أجرت القيادية في القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة-ستار، شردا مظلوم كابار، تقييماً بمناسبة اقتراب حلول الذكرى السنوية الـ 39 لعيد الانبعاث لقفزة 15 آب.
وجاء في تقييم شردا مظلوم كابار ما يلي:
"بينما نترك السنة التاسعة والثلاثين لقفزة 15 آب التاريخية المجيدة خلفنا وندخل عامها الأربعين، فإننا ننحني بكل احترام وإجلال أمام ذكرى شهدائنا وعلى رأسهم قائدنا البطل رفيق الدرب عكيد (معصوم قورقماز)، الذين هم زهور الحرية الإنسانية والشريان الأصيل لنضالنا التحرري الذي تحول أغنية شعبية دائمة، وبمناسبة اليوم، نجدد عهدنا مرة أخرى بأن جيش الكريلا سيسير على خط عكيد وزيلان، ويحقق النصر، وبدوري، أهنئ 15 آب عيد الكريلا على القائد أوجلان وشعبنا الوطني وعلى الشعوب والنساء وكافة قوات الكريلا.
تكون العملية في زمانها ومكانها المناسبين، عندما تشير إلى أكثر مشاكل المجتمعات حيوية وأكثرها أهمية، وعندما يمكنها أن تكون حلاً لهذه المشاكل، فحينها تكسب معنى تاريخياً، فكل عملية لا يمكنها أن تصبح عملية تاريخية، ولكي تحتوي العملية على معاني تاريخية بالإضافة إلى معناها الحالي، يجب أن يعبر عن قفزة إلى مرحلة جديدة، وتختلف العمليات التاريخية، التي يتكامل فيها الوقت المناسب، والمكان المناسب، والنتائج الاجتماعية الناجمة عنها، عن العمليات العادية بهذه الصفات؛ وتصبح روحاً وخطاً، كما أن عملية الحرية التي انطلقت في 15 آب 1984 في بلدة دها، والتي تُعتبر من أبعد الأماكن في كردستان ولم يسمع أحد باسمها، تم تنفيذها تحت قيادة قائدنا البطل عكيد، فهي بمثابة روح وخط من خلال هذه السمات.
هناك حقيقة قائمة كهذه، وهو أن المعركة من أجل الحرية والعدالة والحياة الكريمة وأن الحياة تكسب فيه معنى ونوراً مع المعركة، وهذه الحقيقة لها قيمة كبيرة بالنسبة للشعب الكردي الذي كان قد وصل إلى مستوى الانقراض ولكي ينفض الرماد عن نفسه وخوض الحرب من أجل التحرر والنضال التحرري، وهذا الأمر يعني الارتباط الكبير بالحرية والمقاومة والحياة ويعني في نفس الوقت عداء كبير لقتل المعنى والعار، ومن الممكن القيام بمثل هذه العملية من الحرية بقوة كبيرة من المعنى وتعمق في المشاعر وإيمان لامتناهي، ضمن واقع شعب ووطن يرزح تحت براثين الإبادة الجماعية والذي لا يُعتبر حتى مستعمرة ويتم تجاهله، وإن محبة الأشياء الجميلة والحقيقة وتبنيها ورعايتها ممكنه فقط من خلال تقويتها في خضم الحياة، ولا تقود ظاهرة لم يتم معايشتها ولم يتم ترسيخ معانيها العميقة الإنسان نحو القيام بعمليات كبيرة، وإذا ما كان هناك عملية عظيمة في مكان ما، فيجب أن نعلم أن هناك تعمق كبير في المعنى وقوة الإيمان، ومع هذه الجوانب، فإن قفزة 15 آب المجيدة هي أيضاً تاريخية من حيث عمقها الكبير في المعنى وقوة الإيمان.
