"مؤتمر الاتحاد الوطني للمرأة سيكون الأساس لحل القضية الكردية وقضية المرأة"

أشارت عضوة مكتب العلاقات في مؤتمر ستار، أمينة أوسي إلى مؤتمر الاتحاد الوطني للمرأة، مؤكدة أن هذا المؤتمر سيكون الأساس لحل قضية المرأة والقضية الكردية.

شهد وضع النساء في سوريا تغيّرات كبيرة بالتزامن مع سقوط نظام البعث ومجيء هيئة تحرير الشام إلى سدة السلطة، وبدلاً من أن يحصلن على حقوقهن وحرياتهن، سُلبت حقوقهن بشكل متزايد أكثر من ذي قبل. وبقيت تحركات النساء وحياتهن ضمن الحدود والسجلات التي وضعتها سلطة هيئة تحرير الشام. من جانبها، تحدثت أمينة أوسي، عضوة مكتب العلاقات في مؤتمر ستار، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن وضع المرأة في سوريا وأهمية وحدة المرأة.

 

وتطرقت عضوة مكتب العلاقات في مؤتمر ستار، أمينة أوسي، في مستهل حديثها، إلى بداية انطلاق الثورة السورية وريادة المرأة ضمنها، وقالت بهذا الصدد: ''منذ العام 2011، تولت المرأة الريادة للإطاحة بالنظام البعثي، الذي كان بلون واحد وصوت واحد، وكان وجود المرأة وقرارها مغيباً فيه، ولكن بعد عودة الثورة وخضوعها لخدمة دول خارج سوريا وظهور المجموعات المسلحة إلى الواجهة، انسحبت وتراجعت العديد من النساء السوريات، ولذلك، يمكننا القول إن المرأة هي التي تألمت وعانت أكثر من غيرها جراء الحرب المستمرة منذ 14 عاماً، ومن ناحية أخرى، كان هناك وضع مختلف في مناطق شمال وشرق سوريا، لأنه تمت حماية المرأة في الكثير من الجوانب وقامت النساء بتنظيم أنفسهن، حيث كان بمقدور المرأة أن تشغل مكانتها في كافة مجالات الحياة وتتمتع بإرادة وشخصية قوية".   

ولفتت أمينة أوسي الانتباه إلى مرحلة الإطاحة بالنظام البعثي، وتابعت قائلةً: "'مثلما فرح الشعب بسقوط نظام البعث، فرحت المرأة أيضاً بذلك، ولكنها كانت فرحة يتخللها الخوف، وكانت تدور في ذهنها حسابات كثيرة، لأن ذهنية الذين حلوا محل نظام البعث تجاه قضية المرأة تختلف من حيث الهدف عن ذهنية نظام البعث، وإن لم تكن أسوأ، فإلى أي درجة ستكون جيدة؟ وكل هذه النقاط تثير وتطرح تساؤلات في ذهن المرأة، ومن ناحية أخرى، إلى أي مستوى ستتناول مجموعات هيئة تحرير الشام، التي تتبنى أيديولوجية إسلامية متطرفة، مسألة الحريات والحقوق التي ستتمتع بها المرأة، وإلى أي مدى ستفي بمسؤوليها تجاه المرأة ومجتمعها ووطنها وعائلتها؟ فكل هذه الأمور تصبح موضع خطر وقلق، وتثير حفيظة المرأة، في حين أن المجموعات المرتزقة جعلت النساء كسلعة يكسبون من خلالهن المال".  

وبيّنت أمينة أوسي أنه تم تحديد إطار للمرأة منذ بداية سلطة هيئة تحرير الشام في سوريا، مضيفةً: "منذ اليوم الأول لتوليها السلطة في سوريا، قامت هيئة تحرير الشام بتقييد النساء بمعايير معينة، حيث ألزمت وأملت معاييرها على المرأة، انطلاقاً من شكلها وهيئتها الخارجية إلى تنقلها من مدينة إلى أخرى، وعلاوة على ذلك، حتى لو أرادت المرأة أن تفعل شيئاً ما، فلا ينبغي لها أن تتجاوز المعايير المحددة لها، وقد أفضت هذه القرارات الصادرة إلى زيادة مخاوف النساء، وتسببت في دفع كافة النساء السوريات إلى البحث عن كيفية صون حقوقهن ضمن الدستور بالتزامن مع هذه التغييرات، وقد تولت المرأة الكردية أيضاً القيادة لذلك الأمر منذ بداية اندلاع الثورة، أما بالنسبة لمؤتمر ستار والمنظمات في مناطق شمال وشرق سوريا، فقد اتخذوا بالفعل خطوة إلى الأمام في البداية، حيث أصدر نشر مؤتمر ستار منذ البداية إعلاناً لتحديد مستقبل المرأة، كما عُقدت مشاورات وحوارات موسعة للمرأة، وفي الوقت نفسه، جرت مباحثات ولقاءات مع النساء السوريات، واليوم أيقنت المرأة السورية أن مفتاح الحل يتمثل في إيجاد حل لقضية المرأة، وإذا لم تُحل قضية المرأة، فمن غير الممكن تحقيق الديمقراطية وترسيخها في سوريا".

