مظاهرات منددة باغتيال الإداريتين في إقليم الفرات ومنبج

خرج المئات من نساء مدينة كوباني وناحية صرين في مظاهرة نُظّمت للتنديد بجريمة اغتيال الإداريتين في مجلس الدشيشة، كما أصدر مجلس المرأة في منبج ومؤتمر ستار في عين عيسى بيانين منفصلين بهذا الصدد.

وتستمر ردود الفعل المحلية المنددة بجريمة اغتيال كل من الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة تل الشاير التابعة لناحية الدشيشة في مقاطعة الحسكة، سعدة الهرماس، ونائبة الرئاسة المشتركة، هند الخضير، بعد خطفهما يوم الجمعة، فيما أعلن مرتزقة داعش مسؤوليتهم عن جريمة الاغتيال.

وفي مقاطعة كوباني، نظم مؤتمر ستار مظاهرة في ناحية صرين، أكد فيها أن استهداف المرأة العاملة والناشطة هو استهداف للمجتمع الديمقراطي.

وتجمّع المئات من النساء، بالإضافة إلى أهالي ناحية صرين في مدخل الناحية، وانطلقن في مظاهرة تحت شعار "ضد قاتلي النساء عهدنا هو الانتقام"، مرورًا بالشارع الرئيس وسط الناحية وصولاً إلى بلدية صرين.

وهناك ألقت عضوة مجلس عدالة المرأة، فلك يوسف، كلمة باسم مؤتمر ستار قالت فيها "جئنا إلى هنا تنديدًا بالجرائم التي يرتكبها الفاشي أردوغان بحق المرأة والعداء المعلن من قبل حكومته لحركة المرأة الحرة ومسيرتها النضالية".

وأضافت "ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها النساء المناضلات بهذا الشكل، فمجزرة سلوبي ومجزرة باريس وحلنج واستهداف الرفيقة هفرين خلف، واليوم الرفيقة سعدة والرفيقة هند، ولكننا نقول له وللعالم كله إننا في شمال وشرق سوريا ثورتنا بدأت وستنتصر بقيادة المرأة حتى ننتصر". 

وانتهت المسيرة بترديد الشعارات المنددة بالجرائم التي تستهدف المرأة المناضلة من قبل ذهنيات الحكومات المعادية لحقوق النساء وتطلعاتهن لبناء مجتمع تشاركي توافقي بين الجنسين.

أما في منبج، فأصدر مجلس المرأة بيانًا، أدان فيه جريمة الاغتيال والقصف التركي على المدنيين في ناحية تل رفعت.

هذا ورفعت العضوات المشاركات في إلقاء البيان صور الإداريات اللواتي تم اغتيالهن، فيما قرأت الإدارية في مجلس المرأة، فادية رسول، البيان بحضور عضوات المؤسسات واللجان الخاصة بالمرأة، وذلك أمام مجلس المرأة.

وجاء في نص البيان:

"باسم مجلس المرأة في منبج وريفها، ندين ونستنكر العمل الإجرامي الذي قامت به المجموعات الإرهابية بحق رفيقاتنا وزميلاتنا سعدة الفيصل الهرماس وهند الخضر، والاعتداء التركي بالقصف على المدنيين في تل رفعت الذي راح ضحيته طفلان وامرأة، وهذه الأعمال الإرهابية تضاف إلى قائمة الإجرام التي تقوم بها الدولة التركية ضد الشعب السوري.

في الوقت الذي أظهرت فيه المرأة قوتها وإرادتها في مواجهة كل الظروف الصعبة التي تعاني منها في المجتمع، والإنجازات خلال السنوات الماضية بفضل ثورتها ضد الظلم والاستبداد، وحققت الانتصارات العظيمة، وهي في أوج عطائها ونضالها ضد الاحتلال التركي وما يقوم به من اعتداءات بحق المرأة، فاليوم تظهر اليد الخفية المدعومة من الدولة التركية، ألا وهي يد الغدر والعدوان وتمتد على المرأة التي أثبتت أنها قادرة على العمل والإنجاز وبناء بلدها ومجتمعها بعد الدمار الكبير الذي ألحقها بنا داعش.

إنهم يخافون من قوة المرأة ووجودها في أي مجال من مجالات العمل، فالمرأة التي واجهت وحاربت داعش وهزمته من مناطقنا، اليوم، تشكل خطرًا حقيقيًا على تلك العصابات والمرتزقة الذين يسعون جاهدين إلى كسر إرادة المرأة، ويظهرون حقدهم الدفين اتجاهها، وأكبر مثال سلسلة الاغتيالات التي يقومون بها كل فترة ضد المرأة.