تُعتبر قفزة 15 آب بداية نضال الكريلا في كردستان
بالطبع، كان تطوير قفزة 15 آب نتيجةً لأبحاث وتحليلات ومناقشات مكثفة، وبأي أسلوب يكون النضال قادراً على تحقيق النتيجة المرجوة في كردستان، كما لا يمكن تقييم قفزة 15 آب، التي تعني عقد السلاح والقول، مجرد بداية لنشاط مسلح، فهي الإجابة الصحيحة في مواجهة قضية الوجود، ولقد ظهرت نتيجة العنف والاستعمار القائمين في كردستان، حيث أجري البحث حول النضال التحرري للوطن والشعوب الأخرى واتخذ القرار بخوض حرب الكريلا.
وظهر مصطلح الكريلا للمرة الأولى في مقالة كارل ماركس تحت عنوان "حرب الكريلا في إسبانيا" في العام 1850، وفي عمل فريدريك إنجلز تحت عنوان "حول حرب الكريلا" في العام 1852، ولاحقاً، لوحظ أنه تم استخدام مصطلح الكريلا في العام 1856، عندما حارب الإسبان نابليون، وفي أوائل القرن التاسع عشر، عندما شن الإسبان معركة الاستقلال ضد جيش نابليون، يصادف المرء مصطلح الكريلا، وخلال خمسينيات القرن التاسع عشر، ركز كل من كارل ماركس في مقالته بعنوان "حرب الكريلا في إسبانيا" وفريدريك إنجل في عمله بعنوان "حول حرب الكريلا" على هذا المصطلح، وأبرزت هذه النتائج أنه في حرب الكريلا، يمكن لقوة صغيرة وضعيفة أن تقاتل ضد عدو كبير، وقد لوحظ أنه أينما كانت قوة ضعيفة وغير مؤسسة، يمكنها الدفاع عن نفسها وخوض النضال ضد الهجمات بأسلوب حرب الكريلا، حيث تمت دراسة أمثلة فيتنام وكوبا وأنغولا والعديد من الأمثلة الأخرى، وفي القرن العشرين، أضاف ماو منظوراً سياسياً، والتي أصبحت فيه حرب الكريلا مصطلحاً ومؤسسة قائمة على أساس وحدات صغيرة، بات بإمكان الشعوب المضطهدة خوض المعركة ضد المتسلطين والمستعمرين، ولهذا تم تفضيلها كخيار، وقام ماو تسي تونغ، الذي اعتبر نظرية الكريلا على أنها حرب شعبية طويلة الأمد، بدمج أفكار سون تزو مع الأفكار الماركسية وأدارها على هذا النحو، ولقد صاغ تقليد المقاومة الموجود في أرضه بما يتماشى مع استراتيجية أطلق عليها اسم "استراتيجية الحرب الشعبية طويلة الأمد"، وبما أنه في حرب الكريلا تحارب الشعوب المضطهدة ضد الحكام المتسلطين والضعفاء يحاربون ضد الأقوياء، ويحارب الأشخاص المحرومون من الإمكانيات التقنية ضد أولئك الذين لديهم التكنولوجيا المتطورة، فقد حدد مقاتلو حرية كردستان هذا الأمر على أنه الاستراتيجية الأساسية للنضال.
وخاض مقاتلو حرب الكريلا ومنظرو الكريلا النقاش لفترة طويلة حول ما إذا كان ينبغي أن تكون حرب الكريلا في الجبال أو في المدن، وكانت هذه إحدى المسائل التي كانت التنظيمات اليسارية في تركيا تجري النقاش حولها بشكل مستفيض ولم تتمكن من التوافق حولها، وأوضح قسم من التنظيمات اليسارية والاشتراكية والثورية أنه يجب على الكريلا أن تبدأ الحرب من المدن، بينما صرح قسم آخر على أن الحرب يجب أن تنطلق من الأرياف والجبال، ففي دول مثل فلسطين التي لا توجد فيها جبال خلقت حقيقة الشعوب المحاربة وجعلت من الشعب جبلاً بالنسبة لها، وكذلك أثناء قيام إيرلندا بالبدء في نضال الكريلاتية ضد الاستعمار البريطاني، كانت تعتمد على المدن ذات التأثير الجغرافي.
