مؤتمر ستار ينهي المرحلة الأولى من حملة "لا للاحتلال والإبادة" ويعلن عن المرحلة الثانية

عقد مؤتمر ستار اليوم، في مدينة قامشلو ندوة حوارية، ألقى خلالها بياناً، أعلن فيه عن اختتام المرحلة الأولى من حملة "لا للإبادة والاحتلال معاً نحمي المرأة والحياة"، والبدء بالمرحلة الثّانية.

ونظّم مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو ندوة حوارية في صالة زانا بمدينة قامشلو، بمشاركة عضوات وإداريات التنظيمات النسوية في شمال وشرق سوريا وممثّلات عن مكاتب المرأة في الأحزاب السياسية، والمؤسّسات المدنية المعنية بخصوص المرأة.

وضمّت النّدوة محورين أساسيّين؛ المحور الأول حمل عنوان "الاحتلال إبادة المرأة"، أمّا المحور الثاني فتحدّث عن الانتهاكات والجرائم بحقّ المرأة.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت، ثمّ تحدّثت في المحور الأوّل، عضوة الهيئة التنفيذية لمجلس حزب الاتحاد الديمقراطي فوزة يوسف، وقالت: " المرأة تعرّضت للاستعباد عبر تاريخ البشرية، ولا تزال تتعرّض إلى الآن للعنف من قبل النظام الذكوري، فهي ضحيّة هذا النّظام الذي يؤثّر بشكل مباشر على المرأة".

ونوّهت فوزة: "هناك أساليب مختلفة لممارسة العنف على المرأة، فلا يمكن أن يكون هذا العنف دائماً جسديّاً، وإنّما هو فكريّ وذهنيّ ونفسيّ أيضاً".

وأشارت فوزة إلى انتهاكات مرتزقة داعش بحقّ المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، وقالت: "انتهاكات داعش في المنطقة تعتبر جريمة وإبادة بحقّ كافّة النساء في العالم، لأنّها ركّزت بشكل كبير على النساء، وذلك لإسقاط المجتمع".

أمّا في المحور الثاني فأُدير من قبل عضوتي مركز الأبحاث والجرائم بحقّ المرأة مزكين حسن وعطية يوسف، وقد عرضتا في هذا المحور بعض الحلول للحدّ من الانتهاكات والعنف المرتكب ضدّ المرأة في سوريا، وقالتا: "يجب العمل مع الضحايا وفق مقاربة "الضحية أوّلاً" وتقديم جميع الخدمات المساندة التي تحوّل الضحية إلى ناجية، وإيجاد جهات توثيق موثوقة تعمل وفقاً للمعايير الدولية، حتى يمكن استخدام الأدلة لاحقًا في التحقيقات الجنائية".

وتابعتا: "ويجب مواصلة تدريب الكوادر العاملة في مجال توثيق جرائم العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ولا سيّما حول كيفية إجراء تحقيقات حسّاسة مع الضحايا من أجل الحصول على التفاصيل اللّازمة للإجراءات الجنائية، لتحقيق العدالة للناجيات".

ثمّ فُتح باب النقاش مع الحاضرات لاقتراح الآراء لحلّ مشكلة العنف ضدّ المرأة في شمال وشرق سوريا.

"البدء بالمرحلة الجديدة من حملةلا للإبادة والاحتلال"

وفي ختام النّدوة الحوارية أصدر مؤتمر ستار بياناً إلى الرّأي العام، يعلن فيه انتهاء المرحلة الأولى من حملة "لا للإبادة والاحتلال معاً نحمي المرأة والحياة"، والتي بدأت في تشرين الثاني 2019، والبدء بالمرحلة الثّانية للحملة، والكشف عن أهم الفعاليات والأنشطة التي عقدت خلال المرحلة الأولى من الحملة.

وجاء في نصّ البيان:

"في خضمّ الأحداث التي يشهدها العالم، وعلى كافّة الأصعدة السّياسية والعسكرية والأمنية، وما أحدثته ثورة المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا وما حقّقته من إنجازات ومكتسبات على كافة الأصعدة وفي مقدّمتها محاربة الذهنية الذكورية السلطويّة، وضمان حقوق المرأة في العقد الاجتماعي وخاصّة فيما يتعلّق بنظام الرئاسة المشتركة ونسبة المشاركة التي وصلت إلى 50% متفوّقة بذلك على جميع الدول التي تدّعي الديمقراطية.

 وبنفس الوقت تحوّلت الثورة إلى إلهام وأيقونة ورمز لتحرر جميع نساء العالم، وبناءً على الميراث والمكتسبات التي حقّقتها المرأة لضمان استمرارية حقوقها في سوريا المستقبل أطلقت ثلاثون منظّمة وحركة ومؤسّسة نسوية، حملة تحت شعار "لا للاحتلال، سنحمي المرأة والحياة"، خلال الفترة الممتدة ما بين 8 9 2020 م ولغاية 11 1 2021م.

