مؤتمر ستار: مؤتمر "الحوار الوطني" هو رفض واضح لحقوق المرأة ودورها السياسي والاجتماعي

انتقد مؤتمر ستار استبعاد النساء والقوى الديمقراطية الحقيقية مما يسمى بمؤتمر "الحوار الوطني" الذي انعقد في دمشق، الثلاثاء، واصفاً ذلك بأنه إعادة إنتاج لنظام قائم على التمييز، ورفض واضح لحقوق المرأة ودورها السياسي والاجتماعي.

أصدر مؤتمر ستار بياناً أكد فيه رفضه أن يكون مستقبل سوريا مرهوناً بسياسات إقصائية كرّست معاناة النساء لعقود، واصفاً ما جرى في مؤتمر "الحوار الوطني" بأنه "استمرار لنهج تهميش النساء واستنساخ مشوه لفشل قديم".

ولفت البيان مؤتمر ستار بان: " نتائج مؤتمر الحوار الوطني كشفت مجدداً عن عقلية الإقصاء والإنكار التي لطالما كانت السبب في أزمات سوريا".

وأردف البيان: "ففي وقت تحتاج فيه سوريا إلى مشروع وطني حقيقي يعبّر عن جميع أبنائها وبناتها، نجد أنفسنا أمام مشهد مكرّر، حيث تُعاد صياغة السلطة بأدوات قديمة، ويُفرض الواقع نفسه بوجوه جديدة، لكن بعقلية لم تتغير، عقلية تقصي النساء وتهمّشهنّ، وكأن أصواتهنّ وتضحياتهنّ لم تكن يوماً جزءاً من هذا النضال الطويل".

مؤكداً أنّ "ما شهدناه في هذا المؤتمر لا يعبّر عن الإرادة الحقيقية لشعب عانى من القمع والاستبداد، بل هو محاولة مكشوفة لإعادة إنتاج نظام قائم على التمييز، حيث يتم التعامل مع النساء وكأن وجودهنّ في الحياة السياسية مجرد تفصيل، أو صورة تُستخدم لتجميل مشهدٍ زائف".

وقال مؤتمر ستار في بيانه: "لكننا نرفض أن نكون مجرد واجهة لمشاريع لا تعترف بنا ولا تعطي لحقوقنا أي وزن. لسنا أرقاماً تُضاف إلى قوائم الحضور، ولسنا شهود زور على عملية سياسية عقيمة تُعيد إنتاج التهميش وتكرّس سياسات الإقصاء".

وتابع: "لقد وقفت النساء في مقدمة النضال، قاتلن ضد الاستبداد والتطرف، دفعن الثمن الأكبر من النزوح والاعتقال والاغتيال، ورغم ذلك لا يزال مصيرهن يُقرَّر في مؤتمرات مغلقة، دون أن يُمنحن حق التعبير عن قضاياهنّ، ودون أن يكون لهنّ دور حقيقي في صياغة مستقبل هذا البلد. كيف يمكن الحديث عن حل سياسي، بينما يتم استبعاد نصف المجتمع؟ كيف يُبنى مستقبل سوريا فيما تُقصى النساء اللواتي حملن العبء الأكبر في الحرب والسلام على حد سواء؟

إننا في مؤتمر ستار، وكحركة نضالية تؤمن بأن لا حرية لشعب دون حرية المرأة، نؤكد أننا لن نقبل أن يكون مستقبل سوريا مرهوناً بالسياسات ذاتها التي أنتجت معاناة النساء لعقود. إن ما جرى في مؤتمر الحوار الوطني هو استكمال لنهج تهميش النساء، وإقصاء القوى الديمقراطية الحقيقية، واستمرار للعقلية الذكورية التي لم تتعلم من دروس الماضي. هذه ليست خطوات نحو الحل، بل نحو تعميق الأزمة، وهذه ليست بداية جديدة، بل استنساخٌ مشوّه لفشل قديم".

مؤكداً أن أي مؤتمر يُعقد دون النساء، دون تمثيل حقيقي وصوت مسموع، هو مؤتمر غير شرعي، وأي عملية سياسية لا تأخذ في الحسبان نضال النساء وتضحياتهنّ، هي عملية ميتة قبل أن تبدأ. لن نسمح بأن تُفرض علينا خيارات لا تمثلنا، ولن نصمت أمام هذه المشهد السياسي التي تحاول دفن حقوقنا وإرادتنا تحت ستار "التوافقات" المزعومة.

نحن النساء، لسنا هامشاً، ولسنا بديلاً، نحن أساس الحل وجوهر الديمقراطية، ومن لا يرى ذلك، فهو لا يسعى إلا لإعادة إنتاج الاستبداد بوجهٍ جديد".