ولقد قامت حركتنا باتخاذ الخطوات الأولى للمقاومة في المدن، ولاحقاً قامت في 15 آب 1984 بتنفيذ مرحلة ثورية، وبدأت في إطلاق نضال الكريلا، ومن ثم أيضاً، مع تطور النضال ونموه، بدأت الانتفاضات الشعبية، ولتطوير حرب الكريلا في السهول والمدن بالتزامن مع الانتفاضات الشعبية وفقاً لظروف تلك المناطق الجغرافية، بُذلت جهود كبيرة والانخراط في النشاطات، ومن ناحية نضالنا التحرري، انتقلت المقاومة التي بدأت في المدن إلى الجبال ولاحقاً انتقلت إلى السهول والمدن، وقد برزت حركة حزب العمال الكردستاني بالأساس كتنظيم قائم على الدفاع عن النفس، ومع مقولة "كردستان مستعمرة" بدأت في إطلاق النضال ضد الاستعمار وسياسات الإنكار والإبادة والفاشية، حيث أن جيش التحرير الشعبي الكردستاني (ARGK) لم يكن بسبب اشتداد العنف والحرب، بل كان نتيجة بحد ذاته.
وكل الكائنات الحية في الطبيعة لها ثلاث سمات أساسية، آلا وهي التكاثر والدفاع والتغذية، فبدون هذه الأمور، من غير الممكن للحياة أن تدوم، وهذا يوضح إلى أي مدى أن الدفاع عن النفس هي حقيقة وجودية، وأن الحياة ليست مجرد تنفس، ولا يجوز تقييم الحياة واختزالها فقط بالجوانب البيولوجية، ويعني أن يكون الإنسان مدركاً للحياة، وعندما يحدث الإدراك، يبدأ الفهم معها أيضاً، وقد تطرق القائد أوجلان بالحديث عن هذا الأمر تحت عنوان "نظرية الورود"، وأوضح بأن الوردة تستخدم أشواكها لحماية جمالها، حيث أن أي شعب لا يتمتع بخاصية الدفاع عن نفسه لا يمكنه التمسك بكرامته و قيمه و وطنه و حريته أو حتى حياته البيولوجية.
استفادت كريلا كردستان من التجارب المختلفة ولكن أظهرت استراتيجيتها الخاصة
مثلما ذكرت في الأعلى، لقد استفاد تاريخ نضالنا المسلح، الذي دخل عامه الأربعين، من هذه التجارب، واستخلص النتائج الجيدة من تجارب النضال للشعوب المختلفة، ولكن يجب أن نعلم أنه لا واقع شعب كردستان ولا واقع أعداء وطننا، بل أنه بسبب الحالة الجيوسياسية والجيواستراتيجية لا يشبه الواقع في أي دولة أخرى، ولذلك، فإن نضال الكريلا الذي تم خوضه، بقدر ما استفاد من التجارب الأخرى، تم تطويره بطريقة لا تشبه أي مكان آخر، وفي الوقت نفسه، لا يحصل تكرار في الحرب، وربما تكون ساحة المعركة واحدة من الساحات التي يوجد فيها أكبر قدر من التغيير، ولا ينبغي للمرء أن يتعامل مع واقع الحرب بقوالب نمطية عقائدية ورتيبة وهرمية، ولهذا السبب، فإن التكتيكات التي يجري تنفيذها في مكان ما، لا يجوز القيام بها في مكان آخر، ولكن، يمكننا الاستفادة من هذه التجارب، والتركيز على الأخطاء، ونفهم أسباب عدم تحقيق النصر، وتعزيز احتمال تحقيق النصر والتقليل من احتمالية الهزيمة.