وفي مناطق شمال وشرق سوريا، كان الهدف من الحملة التنديد وفضح جميع ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته في المناطق المحتلة من أرضنا، حيث وصلت تلك الانتهاكات ذروتها بالتعدّي على الطبيعة من شجر وحجر وبشر والتي عانت من هذه الممارسات اللاأخلاقية في صميمها المرأة والطفولة حيث مارس المحتل التغيير الديمغرافي وتزييف التاريخ والحقائق.

فمن خلال هذه الحملة أصرّت المرأة على الاستمرار بالنضال ورفع مستوى المقاومة ضدّ هذه الممارسات وفضحها للعالم لأنّ هذه الممارسات لا تنمّ عن أي أخلاق إنسانيّة.

"أهم الفعاليّات والأنشطة التي عقدت خلال المرحلة الأولى من الحملة"

•عقد ثلاثين ندوة حوارية في مناطق شمال وشرق سوريا حول العنف بكافة مجالاته، بالإضافة إلى عقد ثلاث ندوات عبر برنامج zoom بمشاركة واسعة من النساء في الخارج حول الموضوعات التالية (الحوار الكردي – الكردي، العنف في الدول العربية، الاحتلال التركي).

•حملة تواقيع لأجل فضح الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال التركي ومرتزقته ومساندة ودعم وحدات حماية المرأة (YPJ) بمشاركة 368 شخصية و31 منظمة.

•الإعلان عن مبادرة نسائية تضمّ 34 منظمة وحركة نسائية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمغرب، تم إطلاقها في تاريخ 12/تشرين الأول/2020 في ذكرى استشهاد الرفيقة هفرين خلف، تم الإعلان عنها في بيان رسمي.

•إعداد ملفّات عن الانتهاكات التي حدثت بحقّ المرأة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها وعلى هذا الأساس تم إرسال ملفّ عن شهداء قرية حلنج إلى الجهات المعنية ومازال هناك ملفّات قيد العمل سيتم الإعلان عنها عند الانتهاء من إعدادها.

•توزيع أربعمائة بروشور للتعريف بانتهاكات وممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته.

•المشاركة بالعشرات من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تداعيات الاحتلال ودوره في استعباد المرأة وتعنيفها.

•عرض فلم وثائقي في مخيمي واشوكاني وسردم عن الهجرة والعنف الممارس بحق المرأة.

•عقد عدة فعاليّات ونشاطات في مخيّمات مناطق شمال وشرق سوريا بمناسبة يوم الطفل العالمي والتطرّق إلى سبل وكيفية حماية الطفولة وخاصة أثناء الحروب وكما تخللتها نشاطات ترفيهية للأطفال وتوزيع الهدايا عليهم.

•القيام بمسيرات جماهيرية في جميع مدن وبلدات مناطق شمال وشرق سوريا بتاريخ 25تشرين الثاني في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والمطالبة الفورية بإيقاف العنف ضد المرأة ومحاسبة الجناة.

•كما وثّق مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا انتهاكات الاحتلال التركي بحق المرأة والتي بلغ عددها 88 حالة قتل، 140 حالة خطف، 497 حالة تعنيف وإيذاء. كما وثّق مجلس عدالة المرأة 56 حالة قتل و23 حالة اغتصاب، و26 حالة انتحار، 11 حالة خطف، و24 حالة تحرّش حصلت في مناطق شمال وشرق سوريا، موثّقة بالصور والأسماء والفيديوهات إلى كافّة الجهات المعنية من المؤسسات والمنظّمات الحقوقية والإنسانية والنسوية.

•إرسال العشرات من رسائل الشكر لمنظمات نسوية دعمت حملتنا.

•بالمقابل تلقّينا العشرات من رسائل المنظمات النسوية للتهنئة بالمؤتمر الثامن لمؤتمر ستار، وأبدت دعمها ومساندتها لنا. وكان هناك الكثير من الفعاليات على مستوى المؤسسات والمنظمات النسائية.

"الخلاصة"

والخلاصة التي خرجت بها هذه الفعاليات والأنشطة بأنّ استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته كانت بيئة خصبة لضمان استمرار الانتهاكات والعنف بحقّ المرأة واستعبادها وهي بنفس الوقت تهديد لثورة المرأة والنيل من مكتسباتها وتهديد لأمن واستقرار المرأة داخلياً وعالمياً.

لذلك وحتّى نتمكّن من حماية مكتسبات المرأة وضمان استقرارها وعيشها بكرامة سنستمرّ في نضالنا بروح المرأة المناضلة وعلى درب الشهيدات وبرمزية الثامن من آذار كيوم عالمي للمرأة والقدرة على تغيير الذهنية الذكورية من خلال عقد هكذا فعاليات والاستمرار في توثيق الانتهاكات حتى إنهاء الاحتلال بإطلاق الحملة الثانية خلال الفترة الممتدة ما بين 17كانون الثاني ولغاية 17 نيسان2020".

ANHA