“إرادة المرأة ومقاومتها هي قمة النضال في سبيل تحررها”

نظم الاتحاد النسائي السرياني في مقاطعة الجزيرة ندوة موسعة تحت شعار “إرادة المرأة ومقاومتها هي قمة النضال في سبيل تحررها”، حضرتها 200 امرأة ممثلات عن التنظيمات والحركات النسائية في مقاطعة الجزيرة والحاكمة المشتركة لمقاطعة الجزيرة هدية يوسف.

 نظم الاتحاد النسائي السرياني في مقاطعة الجزيرة ندوة موسعة تحت شعار “إرادة المرأة ومقاومتها هي قمة النضال في سبيل تحررها”، حضرتها 200 امرأة ممثلات عن التنظيمات والحركات النسائية في مقاطعة الجزيرة والحاكمة المشتركة لمقاطعة الجزيرة هدية يوسف.

وبهدف نقاش تجارب نضال المرأة المشترك بين جميع نساء المقاطعة بكافة مكوناتها، عقد الاتحاد النسائي السرياني ندوة موسعة في صالة السلام بحي الكورنيش في مدينة قامشلو، شاركت فيها الحاكمة المشتركة للمقاطعة هدية يوسف، نائبة رئيس المجلس التنفيذي في المقاطعة إليزابيت كورية، عضوة ديوان  المجلس التشريعي بروين محمد، نائبتي رئيسة هيئة المرأة هيفا عربو وأمل كورية، ممثلات تنظيم اتحاد ستار وممثلات عن نساء منطقة الخابور في مقاطعة الجزيرة.

وزينت القاعة بأعلام  الاتحاد النسائي السرياني ولافتات كتبت عليها “نضال المرأة الموحد يقضي على الذهنية التكفيرية والشوفينية. المرأة السريانية والآشورية تناضل من أجل أرضها وشعبها. بدماء شهدائنا وحّد صفوف شعبنا. خابور من شرب من مائك لا يخونك”.

وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت، ثم القيت عدة الكلمات منها كلمة باسم نساء منطقة الخابور مادلين خميس قالت فيها “إن هجمات الأخيرة لمرتزقة داعش على الشعب الاشوري في منطقة الخابور، جاءت لأنهم لم يستطيعوا تحمل الضربات التي تلقوها على أيدي إخواننا الكرد في مقاومة كوباني”.

وأشارت خميس إن الشعب الآشوري في منطقة الخابور شهد الاشتباكات بين مقاتلي المجلس العسكري السرياني وقوات حرس الخابور ووحدات حماية الشعب والمرأة من طرف ومرتزقة داعش من طرف آخر، منوهةً أن الهجوم على شعب خابور دليل على عدم فهمه للمعنى الحقيقي للإسلام، فالإسلام دين التسامح ودين الأخوة وهو قائم على هذا الأساس، مشددةً أن الهجمات لا تستهدف الشعب المسيحي فقط إنما تستهدف الشعب الكردي والعربي أيضاً، وقالت أن الشمس التي غابت كثيراً ستشرق من جديد بعد أن مثلت المرأة معنى المقاومة والتضحية في صورة وحدات حماية المرأة (YPJ).

وبدورها اعتبرت ممثلة وحدات حماية المرأة في الندوة بيريفان جودي، وجود المرأة في خنادق القتال الممتدة من شنكال إلى كوباني وعفرين هي إعادة لإرث المرأة المناضلة القابع تحت نير الاستعباد منذ آلاف السنين.

وأشارت جودي أن المكونات المتواجدة في روج آفا من كرد، عرب وسريان عاشوا معاً بثقافتهم وألوانهم الخاصة وتحاول القوى الظلامية الآن التآمر والتفريق بين هذه المكونات التي تعيش منذ آلاف السنين مع بعضها، وأكدت أن شعب المنطقة أبدى مقاومة كبيرة وقدم التضحيات التي وفرت فرص العيش المشترك بين كل مكونات المنطقة.

واختتمت جودي حديثها بالقول “إننا نريد أن نقول للعالم أجمع بأن المرأة موجودة ولا يستطيع أحد إخفاء وجودها، وما جرى في شنكال من بيع وخطف للنساء والتي هزت العالم أجمع كان سببها عدم تنظيم المرأة لصفوفها، ونحن كمقاتلات وحدات حماية المرأة سنقوم بتنظيم المرأة من أجل أن تستطيع المطالبة بحريتها”.

وثم القت الإدارية في تنظيم اتحاد ستار وليدة بوطي كلمة قالت فيها “إن المرأة عبر تاريخها كانت السباقة في الاكتشافات  لترسيخ النظام المجتمعي الذي يسوده العدالة والمساواة، مع السيطرة الذهنية الذكورية السلطوية أصبحت المرأة أول  مستعمرة لهذه الذهنية ولتلاقي الآلام والويلات على أيدي الحكام المستبدين عبر التاريخ، إلا أنها لم تخضع لمخالب هذه الأنظمة بل خاضت نضالات مريرة ودفعت حياتها  ثمناً في سبيل استعادة حريتها ونظراً لأن نضالها كان فردياً دون أي تنظيم بائت كل محاولاتها بالفشل لذلك فإن تقوية النضال المشترك للمرأة مهما كانت دينها أو ثقافتها أو عرقها فيجب أن يكون نضالها مشتركاً لتتحرر بشكل مشترك ولأن عبودية المرأة جماعية يجب أن تكون حريتها كذلك”.

وبدورها القت مسؤولة الاتحاد النسائي السرياني شاميران شمعون كلمة أشارت خلالها إلى تمثيل المرأة بكل أطيافها ضمن الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا قائلةً “معنى أخوة الشعوب أن نكون في خندق واحد متكاتفين في هذه المرحلة التاريخية فكل يوم هو الثامن من آذار بالنسبة للمرأة، وبفضل المقاومة والتضحيات التي تقدمها أظهرت نفسها وبينت للعالم أجمع أن نساء روج آفا على اختلاف الطوائف هن أسرة واحدة في وجه أي مؤامرة تستهدفهن في أي مكان، كما إننا نرفع صوتنا ضد هذا الفكر الشوفيني الرجعي للتفريق بين شعوب المنطقة الرامية إلى إفراغ المنطقة من المكون المسيحي ليس في روج آفا فقط إنما في الشرق الأوسط”.

واختتمت الندوة بترديد الشعارات التي تحي مقاومة المرأة في روج آفا وتمجد نضالها المشترك.