منظومة المرأة الكردستانية تدعو إلى تصعيد النضال المشترك

دعت تنسيقية منظومة المرأة الكردستانية إلى زيادة النضال المشترك مع بداية العام 2021 ضد الدولة التركية القمعية والتي لها نفس ذهنية داعش في الحرب والفوضى، وليكون العام الجديد حاسماً ومهماً.

أصدرت تنسيقية منظومة المرأة الكردستانية بياناً مع نهاية العام 2020 واستقبال العام الجديد دعت فيه إلى تصعيد النضال لمواجهة الفاشية وتحقيق العدد من المطالب.

وجاء في نص البيان:

"نحن في وقت باتت فيه أعمق أزمة في تاريخ البشرية وشيكة، هذه العصر لا يشبه أي عصر آخر، في هذا الوقت تحاول قوات الدولة والسلطات التأثير على نظام الاستبداد الذي تمارسه في كل جانب من جوانب حياة المجتمع وعلى العقل البشري، ولذلك تظهر المشاكل، ففي كل بلد يوجد ضائقة كبيرة وعميقة لم تحل، أظهرت الأحداث في الآونة الأخيرة مع حقيقة فيروس كورونا الوضع الإنساني للعيان، وكيفية تعامل الدولة والسلطات مع المجتمع، حيث سقطت أقنعة الدول بالكامل مع السياسات الدينية والقومية والمتحيزة جنسياً التي تخفي وجه الشخصية الذكورية الفاشية، فقد استخدمت الدول فيروس كورونا ضد النساء والإنسانية بأبشع الطرق قمعاً وقسوة.

كردستان في مركز الأزمة والفوضى الإنسانية

النظام الرأسمالي الحديث لا تستطيع حل مشاكل البشرية والمرأة، يستمد عقليته من الشخصية الذكورية المتسلطة، هذا النظام لا يعرف إلا نهب المجتمع والحرب والإخلال بتوازن الطبيعة والبطالة والتجويع والتهجير، انتظار المساعدات من الدولة تعني انتظار المساعدة من قاتله. 

كردستان التي هي مركز الحرب العالمية الثالثة، هي في الحقيقة مركز الأزمة والفوضى، جميع العقد في الشرق الأوسط، وفي كردستان، هي ضمن نضال الحرية للمرأة الكردية.

  وقفة ومقاومة قائدنا عبد الله أوجلان في سجن إمرالي تاريخية، ليس للشعب الكردي فحسب، بل للمرأة ولشعوب الشرق الأوسط ولشعوب العالم قاطبةً، المرافعات في إمرالي، والنموذج الديمقراطي والبيئي والتحرري لقائدنا، والكونفدرالية الديمقراطية، ونموذج الأمة الديمقراطية التي تم انشاؤها بقيادة المرأة، هي الطريق الوحيد للتخلص من هذه الأزمات على أساس الحرية الإنسانية، حركة حرية كردستان التي تتطور بقيادة قائدنا عبد الله أوجلان في كردستان، وحركة حرية المرأة الكردية، تلعب دوراً رائداً في خلق الحداثة الديمقراطية للإنسانية.

ولهذا فقد مضى العام 2020 بالنسبة لشعبنا وللمرأة بقرارات كبيرة ومقاومة بطولية، ونظم نفسه ضد الدولة التركية الفاشية المتمثلة في تحالف حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، في مرحلة طارئة بدأت المقاومة، فقد قادت المرأة في عام 2020 نضال الحرية والمقاومة في أجزاء كردستان الأربعة وفي أوروبا وكافة أرجاء العالم.

احتجزت المرأة في المنزل بسبب فيروس كورونا وتعرضت للعنف

المرأة بحجة انتشار وباء كورونا وفي جميع أنحاء العالم، احتجزت في المنزل وأصبحت في مواجهة العنف والاعتداء من قبل الرجل، البقاء في المنزل الذي هو الحل الوحيد للنظام في مواجهة وباء كورونا، كان السبب في عدم إيجاد الحلول للمجتمع وللمرأة بشكل خاص، تمت محاولة قمع المرأة المعارضة والمقاوِمة التي تقود القوى الديمقراطية والحرية في العالم، من خلال التعجيز والتضييق عليها، ورغم الظلم والقمع ضدها لم تتخلى عن المقاومة والانتفاضات في العام 2020، وواجهت سياسة سلطة الرجل في النظام الرأسمالي الحديث، ومارست المقاومة في كل الأوقات وأصبحت أملاً ومصدراً للمنفعة البشرية.

