إنعقاد أول مؤتمر للمرأة الشابة في غربي كردستان

إنعقاد أول مؤتمر للمرأة الشابة في غربي كردستان



كوباني- تحت شعار "المرأة الشابة الواعية والمنظمة ضمان لتحقيق المجتمع الحر" وبانضمام 83 عضوة ممثلات عن كافة مناطق ومدن غربي كردستان ومدينة حلب ودمشق والرقة والحسكة، انعقد الكونفرانس الأول للمرأة الشابة في مدينة كوباني بتاريخ 9 من الشهر الجاري.

بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح جميع الذين فقدوا حياتهم في سبيل حرية وكرامة الشعب الكردي وعلى أرواح ضحايا الانتفاضة السورية، تناول الكونفرانس المواضيع الأساسية التي يتطلب مناقشتها والإقرار عليها، فتم التوقف على تطورات الوضع السياسي والاجتماعي والتغييرات التي تمر بها المنطقة بشكل عام.

من أهم النقاط التي تم الإشارة إليها في تحليل الوضع السياسي والتغييرات الحاصلة في المنطقة على الصعيد السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص، كان وضع الانتفاضة السورية التي أتخذت مجرى دمويا مع مرور الزمن نتيجة إصرار النظام البعثي على عدم خطو الخطوات الجدية على مسير التغيير الديمقراطي في البلاد، بدل ذلك حاول دائما الإطالة من عمره والحفاظ على ذهنية النظام الحزبي الواحد وإنكار الأطياف ومكونات الشعوب الاخرى، مما فتح الباب أمام حملات العنف وسفك الدماء. أكد الاجتماع إلى أن سياسة التدخلات الخارجية تسعى دائما إلى فتح باب الصراعات الدموية بين الطوائف والقوميات في المنطقة، إلى جانب تسيير سياسة الحرب الخاصة وحملة التعريب في البلاد من قبل النظام والمعارضة والقوى الخارجية في الزمن التوقيتي، ما هو إلا دليل على استمرار وتدويل سياسة إنكار الشعب الكردي أينما كان. بهذا بمكننا القول على أن حملة الهجوم على الثقافة يعتبر من أخطر حملات الصهر القومي التي تحدث في المناطق الكردية ويتم استخدام الشبيبة كوسيلة لتطبيق هذه السياسة، التأكيد على الهوية السورية دون التركيز على الهوية القومية يعني صهر الهوية الكردية ضمن البوتقة العربية. فتوحيد صفوف الشعب الكردي ضروري جدا لمحاربة هذه السياسات، كما أن هجوم الإسلام السياسي أيضا يعتبر نوع من تطبيق حملة الصهر القومي، لأن الإسلام السياسي أيضا لا يفرق بين الهوية الكردية والهوية العربية.وبتكليف من النظام البعثي القوموي والتركي تعطى الدروس الدينية من قبل الشيوخ بهدف إبعاد المرأة الشابة عن نهج الوطنية والانشغال بأمور الدين السياسي السلطوي فقط. ويهذا الخصوص وجه الكونفرانس النداء لكافة الفتيات بأن يكن حذرات من هذه السياسات وأن يحافظن على وطنيتهن ويناضلن في سبيل التحررالوطني والجنسوي. كما ندد الكونفرانس بسياسة العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي والمؤامرة الدولية التي لا تزال قيد التنفيذ إلى يومنا الراهن ووجه النداء لكافة الدول المتآمرة إلى مراجعة سياساتهم في مواجهة الشعب الكردي والاعتذار منه.

كما تم التوقف في المادة الثانية على الوضع الاجتماعي الذي تعيشه المرأة الشابة ضمن المجتمع، حيث أفادت الفتيات بأن النظام السوري لم يفتح المجال أمام المرأة الشابة كي تمارس هواياتها بشكل حر ضمن المجتمع وأن تكون لها هوية حرة وفرض القوانين الاجتماعية الصارمة عليها ضمن إطار العادات والتقاليد البالية التي تحرم الفتاة من ممارسة حقوقها الشبابية المشروعة في الحياة، فيتم تزويجها في سن مبكرة وتحرم من حق التعلم ونيل الشهادة الجامعية بحكم أنها تمثل الشرف وتجلب العار للعائلة إن ابتعدت عن المنزل، يفرض عليها الزواج القسري، استخدامها كوسيلة لنشر الدعارة والفساد الخلقي بين فئة الشبيبة ضمن المجتمع وذلك حسب خطط مدروسة من قبل النظام الحاكم وأعداء الشعب الكردي، حالة ضياع الشبيبة بين الحقيقة والصواب نتيجة الانقسامات الفكرية الحاصلة في البلاد، أي أن حالة العبودية التي تعيشها المرأة الشابة لا تزال عميقة جدا بسبب الحصار المفروض عليها، انعدام حملة التوعية والتدريب لديهن، هذا ما يؤثر على قدرة تطوير الخيال والتفكير بمستقبل أعظم. لذلك توصل الكونفرانس إلى نتيجة أن المرأة الشابة في غربي كردستان بحاجة ماسة إلى حملة توعية من الناحية الايديولوجية والفلسفية، بحاجة للبحث عن الحياة الحرة بعد أن تجيب على سؤال "كيف نعيش" ، هي الأكثر حاجة للتنظيم.

كما توصل الكونفرانس إلى رسم نظام داخلي لتنظيم لجنة المرأة الشابة ضمن منظومة شبيبة غربي كردستان، وضعت القواعد التي ستسير حسبها اللجان الإدارية والكومونات الخاصة بالفتيات في كافة قرى وأحياء المدن بحيث لا تبقى فتاة خارج إطار التنظيم. هذا وقد اتخذت العديد من القرارات الهامة بالنسبة للتنظيم، حيث تم إقرار التركيز على الوضع التنظيمي للمرأة الشابة وتشكيل لجانها الخاصة بشكل عاجل، كما قرر الكونفرانس بتسيير حملات احتجاجية على سياسة العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبد الله اوجلان ونشر أفكاره بين المجتمع. إضافة إلى القرارات المتعلقة بالفعاليات الرياضية وتسيير الدورات التدريبية الخاصة بهن. وضرورة الاهتمام بالفعاليات الفنية والثقافية وتطوير مجموعات الحماية الذاتية.

في نهاية الكونفرانس تم انتخاب هيئة إدارية تنسيقية مؤلفة من 11 عضوة ممثلة عن الفعاليات في مناطق غربي كردستان وبهذا حيى الكونفرانس العملية الاستشهادية للبطلة فيان صوران ومقاومة الشعب الكردي في غربي كردستان ضد كافة عمليات الصهر والعنف والاضطهاد والعبودية. كما حيى قائد الشعب الكردي عبد الله اوجلان ومقاومته داخل سجن إمرالي.