وفيما يتعلق بنضالنا التحرري، لقد كانت للدراسات الجارية حول تجارب حرب الكريلاتية في كل من فيتنام والصين وأمريكا اللاتينية والمكسيك ونيكاراغوا لها معنى، حيث أشركت حركتنا الأسس الحقيقية والدائمة للماضي كإرث في الحياة حتى يومنا الحالي، كما أرادت التغلب على الجوانب التي تعكس العقلية السائدة والتي تعتمد على الحالة التخمينية للقرن العشرين ولا تخاطب الوقت الحاضر، وفي العصر الذي نعيش فيه، عندما يمعن المرء النظر في التطورات التكنولوجية الحاصلة وتأثيرها على هذه الحروب، سيتبيّن أنه قد تغلبنا على هذه التجارب ولم تعد تفي بالغرض كما كانت من قبل، مع الأخذ في الاعتبار المرحلة التي وصل إليها نضال الكريلا.
وقد وصلنا إلى عصر، يجب فيه إحداث تغييرات جذرية وابتكارات في الاستراتيجيات والأساليب والمواقف التكتيكية لنضال الكريلا الذي كان قائماً حتى الآن، سواء وفقاً لواقع العالم أو في كردستان، ولا يمكن تحقيق التجديدات القوية من خلال تغييرات محدودة ومحاولات التجديد الضيقة والسطحية والتغييرات التي تعني الترميم، ولقد غيّر الوضع العالمي الحالي وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على الحرب والتطورات التكنولوجية وظروف الكريلاتية في كل من آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا والكريلاتية في حقبة السبعينيات للثوار في تركيا وفي حقبة الثمانينات في كردستان.
وكانت الاستراتيجية الرئيسية التي وجهت تكتيكاتنا القتالية على مدار الأربعين عاماً الماضية هي استراتيجية الحرب الشعبية طويلة الأمد، وأصبحت هذه الاستراتيجية، التي ظهرت كمعيار في مواجهة الصراعات الرئيسية في القرن العشرين، استراتيجية أساسية لحركتنا التي بدأت في أوائل السبعينيات، وفي هذا السياق، تم خوض حرب الوجود مع حرب الكريلا، وأصبح الشعب الذي كان يجري إنكاره ويُراد القضاء عليه، لم يعد موجوداً وأصبح الشعب الذي بات لديه هوية، ولكن التوازنات العالمية في سنوات التسعينات كانت قد تغيرت، ونتيجة لنضال المضطهدين والتطورات التكنولوجية العلمية، كان من الضروري تغيير استراتيجية النضال التي يجب تطويرها في النضال التحرري للشعوب، وفُرض النضال مع المصطلحات مثل الديمقراطية والمساواة والحرية، وفي هذا السياق، دخلت حركتنا، وإن كان في فترة متأخراً، في تغيير استراتيجي الذي كان القائد أوجلان يتنبأ به، وحددت الكريلا مواقعها الجديدة وفق الاستراتيجية المتغيرة وأهدافها التكتيكية ومجال عملها وفق هدف الحل السياسي الذي وضعتها نصب عينها.
ومما لا شك فيه، إن هذا التغيير لم يكن بحد ذاته تغييراً تطور من خلال الاغتراب أو إنكار الجوهر الأصلي، بل على العكس من ذلك، كان تغييراً تطور من خلال إزالة بعض جوانب هذا الجوهر التي حالت دون تطوره وازدهاره، ولقد ظهر التغيير الذي حدث هنا ليس على أنه إنكار، بل أصبح على جدول الأعمال بنهج يتدفق وفق جوهر الكريلا ويستمد من الاستمرارية والتعمق، وكان هذا هو السبب الرئيسي لعدم نجاح الاشتراكية الواقعية وغيرها من تنظيمات الكريلا، وهذا ما أدى إلى تكرارها، ومن ناحية أخرى، أظهرت حركتنا القدرة على تطويرها في تطورها التاريخي، ولقد تطورت كتجربة مهمة للغاية من حيث النضال الاشتراكي والديمقراطي لهذه الشعوب.
