تربه سبيه - المراكز والأكاديميات التدريبية منذ بداية التاريخ وحتى يومنا هذا كانت أهم المؤسسات لتدريب وتوعية المجتمع، وخاصةً التي تُعنى بشؤونه مباشرة، فلها من المهام التاريخية ما يؤهلها لقيادة المجتمع وتوجيهه. ومراكز المرأة المُفتتحة اليوم في غربي كردستان تُعتبر خير ممثلة لتلك المهام. من بينها مركز تدريب وتوعية المرأة في منطقة تربه سبيه.
فمركز المرأة في مدينة تربه سبيه مثال حي على قدرة المرأة على قيادة المجتمع من خلال مراكزها التي تُنظم فيها ذاتها، من خلاله تنظم المرأة في تربه سبيه دورات تدريبية خاصة بالنساء والفتيات وحتى كِبار السن، ذلك لترسيخ نظام جديد للمجتمع يستند إلى جوهره الحقيقي، تكون المرأة الواعية والساعية لحريتها المحور فيه.
بعد افتتاح المركز في المنطقة، بدأ بتأدية مهامه الأساسية كتنظيم الاجتماعات الخاصة بالمرأة وفتح دورات تدريبية لتوعيتها. فقد وضع لهذا المركز برنامج خاص لتنظيم المرأة وحل المشاكل التي تعاني منها واعطاء الدروس والمحاضرات حول المرأة والعائلة والمجتمع ووسائل الحرب الخاصة المفروضة على المجتمع، إلى جانب عقد العديد من الندوات الصحية والاجتماعات المختصة بشؤون المرأة.
وعن سبب افتتاح مركز المرأة وأهميته في مدينة تربه سبيه تحدثت نارين أحمد رئيسة مجلس المرأة قائلة: "سابقاً كُنّ غير واعيات لأهميتنا كنسوة وحتى إننا لم نكن نعي كيفية حمايتنا لذاتنا، أما الآن فالوضع مختلف حيث مستوى التوعية لدى المرأة في منطقتنا وخاصة من قِبل النسوة اللواتي يزرن المركز في ازدياد".
كما ودعت إلى ضرورة توجه جميع النسوة إلى هذا المركز لحل مشاكلهن وتجاوز مسائل الجهل وتوعية ذاتهن من جميع النواحي وأكدت على: "إننا نُرحب بكل من تريد أن تتكاتف أيديهنّ مع أيدينا كنسوة كرديات، فلا فرق أو تمييز لدينا سواءً كُنا عرباً أو كرداً أو أشوراً وسرياناً، فكل ما نقوم به لأجل ترسيخ نظام فعال خاص بالمرأة في المجتمع".
ومن جهتها قالت مقبولة حسن عضو لجنة الصلح في مجلس المرأة: "في المركز نحل المشاكل المتعلقة بالمرأة والمجتمع وخاصة العائلة، بالطرق المناسبة بهن دون تدخل أي رجل في شؤونهن".
ونوهت فراشين عفرين عضو اتحاد ستار إلى طبيعة العمل السائد في المركز قائلةً: "المركز مفتوح في أغلب الأوقات وقد وُضع برنامج خاص لتدريب المرأة الشابة، بالإضافة إلى فتح دورات تدريبة لأعضاء مجالس المرأة في نواحي المنطقة ولأمهات السلام، وعقد الاجتماعات واعطاء محاضرات خاصة بالمرأة الشابة".
والجدير بالذكر أن افتتاح مراكز المرأة في غربي كردستان جاء كخطوة لتطبيق فعلي لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي طرحته حركة المجتمع الديمقراطي لغربي كردستان، وتفعيلاً لدور المرأة الكردية في المجتمع والتي خطت بفضل افتتاح هذه المراكز خطوات نوعية في مجال توعية المرأة.