الشعب، بعد 134 يوماً من الهجمات، انتصار كوباني في 26 كانون الثاني 2015 على النحو التالي: "26 كانون الثاني 2015؛ تم تحرير كوباني، الساعة الثالثة إلا عشر دقائق".

إذا كانت مقاومة كوباني تعتبر اسماً جديداً للمقاومة في التاريخ، فمن المؤكد أن آرين ميركان قد أخذت مكانها في صفحات التاريخ باعتبارها نقطة التحول في هذه المقاومة، واليوم، في جميع أنحاء كردستان والعالم، أصبح الكرد يطلقون على ابنائهم اسم آرين ميركان.

الحياة الجديدة

بعد تحرير كوباني؛ هنأ القائد عبد الله أوجلان بنجاح تحرير كوباني في لقاء عقده يوم 4 شباط 2015 وقال: "سنبني في شخص كوباني حياة حرة جديدة بروح مقاومة آرين ميركان".