وتمر كل ظاهرة في الطبيعة تُظهر قوة الحياة بمراحل من التغيير باتساق داخلي في هدفها وخط حياتها، وتنطبق جدلية التغيير هذه أيضاً على المجتمعات البشرية والمؤسسات والمصطلحات التي تخلقها، والشيء الذي لا يتغير هو الذي لم يعد يستطيع أن إظهار قوة حياته، أو ميت أو على وشك الموت، ودخلت حركتنا التحررية، التي تطورت في كردستان من خلال الكشف عن أهدافها الأيديولوجية، في عملية تغيير مع هذه الجدلية لتغيير الطبيعة والمجتمع، وكما حاولنا التعبير في البداية، فإن حركتنا، التي ربطت منذ البداية تطور هويتها الوطنية بخط الحرية، اتخذت هذا الأمر كأساس بالنسبة لها في جميع مراحلها التنموية، ولذلك، فإن مشكلتنا لم تكن أبداً فقط النضال الوطني للكرد، ولم نحصر أنفسنا بهذا الأمر، ولقد جعلنا هدفنا هو تطوير هوية الكرد الذي كان يرزح في ظل الإنكار والمحو، ضمن مبادئ الحرية والعدالة والأيديولوجية الاشتراكية، وعندما تم تطوير النضال بناءً على هذه الأسس، أدى تطور النضال بناءً على هذه الأسس إلى إضافة تطورات مهمة للغاية لكل من النضالات الوطنية العالمية والنضالات الاشتراكية، وخلق تجربة جديدة تماماً.
اخذ نضال الكريلا مكانة في قلوب وعقول الاشخاص والمجتمع
استندت هذه الركائز الأساسية لهذا التطور والتجربة التي ظهرت ضمن حزبنا، إلى وجهات نظر المجتمع والاشخاص التي تم تطويرها بهدف حياة جديدة وأشخاص جدد وبناء النساء والرجال. حيث تطورت حرب داخلية كبيرة في تاريخنا في الكفاح المسلح من أجل خلق أشخاص جدد. بالطبع، تنبثق تجربة حزب العمال الكردستاني من جغرافية الشرق الأوسط وبنيته الثقافية التاريخية كتجربة مختلفة تماماً وأصيلة. ينبع هذا في المقام الأول من القائد وشخصيته المؤثرة دائماً والتساؤل والخلق الداخلي والشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الخط.
لقد حُكم على الهوية الكردية في كردستان بالانتزاع من جذورها التاريخية وغرقها في العبودية عبر سياسات الإبادة الجماعية لآلاف السنين. حيث تم إفراغ جميع المفاهيم من جوهرها وتشويهها. لهذا السبب، كان من الضروري البدء في النضال من انسداد الشخصية هذا. كما كان يتطلب نضال حزب العمال الكردستاني نفسه قبل كل شيء حرباً داخلية كبيرة، نضالاً شخصياً. بدأ النضال من أجل الحرية، الذي نشأ في البداية بخطوط أساسية معينة، يتعمق مع تقدم المرحلة وظهرت عوائق داخلية عملية. لم يكن هذا الكفاح الكلاسيكي كفاحاً بالأسلوب والأساليب المعتادة التي تجاوزت كل معانيها. حيث أصبح كل من الرجال والنساء والسياسة والحرب والدولة والثقافة والأخلاق والتقاليد والعائلة والحب والحركة والشخصيات والحقائق التي تهم الحياة البشرية كلها سبباً للنضال مع تشكيل أكبر ثورة في جغرافيتنا. لقد طور فهماً أخلاقياً جديداً وحراً، والذي سيناضل بأكثر الطرق جذرية ضد التفاهمات الكلاسيكية والإقطاعية التي تخنق شعبنا من القلب والعقل، حيث ان النضال لا يعدو أن يكون الرجل الجديد والمرأة الجديدة والشخص الجديد والهيكل الاجتماعي. وبسبب هذه الشخصية، أصبحت حركتنا من أجل الحرية نضال الكريلا والتي اخذ مكانها في قلوب وعقول الأشخاص والمجتمع.
