وبالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية العاشرة لنشوب الأزمة السورية، خرجت المئات من نساء مدينة الرقة والمؤسسات المدنية في تظاهرة حاشدة واستنكرن جرائم العدوان التركي على المرأة واستذكرن شهداء الحرية والكرامة.
وتجمعت المتظاهرات أمام مبنى الهلال الأحمر الكردي رافعين شعارات دون عليها "برائحة عبق الياسمين نتابع مسيرة الشهداء، وطن برائحة الشهداء يغار منه الياسمين، سنبني سوريا بإرادة المرأة هفرين وناديا عهد نضالنا ودرب ثورتنا".
وانطلقت صوب دوار النعيم رافعات إشارة النصر ومرددات شعارات تستنكر الجرائم التي حيكت ضد المرأة خلال الاعوام السابقة وتحيي مقاومة الشهيدات اللاتي غيرن التاريخ بتضحياتهم الجسيمة.
ولدى وصول المتظاهرات إلى دوار النعيم، وقف الحضور دقيقة صمت لأرواح الشهداء، وتلاها إلقاء بيان باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل ألقتها ناطقة مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل رقية النمر.
وجاء في نص البيان:
نجتمع نساء الرقة وإدلب وكافة نساء عفرين وتل أبيض ورأس العين لنبيّن للعالم أجمع والنظّام البعثي المستبد أن معاناة أي امرأة سورية أينما كانت في أي جزء من الأرض السورية هي معاناة واحدة كوّن المرأة السورية أكثر من أعطت الثمن الباهظ ضمن الثورة السورية التي بدأت هبوب رياحها من تونس لتعلن نسائمها على إرادة الطفل حمزة الخطيب من درعا الأبيّة وعلمياً ندرك ماهية الترابط الروحي بين المرأة والأطفال، لهذا انطلقت المرأة لتكون في الطّليعة، ولكن للأسف اصطدمت بقوة وحشية وجبروت نظام مركزي مستبد لا يفرق بين طفل أو إمرأة أو شيخ وتعاملت بقمع وعنف شديد مع الحراك الشّعبي السوريّ.
فتحوّلت سورية إلى جغرافيا تستقطب الفصائل الإرهابية وتحوّلت الثورة عن مسارها السّلمي إلى مسار عسكري يتنازع الكل على السلطة لتكون المرأة والشّعب السوري أمام حالة نزوح وتهجير وقتل وذبح وتدمير للبنى التحتية، وفقدان الكثير من العوائل تحت القصف الممنهج ضد إرادة الشّعب، واعتقال الكثير من النساء السّوريات في المعتقلات السورية دون معرفة مصيرهنّ، وتزداد معاناة المرأة بالأخص في المناطق التي احتلتها تركيا، الدولة الإقليمية التي كان لها النصيب الأكبر في تغير مسار الثورة لتتعرض المرأة للاغتصاب والخطف والاعتقال التي تمثل الوجه الآخر لتنظيم داعش الذي مارس كل الأساليب الوحشية المناهضة للأعراف الأخلاقية والدولية.
وكل ذلك أمام مرأى المجتمع الدولي الذي لم يحاول التدخل وإيقاف هذه المعاناة وأصبح جزءاً من هذا الصراع الدائر في سورية، وظهر واضحاً عندما تم اغتيال الأمينة العامة لحزبنا على أيادي مرتزقة مدعومة من الدولة التركية ولم نر أي تصريح يدين هذه الحالة الإرهابية، كما تم قصف مخطط لثلاثة نساء مناضلات سوريات في مدينة كوباني يحملن بصمة تغيرات واضحة في تنظيم المرأة في شمال شرق سورية، ولم تكتف هذه الفصائل الإرهابية بهذا القدر من الجرائم لتركب جريمة اغتيال لا مثيل لها بحق الرفيقة هند عضوة حزبنا والمناضلة سعدة، كل ذلك كان هدفهم القضاء على إرادة المرأة في الحياة الحرّة وإفشال المشروع الديمقراطيّ
إننا مجلس المرأة لحزب سورية المستقبل في الرقة في الوقت الذي ننحني فيه أمام عظمة شهيداتنا وشهداء الحرية في سورية نؤكد رغم حجم المعاناة والمأساة السورية التي نعيشها، نرى بأن حزبنا يحمل الآمال والحلول في إنهاء الأزمة وإيصال شعبنا والمرأة السورية إلى بر الأمان وإرساء روح السلام والتسامح والثبات على الثوابت التي قدمها شهدائنا في حماية البلد والدفاع عنه من أية مخاطر والحفاظ على اللحمة الوطنية ووحدة الأرض السورية، وتحقيق حلم المرأة في التغير وأن تكون صانعة القرار في بلد كان مهد الحضارة وإعادة روح المرأة كالسابق لتكون الطليعة لتنظيم مجتمعها لبناء سورية المستقبل بروح وإرادة المرأة الحرّة.
نجدد العهد بالسير على خطى هفرين وناديا وكل شهيدات سورية حتى تحقيق مطالبنا السلمية في التغير نحو التحول الديمقراطي.
واختتم البرنامج بالوقوف وقفة احتجاجية على دوام النعيم وسط المدينة بالتزامن مع مرور 10 سنوات على الازمة السورية.