مؤتمر ستار: بإرادة المرأة الحرة سننهي سياسات الإبادة والاحتلال والعزلة

هنأ مؤتمر ستار عبر رسالة قدوم الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة الكادحة، وقال: "بإرادة المرأة الحرة سننهي سياسات الإبادة والاحتلال والعزلة".

وجه مؤتمر ستار رسالة دعم وتضامن إلى التنظيمات النسائية حول العالم، بارك من خلاله قدوم الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة الكادحة.

وكان نص الرسالة كالآتي:

"بداية وبمناسبة قدوم يوم ٨ آذار اليوم العالمي للمرأة. يوم المقاومة والنضال، حيث يرتفع فيه صوت النساء المنادية بالحرية والحقوق ليعم صدى أصواتهنّ جميع أصقاع العالم.

إن هذا اليوم الذي يشهد فيه تظاهرات واحتجاجات نسائية عالمية وتحالفاً نسوياً مشتركاً يُعدّ مكسباً حققته النساء عبر مسيرتهن الطويلة من النضال الثوري وإرثاً تاريخياً، وذلك من خلال التضحيات الجسام التي قدمتها النساء، وفي هذه المناسبة، نستذكر جميع المناضلات والشهيدات اللواتي ضحّين بأنفسهنّ في سبيل تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الجندرية والسلام والديمقراطية، أمثال روزا لوكسمبورغ، أولمبيا داغوغس، ساكنة جانسيز، ليلى قاسم، مينا كيشوار، شيرين أبو عاقلة وجينا أميني وآرين ميركان، كما ونحيي مقاومة ونضال جميع الناشطات والثوريات القابعات في السجون، والمتمردات على الأنظمة القمعية والديكتاتورية، ونهنئ كافة نساء العالم بيوم 8 آذار، وتحت الشعار الذي أطلقته النساء في روج آفا وشمال وشرق سوريا "بإرادة المرأة الحرة، ننهي سياسات الإبادة والاحتلال والعزلة".

ها قد مر عام آخر مليء بالمنجزات والمكتسبات حققته النساء بنضالهنّ، إلا أن ذلك يواجه بكثير من التحديات والمخاطر الجدية، هدفت إلى تقويض الحراك النسائي وتطلعاتها من أجل الحرية. فلا بدّ من الإشارة أنه يفترض مع تقدم العلم والتكنولوجيا، والذي كان يجدر أن يصبّ في خدمة المجتمعات وتحقيق الأمن والسلام، إلا أن الحداثة الرأسمالية جعلت من العلم أداة لتطوير الأسلحة الفتاكة، فيومياً نشهد ابتكار المزيد والمزيد من الأسلحة وتنفق الدول ميزانيتها التي كان يفترض أن تقدم من أجل توفير الخدمات للمجتمع وتحقيق حياة أكثر رفاهية وأمناً من  شراء الأسلحة، إن السعي إلى تحقيق المزيد من الربح والهيمنة والحرب والاحتلال، نابعة من الذهنية الذكورية السلطوية التي يكون فيها الأطفال والنساء والمجتمعات هم الضحايا، وبالدرجة الأولى يتم استهداف النساء، والتي تُعدّ المستعمرة الأولى، ذلك لأن الأنظمة الذكورية والعنصرية والدينية والرأسمالية كلها تحاول استعباد النساء أولاً.

ولأن مستوى حرية وتقدم المجتمعات يرتبط بمدى حرية وتقدم المرأة، فمن خلال كسر إرادة المرأة يريدون كسر إرادة المجتمعات وخلق مجتمع القطيع، فإننا رأينا العام الفائت اندلاع المزيد من الحروب الإقليمية والعالمية والتي نتجت عنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة المرأة وإبادة جماعية وبإشكال مختلفة كما في كردستان وفلسطين وسوريا والسودان واليمن وإيران وأفغانستان وأمريكا اللاتينية.

وتمت في هذه الحروب استهداف النساء القياديات والرياديات في المجتمع وارتكاب المزيد من التهجير والاغتصاب والخطف والقتل بحقهن، وذلك لسلب كل ما حققته النساء خلال تاريخهن النضالي والعودة بهن إلى العصور الجاهلية وبأشكال أكثر تطرفاً وعنجهية، وتحت مسمى الدين والعادات وبأيدي القوى الرأسمالية التي هي بذاتها تخلق الحروب في المنطقة وتسعى إلى تفكيك المجتمع وتهدف إلى إفراغ ثورة المرأة من محتواها.

وللتصدي لكل هذه الحروب والاحتلال ولمواجهة التحديات والمخاطر التي نواجهها من قبل النظام الفكري القمعي الذكوري التي نظم نفسه لآلاف الأعوام، والتي تخشى على كينونتها وترى في مكتسبات المرأة خطراً على وجودها، وبوسائل أكثر فتكاً يواجه النضال النسوي. لذا علينا كنساء أن ندرك هذه الحقيقة وننظم أنفسنا من كافة الجوانب فكرياً واجتماعياً وسياسياً ونطور أساليب الحماية ونقوي تكاتفنا وتحالفنا. ونرفع وتيرة نضالنا بروح ثورة المرأة، الحياة، الحرية. ونجعل كل لحظاتنا نضال ومقاومة؛ ففي كل لحظة تقتل فيها عشرات النساء على مستوى العالم.  لذا هذا ما يستوجب علينا أن نجعل من لحظاتنا نضال ومقاومة. ونوسع من أفق نضالنا ليتجاوز النطاق المحلي والإقليمي وليصبح نضالاً عالمياً. ونتحمل كمنظمات نسوية المسؤولية الملقاة على عاتقنا ككل، وذلك بمساندتنا ودعمنا وتقوية أنظمتنا الدفاعية في سبيل حماية مكتسبات وميراث تاريخ حرية المرأة؛ لنسطر بذلك معاً تاريخ حرية المرأة، ونسعى لتحقيق حياة أكثر أمناً وسلاماً وعدلاً خالياً من الحروب والنزاعات والاحتلال، ونجعل من القرن الحادي والعشرين قرناً لتحقيق حرية المرأة على أساس مبدأ الكونفدرالية الديمقراطية".