ان نجاح كريلا كردستان قد اصبح سبباً لحصول تنظيمات الكريلا الأخرى على الإلهام
بالطبع، لم يكن هذا النضال نضالً سهلاً وتم تطويره بسهولة. من ناحية، كان هناك نضالاً شرس ضد العدو، ومن ناحية أخرى، تم خوض نضال شاق ضد الروابط الطبقية والوطنية والجنسوية والإقليمية المقابلة للنضال. مثلما ظهرت حقيقة المقاومة التي ضحت بنفسها من أجل هذا الخط النضالي في حركتنا، ظهرت حقيقة الخيانة ايضاً الذي حاول أن يبقي حقيقة النظام السلطوي الذي تطور ضد هذا الخط ووضعه في السلطة داخل الحزب حي. أنار الآلاف من شهدائنا القيمين طريق المقاومة في النضال وأصبحوا رواداً. كما ان الشيء الآخر، كان حقيقة غارقة في الخيانة مصرة على عدم النزاهة في انسداد الشرق الأوسط.
وفي النهاية، أدى النضال الذي لا مثيل له بين هذين الخطين والقوة المنتصرة لخط المقاومة إلى خلق القيم الدائمة لنضالنا التي وصلت إلى يومنا هذا. فتح انتصار قوات كريلا كردستان في نفس الوقت آفاق النصر والحرية لجميع قوى المقاومة ضد النظام وحركات الكريلا في الشرق الأوسط والعالم وسمح لتنظيمات حرب الكريلا الأخرى بالتطور. ظهر دور نضالنا في هزيمة الجيش التركي في أماكن كثيرة، وخاصة في زاب. وفي الوقت نفسه، رأى شعوب العالم والنساء الدور الحاسم لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني في هزيمة داعش.
من الواضح أن تطورات نضالنا للكريلا هي مصدر أمل وشجاعة وإرادة لشعوب ونساء ومجتمعات المنطقة والعالم وحتى اليوم لكردستان. لقد رأى الجميع هذه الحقيقة بشكل واضح وهي أن حرب الكريلا مع الإرادة المنظمة للدفاع المشروع هي ضمانة لحرية المرأة والمجتمع والبلاد.
علمت مقاتلات الكريلا، النساء الكرديات القتال من أجل الحرية
لقد عبر نضالنا للكريلا في يومنا هذا أربعة أجزاء من كردستان ووصل إلى مستوى يخاطب الشرق الأوسط بأكمله. حتى مر من هذا وتحول إلى واقع تتبعه القوى المناهضة للنظام في جميع أنحاء العالم. وتحاول قوات الكريلا القيام بهذه المهمة الهامة. حيث ان وحداتنا، قوات الدفاع الشعبي وحدات المرأة الحرة – ستار، والتي ظهرت كقوة لا مثيل لها في العالم والشرق الأوسط، ليست فقط قوة تحمل السلاح والمعارك، بل أصبحت حركة تشكك في وجهات النظر القومية والطبقية للرجال والنساء في أعمق جوانبها. وبفضل تنظيمها القائم على مبدأ مقاتلات الكريلا، نظرية الفصل وأيديولوجية حرية المرأة، والتي طبقتها قائدنا كأسلوب في نضالنا من أجل الحرية في أصعب مراحل النضال، اكتسبت قيمة.
بلا شكل، هذا لم يخلق أفراداً يحققون حريتهم على الفور، لكنه علمهم الوعي الذاتي والاستقلالية وتنظيم حياتهم بعقلية المرأة، وهي خطوة أساسية نحو الحرية. تعلمت النساء العيش من دون رجال ضمن حركتنا، والنضال في أصعب الظروف، تنظيم حياتهن، الوقوف على أقدامهن والكفاح من أجل حريتهن وقائدهن. أصبح الاقتراب من المرأة قيمة مهمة للغاية وأصبح تقليداً .
