وحضر الندوة عضوات المؤسّسات واللّجان الخاصة بالمرأة التابعة لإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها, وممثّلات عن الأحزاب السياسية، إضافة إلى حضور ضحايا التهجير القسري كشهود عيان على انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته في مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض.
هذا، وتضمّنت الندوة ثلاثة محاور أسياسية منها التهجير القسري وأهدافه وأبعاده, كشف المؤامرة التركية في عملية نبع السلام والتغيير الديمغرافي, انتهاكات الاحتلال التركي بحقّ المدنيين عامّة والمرأة خاصّة.
وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت, ثمّ شرحت ياسمين قوجو الناطقة الرسمية باسم مركز دراسات الجنولوجيا في مدينة منبج وريفها المحاور الثلاثة.
المحور الأول: التّهجير القسري، أهدافه وأبعاده وتداعياته
فتحدّثت ياسمين عن قام الاحتلال التركيّ باستغلال الحرب الدائرة في سوريا وشنّ هجوم على الشّمال السّوريّ واحتلاله وتغيير التركيبة السكّانية بعد تهجير السكّان من مناطقهم لتوسيع رقعة سيطرته ونفوذه بغية إعادة أمجاد الدولة العثمانية.
وأشارت ياسمين: "بأنّ الاحتلال التركي عمل على محو تاريخ شعوب المنطقة، وخلق العداء الدائم بين هذه المكوّنات، وذلك من خلال تهجيرهم واستحضار أناس آخرين للعيش في منازلهم ممّا يؤدّي إلى محو الثقافة وإبادتها وضياع الهوية لضمان الصراعات المستدامة سياسيّاً واجتماعيّاً في الشّمال السوري".
وعن تداعيات التّهجير القسري الذي خلّفه الاحتلال التركي، قالت ياسمين: "هو هدم المنازل وقتل وتشريد الكثير من أبناء المنطقة وغياب الأمن والأمان في تلك المناطق والإجراءات التعسّفية من اعتقال وسلب واغتصاب والسيطرة على الممتلكات الخاصّة وحرمان الأطفال من التعليم ممّا أثّر بشكل سلبيّ على مستقبلهم وضياع جيل كامل".
المحور الثّاني: كشف مؤامرة الاحتلال التّركيّ من عمليّة نبع السّلام وسياسة التّغييرالدّيمغرافيّ
وقالت ياسمين: "لقد بدأ الاحتلال التركي ومرتزقته في التاسع من أكتوبر عام ۲۰۱۹ هجومه على مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/ تل أبيض بعد سلسلة من الانتهاكات الموجّهة من قبل تركيا باجتياح هذه المناطق، بعملية سمّيت (نبع السلام)، حيث كان الهدف منها كما زعموا، إنشاء منطقة آمنة شرقي وغربي نهر الفرات".
وتابعت ياسمين: "إنّ القوات التركية قامت بالدخول غير الشّرعي إلى الأراضي السورية عقب انسحاب القوات الأمريكية منها ممّا يوضّح كشف المؤامرة الدولية التي تُحاك ضدّ سوريا، فبدأ الغزو التركي بالقصف العشوائي والمدفعي والطائرات الحربية والاعتقالات العشوائية واستخدام أبشع الوسائل الوحشية ممّا نشر الذعر والرعب بين الأهالي، فالقصف كان موجّه ضد المدنيين العزّل".
ونوّهت ياسمين: "بعد السيطرة على المنطقة تمّ إرغام الأهالي الذين بقوا في مناطقهم على الهجرة وترك بيوتهم, فسارعت تركيا ومرتزقتها إلى الاستيلاء على بيوت المدنيّين وحجزها ونهب الممتلكات العامّة والخاصّة".
المحور الثالث: انتهاكات الدّولة التركيّة بحقّ المدنيّين عامّة والمرأة خاصّة
وأشارت ياسمين إلى أنّ الاحتلال التركيّ بعد شنّه عملية (نبع السلام) على مدينتي سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض هجّر أكثر من 1220 عائلة إلى مدينة منبج والطبقة وكوباني والقرى التابعة لها.
وأضافت ياسمين: "إنّ الحرب القائمة ليست على مكون واحد فقط، بل هي على جميع المكونات في مناطق شمال وشرق سوريا، لكن الضرر الكبير كان من نصيب النساء والأطفال، فبيمنا كانت المرأة هي أساس تكوين مجتمع حرّ خالٍ من العبودية أصبحت هنا الهدف الأول في الحرب وإعادتها إلى السّلطة الذّكوريّة".
ومن ثمّ اختتمت النّدوة بالنّقاش مع الحضور، حول تلافي تلك السياسات التي تستهدف المرأة، والّتي هي أولى الضّحايا.
ANHA