قدمت تضحيات كبيرة في عام 2020 في حفتانين والعديد من الأماكن، واستشهدت الكثيرات من رفيقاتنا القياديات في هذه الحرب كليلى آغري وزين وآريا وأسمر وسما كوجر ودوغا، كما أصبحت المرأة الوطنية والمقاتلة والقياديات الكرديات أهدافاً خاصة لدولة الاحتلال التركي، بهذا الشكل قاموا بمفهومهم في الإبادة، في شمال كردستان تم اعتقال آلاف النساء، فقط لأنها طالبت بحياة حرة ومساوية مع الرجل وناضلت من أجلها، تم الاستيلاء على مكاسب المرأة واحداً تلو الآخر، وتم النظر إلى نظام الرئاسة المشتركة كأنها جريمة، في شمال كردستان وعفرين تم الاعتداء على المرأة الكردية واغتصابها في إطار سياسة الحرب الخاصة من قبل المرتزقة والضباط وموظفي الدولة التركية، كما أرادوا أن يدمنوا المرأة الكردية على المخدرات وتشغيلها في البارات وتحويلها إلى عميلة.

ولكن رغم الضغوط والتعذيب والهجمات الشديدة، فقد قاومت المرأة الكردية بروح فدائية وبمقاومة لا هوادة فيها في طلب الحرية ومن أجل وجودها، وقامت بوظيفتها القيادية في المقاومة ضد الفاشية والشعبوية واليمينية العالمية.

المرأة الكردية قاومت بطرق متعددة

قاومت المرأة الكردية في وروج آفا وشمال وجنوب كردستان ضد الدولة التركية، التي لا تعرف أية أعراف ولا تحمل أي رابط بالإنسانية، هي الأكثر فاشية واضطهاداً، كما قاومت المرأة الكردية النظام الإيراني، باعتبارها المعارضة الرئيسية في إيران.

لذلك نرحب بالعام 2021 بروح مقاومة كبيرة، وسنكافح ونناضل لأجل أن يصبح هذا العام عاماً لتجسيد شجاعة وتضحيات المرأة لرفع وتيرة النضال ضد الفاشية والرجعية والعمالة، ولا شك أن العمل لأجل حرية القائد والمرأة وشعبنا وجميع الشعوب، ستكون على رأس أولويات فعالياتنا الاجتماعية والسياسية والبيئية والعسكرية، وسنحقق النصر بكل تأكيد.

نناشد شعبنا العزيز وجميع شعوب ومعتقدات الشرق الأوسط:

إننا ندخل عاماً هاماً وحاسماً للغاية، يجب أن نُصَّعِد من نضالنا المشترك ومقاومتنا ضد الدولة التركية التي لها عقلية وسياسات داعش التي جلبت الحرب والفوضى باستمرار إلى الشرق الأوسط، ونُطور التحالفات المشتركة ضد دولة الاحتلال التركي التي احتلت الأناضول ومزوبوتاميا. 

بصفتنا النساء الكرديات، سنواصل قيادة المقاومة في كل زمان ومكان، وعلى هذا الأساس لا بد لنا من ردع سياسات الاحتلال والاستغلال المفروضة على الشرق الأوسط، والتي تتعايش مع هذه الأحلام العثمانية الجديدة، ولنعمل معاً بمقاومتنا المشتركة وفعالياتنا وتنظيمنا، لإفشال سياسات الاحتلال والإنكار والإبادة والصهر القومي والثقافي المفروضة على شعوبنا.

ولِنُصَّعِد مقاومتنا في جبهات الحرية والديمقراطية، مع الترك والفرس والعرب والشركس والأرمن والسريان والآشور واللاز والعلويين واليارسان والمسلمين وجميع الشعوب والمعتقدات.

مناشدة لنساء العالم

سيكون القرن الحادي والعشرين قرن حرية المرأة، إن النظام الذكوري المهيمن يعيش أسوأ أزمة في تاريخه الممتد لخمسة آلاف سنة، وهو يسعى إلى إطالة عمره من خلال تحديث نفسه وإعادة إنتاج ذاته وتنشيط نظام هيمنة أكثر تطوراً، ولكن ذلك لم يعد ضمن الممكن، لأن حقيقة المرأة الواعية والمنظمة في العالم تتطور بقوة، دعونا نطور تنظيمنا ونضالنا المشترك ضد الدولة والقوى الاستغلالية، بصفتنا رواد الحرية، المقاومة الكبرى تكون بوحدة النساء ونضالهن المشترك، والحياة الحرة البديلة تقوم على هذا الأساس، ستكون النساء الكرديات ونساء العالم في طليعة المقاومة ونضال الحرية في العام 2021 بروح فدائية.

سنحقق النصر في العام 2021 بمقاومتنا ونضالنا وتنظيمنا وتحالفاتنا المشتركة ومفهوم الدفاع المشروع، ونحن على يقين أن النصر سيكون حليف المقاومة، وعلى هذا الأساس نبارك العام الجديد للقائد عبدالله أوجلان ولجميع النساء وشعبنا وشعوب العالم، ونقول: "قد حان الوقت لهزيمة الفاشية ورميها في مزبلة التاريخ".