قد تكون هذه المواقف خارجة عن المألوف بالنسبة لنا، ولكن في عالم جغرافي مثل كردستان، فإن إنشاء مثل هذا الواقع من الحياة والنضال يعد إنجازاً وتجربة مهمة للغاية. لا ينبغي أبداً الاستهانة بالتطورات على طريق الحرية. وبهذا المعنى، فإن نضال الكريلا في عصرنا هو النضال لحرية النساء من فخاخ النظام الذكوري وخلق مكان للعيش خارج هذه الفخاخ. هذا موقف جاد وحيوي لا يمكن إدارته بفهم ثوري الذي يتم تطويره دائماً من أجل المستقبل، كما في الماضي والتجارب الثورية الأخرى. حيث انها عقلية يجب محاربتها وبنائها في اللحظة التي نعيشها بوعي. يتم تهميش القيم المجتمعية من خلال تدمير روح وجسد ووعي المرأة بالسم والتلوث وحتى المستوى الوحشي. في ذلك الوقت، يجب على نضال الكريلا، الذي هو نضالاً جماعي، أن يحل هذه المشكلة الأساسية والأكثر أهمية.
الكريلاتية تأتي بمعنى رغبة المرء في الحرية
إن ضمان نجاح نضال الكريلا هو بناء نظام حياة تكون فيه إرادة المرأة والشعب هي قوة النصر. الحقيقة التي نسميها الثورة والحل لم تعد حلما ويوتوبيا وخيالاً سيتحقق بعد سنوات عديدة. إنها حقيقة يتم إنشاؤها الآن. من المهم جداً فهم هذا، لأنه في الواقع هذا هو أحد أوجه القصور في النضالات من أجل الحرية في التاريخ. هذا يعني أنه ضد استعباد المرأة وانعدام الإرادة الحرة، نريد الحرية وضمن النظام الاجتماعي الذي نعيش فيه وفي اللحظة التي نعيشها، ندرك هذه الحرية ولدينا هذه المسؤولية في بنائها. التذكر مهم جداً هنا. إنها فلسفة أساسية حيث المرء يجب أن يعرف كل شيء عن المعرفة والتعلم والحياة والتاريخ والنساء والرجال والعلم والدين والسياسة والتنظيم ومع حب الحقيقة يمكنه خلق عالم التفاهم. من الضروري ألا يسمح المرء أبداً لسيطرة الأنظمة السائدة على جسد المرأة أو روحها أو مشاعرها وأفكارها وإبراز ما يخصها وما هو طبيعي. مع هذه الجوانب، فإن نضال الكريلا، والذي طورناها من وجهة نظر الجنولوجيا، هو نضال يحاول نشر قيم المرأة في جميع خلايا المجتمع. الكريلاتية تأتي بمعناها الحرفي أن تكون فرداً حراً مرتبطاً بالحرية بشغف. حيث ان الكريلاتية هي أسلوب حياة. الكريلاتية تعني العيش ضد الزمن. كما ان الكريلاتية تعني تجاوز وجهات النظر وأنماط الحياة وسمات الشخصية المعروفة. الكريلا تأتي بمعنى الانسان الحر.
تطور قواتنا الكريلا، طريقة الحياة مع الطبيعة بناءً على منظور الجنولوجيا وعلى المبادئ البيئية. إن كريلا حرية كردستان، والذي يمكن أن نطلق عليهم " البيئية - الكريلا"، يزرعون البذور بقدر الإمكان ولا يدعون ان تتأذى حشرة. لديهم هذه الذهنية البيئية. حتى عندما يبنون قواعدهم ومواقعهم، فإنهم لا يضرون بالطبيعة، فعندما يبنون الأنفاق تحت الأرض مثل المنحوتات في جغرافية كردستان، حيث انهم يعانون عندما يتم قطع الأشجار في أكبيلين واحراق الغابات في جودي وكابار. كما فتح كريلا حرية كردستان صفحة جديدة في أيديولوجية الكريلا بمنظورها البيئي القائم على الجنولوجيا وشخصيته المرأة وأساليبه الكمومية. تتعمق كريلاتية القرن الحادي والعشرين على خط عكيد وزيلان، وتكتب تاريخ الحرية في كردستان.
