كوباني- الأنامل الكردية لم تتوقف يوماً عن ممارسة الأعمال اليدوية التي توارثتها من أجدادها بل مازالت هذه الأيادي تمارس بشغف تلك الأعمال اليدوية من قبيل نسج السجاد اليدوي الذي اشتهرت بنسج خيوطه الجدَات اللواتي كن مهد تحويل المواد الأولية الى صناعات قلبت اقتصاد أمم رأساً على عقب .
الأم عائشة الملقبة ب" عويش" مثالٌ حي من المناطق الكردية التي حافظات على طابع صناعاتها التراثية ,فهي إلى يومنا هذا ما زالت تقوم بحياكة السجاد بالطريقة البدائية في منزلها المتواضع والذي لا يسعها في الكثير من الاحيان لتحول بذلك مسافات من الحي الذي تقطنه والكائن بمنطقة كوباني إلى مكان يتناسب مع آلية عملها ,معتمدة على ادواتها البسيطة التي لربما في الكثير من الاحيان صنعتها بنفسها.
عندما توجهنا بالسؤال للأم "عويش" عن كيفية تأمين المواد التي تعمل بها أجابت: "موسم قصاص صوف الخراف منتشر في منطقتنا، حيث اجمع ما امكنني من الصوف, و ثم أغزله أنا وجاراتي لنحولها إلى خيوط نقوم بصبغها عن طريق الصباغ الذي نستخرجه من مواد نباتية كأوراق وقشور الجوز ونثبتها باستخدام قشور الرمان، وثم نقوم بتركيب هذه الخيوط على الادوات لتحويلها إلى السجاد لتباع في الأسواق".
اما عن ظاهرة النسج اليدوي للسجاد اضافت الام عويش:" سابقاً الأمهات كُنَا المصدر الذي يغطي احتياجات الأسواق من البضائع التي يتم إنتاجها في البيوت لتأمين المستلزمات الاساسية مما تصنعنه بأيديهن، ولكن في مراحل أخرى حاولت الدولة ان تستغل تلك الأيادي لتستفيد هي من المردود وتحتكره، ففتحت في منطقتنا معملاً للسجاد لكنه لم يدوم طويلاً جراء إجحافه لحقوق العاملات فيه. ونتيجة الاهمال ونقص الامكانات تحولت صناعة السجاد اليدوي إلى ظاهرة تمارسها القلة من الأمهات ".
وناشدت عويش المؤسسات المدنية التي يديرها الشعب الكردي في منطقة كوباني و على وجه الخصوص المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة لإعادة تفعيل الصناعات اليدوية بتشجيع النسوة الكرديات على ممارستها، وطالبت بتشكيل اتحادات لهن لما تتمتع به هذه الصناعات من أهمية كبرى في المحافظة على التراث الكردي ومساعدة الكثير من الايدي العاطلة عن العمل في توفير فرص تعيل بها أسرهن.