واليوم خلايا داعش تتحرك وتقتل بوحشية الرفيقات هند وسعدة اللتين ناضلتا وعملتا من أجل العيش بكرامة، وليس بالجديد على الدولة التركية ومرتزقتها هذه الأفعال البعيدة كل البعد عن الضمير والإنسانية، فنناشد الدول والمنظمات الحقوقية، وخاصة النسائية، بالتدخل وإيقاف الدولة التركية عند حدها، ومنعها من انتهاك حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة.

سوف تكون أولئك الشهيدات دافعًا كبيرًا لنا نحن نساء منبج بشكل خاص ونساء شمال وشرق سوريا بشكل عام، ولن نخاف من أي تهديد أو اعتداء، ولأننا أصحاب حق، فإما أن نعيش على أرضنا بكرامة أو نُدفن تحت التراب بكرامة".

واختُتم البيان بترديد الشعارات التي تحيي مقاومة المرأة الحرة، ومقاومة الشعوب الحرة.

أما في عين عيسى، فقد ندد مؤتمر ستار في مقاطعة كري سبي بالجريمة البشعة التي طالت عضوات مجلس بلدة تل الشاير، وذلك خلال بيان قرأته عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة كري سبي، خلود الجدوع، بحضور كافة النساء العاملات في لجان مجلسي ناحية عين عيسى ومقاطعة كري سبي.

وأدان البيان الجريمة التي تعرضت لها كل من سعدة فيصل الهرماس وهند الخضير، اللتان طالتهما يد الغدر في الـ 22 من الشهر الحالي.

ولفت البيان إلى أن "هذه الجريمة تهدف إلى النيل من إرادة المرأة الحرة المناضلة، وإفشال انخراطها في ميادين العمل التي استطاعت أن تثبت جدارتها فيها، بعد أن انتزعت حريتها من الذهنية السلطوية الذكورية في الفترات الماضية".

واستنكر البيان "الهجمات التي تستهدف المرأة بالدرجة الأولى وريادتها للثورة".

ودعا البيان كافة النساء العاملات إلى "التحلي بالوعي الكامل لكافة المخططات الدنيئة التي تستهدف إرادة المرأة الحرة"، وتعهد مؤتمر ستار في ختام بيانه بالسير على خطا الباسلات حتى تحقيق أحلامهن في تحطيم القيود، والقضاء على الذهنية الشوفينية.

وفي السياق ذاته، أصدرت اليوم, منظمات المجتمع المدني في مدينة منبج وريفها، بيان إلى لرأي العام، أدان جريمة الاغتيال بحق الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة تل الشاير سعدة الهرماس ونائبة الرئاسة المشتركة هند الخضير.

وألقت البيان فاطمة الحميد، وذلك من أمام مبنى الاتحادات غرب مدينة منبج.

وأشار البيان إلى "نشاط خلايا داعش الإرهابية والتي تهاجم المرأة القيادية والعاملة في المؤسسات الإدارية بشكل خاص وممنهج ما أدى الى مقتل الرفيقات سعدة الهرماس وهند الخضير".

وأوضح أن "داعش تحاول كسر عزيمة المرأة الحرة ومحاربة نضالها وثنيها عنه، المرأة التي ناضلت وتناضل من أجل حرية شعبها، وقدمت وما زالت تقدم في سبيل ذلك كل ما تستطيع، المرأة التي تلعب دوراً فعالاً وأساسياً في كل الميادين الاجتماعية والسياسية والعسكرية والإدارية".

وأدان البيان وشجب "عمليات الاغتيال المنظم والعنيف ضد المرأة وكافة أفراد المجتمع"، وأكد أن "الاحتلال التركي وداعش وجهان لعملة واحدة فهما يشتركان بذات الأساليب الإرهابية".

وأهاب البيان الشعب "وكل القوة السياسية والمجتمعية أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه الاعتداءات وإفشالها بمزيد من الوحدة والتلاحم".

وذكّر البيان بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال التركي في بلدة تل رفعت في الـ23 من كانون الثاني الجاري، وندد بها، ودعا المجتمع الدولي "لاتخاذ موقف حازم ضد جرائم الإرهاب الداعشي التركي وضد الاعتداءات التركية المستمرة على مناطقنا".