لا أحد يستطيع ان يوقف جيشنا الكريلا
إن خطوة 15 آب ليست فقط من أجل الهوية الكردية الحرة، بل هي أيضاً يوم ظهور هوية الرجل الحر والمرأة الحرة. كل ظهور للحرية يتطور كنتاج لضرورة اجتماعية تاريخية. إن مسيرتنا الكريلا، التي بدأت رسمياً في 15 آب 1984، تواصل مسيرتها المجيدة وفق دياليتك الحرية هذا. كما طور القائد حرب شعب عظيمة بشجاعته لحل المشكلة الكردية. لا بد من زيادة عدم الاعتقاد والمنطق المستحيل لقمع واضطهاد الشعب الكردي وفق سياسة الإنكار والتدمير منذ سنوات. الحل لنضال الكريلا في كردستان يعني نضالاً أوسع.
إن القوة التنظيمية للقيادة والروابط القوية للرفاقية قد أحبطت المحاولات. كان قرار 15 آب بمثابة وعد بربط الشعوب الحرة والرفاقية المقدسة والحياة الحرة في مسيرة الكريلا. خلقت الأسباب التاريخية للكريلاتية في كردستان مرحلة مع المرحلة الحالية. ومن المهم جداً أن يجد المرء هذا المبدأ في البداية. حيث تتأثر كل ظاهرة نامية أيضاً بالعوامل الخارجية المضافة لاحقاً، ولكنها تتأثر بشكل أساسي بطابعها الأساسي.
منذ بداية نضالنا للكريلا، تعززت شجاعة الحرية ضد السيادة والنضال الأيديولوجي والعزم على بناء تنظيمنا. تستمر هذه الشخصية في نضالنا من أجل الحرية اليوم بالنمو والتعزيز والتعمق. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلن ينجح النضال. واليوم يقاوم الآلاف من الكريلا تحت قيادة الرفيق عكيد. ان روح 15 آب وأسلوب عكيد، في أعلى مستوى في زاب. حيث أصبحت هذه الروح كابوس للعدو. لا يمكن أن تتم المقاومة الفدائية للرفاق ريدور أردم وغارزان بدون هذه الروح. لا يمكن اعتبار موقف الرفيق دستان في نصيبين مختلفاً عن أسلوب زيلان. اليوم، تسير قواتنا الكريلا نحو النصر على خط عكيد وزيلان. عندما نغادر السنة التاسعة والثلاثين من 15 آب ورائنا وندخل السنة الأربعين، تمنع حرب الكريلا في وادي زاب العدو ولا تسمح للمحتلين بالمرور. يصبح غرب وادي زاب مقبرة للفاشية.
كان عام 2023 هو العام الذي بلغت فيه روح 15 آب ذروتها في كل منطقة من مناطق كردستان. ستنتشر هذه الروح والقوة خطوة بخطوة من ديرسم إلى بوطان، من سرحد إلى خرزان، من آمد إلى زاب. عندما بدأنا هذا النضال لأول مرة، لم يكن هناك شيء سوى الحقائق التي نؤمن بها. لكن اليوم لدينا جيش الكريلا يقاتل على أساس تجربة 40 عاماً من النضال، آلاف شهدائنا، نموذج الامة الديمقراطية وعناصر كريلاتية الحداثة الديمقراطية. من المستحيل على أي شخص أن يوقف جيش الكريلا هذا. وسيكون النصر للكريلا الذين يقاتلون على خط عكيد.