وأكدت أمينة أوسي أنه على الرغم من كل هذه الممارسات، فإنه لا بد من خوض نضال قوي من خلال تكاتف النساء، وأردفت قائلةً: "حتى يكون شكل ورأي المرأة هو التعبير الأكثر دقة عن الديمقراطية السورية، يجب على نساء سوريا إن يتوافقنَّ بقوة على مبادئ معينة مع كل المكونات والطوائف، حيث كان في شمال وشرق سوريا تكاتف ومباحثات من هذا النوع بين جميع النساء، واليوم هذا التكاتف الذي أنشأناه من خلال تنظيمنا ضمن سياق جغرافي ضيق، كيف سيكون بمقدورنا أن نجعله نموذجاً لكل سوريا حتى تتمكن كل نساء سوريا من خوض نضال قوي معاً في هذا النموذج المستقل، ويتمعنَّ بآرائهن وحقوقهن؟".

وأوضحت أمينة أوسي أن مساعيهن للوصول إلى نساء سوريا ومناقشة قضايا المرأة معاً هي مساعي جادة، وقالت بهذا الخصوص: "لقد خضنَّ النضال لسنوات بإصرار كبير لإحداث التغيير، ومن يطالب بالتغيير أكثر من غيره هي المرأة، ولهذا، سنعزز نضالنا بقوة لإدراج المكاسب التي حققناها في دستور يصون ويحمي هذه المكاسب، ولذلك، لدينا نشاط وعمل موسع مع كافة نساء سوريا، فالقضية الكردية هي قضية مهمة، حيث إن عدم حل القضية الكردية في سوريا سيؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في سوريا، ولهذا السبب، من الضروري حل القضية الكردية على قدم من المساواة، وانطلاقاً من هذا الأساس، هناك مساعي حثيثة تُبذل لبناء الوحدة الكردية، وقد اقترب هذا العمل من خواتيمه وشارف على الانتهاء، ولا بدَّ من تأسيس رؤية سياسية كردية موحدة من أجل مستقبل وحل القضية الكردية".

وكشفت أمينة أوسي أن يجري عمل ونشاط موسع من أجل وحدة النساء، وتابعت قائلاً: "مع خطوة توحيد الرأي الكردي، خطت المرأة الكردية أيضاً خطوة إلى الأمام وشكلنَّ لجنة لزيارة جميع الاتحادات والمنظمات السياسية والاجتماعية النسائية والشخصيات المستقلة والمثقفين والنساء البارزات اللاتي لديهن دور في المجتمع الكردي، وأخذ آرائهن، حتى نقوم كنساء بواجبنا تجاه النظام المستقل والنظام العام، ولذلك، فإن المرأة الكردية من خلال وحدتها يمكنها أن تكون قوة وسنداً قويا بحيث تقود المجتمع الكردي بشكل عام نحو الوحدة، وعلى هذا الأساس، لدينا تحضيرات لعقد مؤتمر للمرأة قبل انعقاد مؤتمر الوحدة الكردي العام، حتى نتمكن من إيفاد المندوبين للمؤتمر العام بعدد النساء اللواتي سيحضرنَّ هذا المؤتمر، حيث أن القرارات التي سيتم اتخاذها والمبادئ التي سيتم التوافق عليها فيما يتعلق بالمرأة وحقوق المرأة سيتم تضمينها في الآراء السياسية في المؤتمر العام، حتى في حال حدوث حوار ما، تظل حقوق المرأة مضمونة بموجب الدستور".

وقد قيّمت أمينة أوسي عمل المؤتمر الوطني للمرأة بشكل موسع، وقالت بهذا الصدد: "سيشارك في هذا المؤتمر ممثلات المرأة من كافة المؤسسات والمنظمات والمبادرات التي تم تطويرها، حيث يبلغ عدد النساء المشاركات في المؤتمر قرابة 400 امرأة، فاليوم، إن واقع منطقتنا وواقع الشعب الكردي يجعل الذهاب نحو الوحدة أكثر أهمية من أي شيء آخر، وفي الوقت الذي يتم فيه إعادة بناء التوازن في سوريا، كيف سيمثل ممثلو الشعب الكردي هناك الشعب الكردي برؤية مشتركة؟ إننا نولي أهمية كبيرة لهذه القضية، حيث ستتم زيارة كافة المؤسسات والمنظمات النسائية قبل انعقاد المؤتمر، وستُؤخذ آرائهن من الجانب السياسي والجوانب الأخرى، وسيكون الشعب الكردي والمرأة الكردية قوة بحد ذاتهم من خلال وحدتهم، وسيساهمون في تعزيز التحالف مع النساء من المكونات الأخرى بشكل أقوى. فالوحدة الكردية ستقوي سوريا."

ولفتت أمينة أوسي إلى أهمية انعقاد المؤتمر الوطني للمرأة في هذا التوقيت، مضيفةً بالقول: "في الوقت الحالي، تمرُّ سوريا بمرحلة جديدة، حيث لم يتم بعد كتابة وسن قوانينها، ولا تزال هناك سياسة إقصاء الشعب الكردي من العديد من القضايا، ولهذا، من المهم بناء الوحدة الكردية ووحدة المرأة الكردية وطرح رؤيتهم بقوة من أجل إيجاد الحل".

ودعت أمينة أوسي جميع النساء إلى تعزيز الوحدة، واختتمت حديثها بالقول: "هذا المؤتمر سيرسل رسالة مفادها أن جميع المكونات قادرة على بناء وحدتها والتواصل مع بعضها البعض، بحيث يتم بناء وحدة المرأة السورية انطلاقاً من ذلك".