و للوقوف على أوضاع المرأة ودورها بعد تلك الكارثة، تحدثت وكالة فرات للأنباء (ANF) مع السيدة عائشة البرغثي مديرة إدارة شؤون المرأة بالجيش الوطني الليبي والتي أكدت أن المرأة الليبية طوال تاريخها صامدة وشجاعة، وهي الآن تقف إلى جانب قواتها المسلحة لمداواة الجراح العميقة التي خلفتها مأساة الإعصار التي لم يراها الليبيون من قبل في تاريخهم.
إلى نص الحوار
*كيف تصفين لنا الأوضاع بعد إعصار دانيال؟
- الموضوع كارثي ومأساوي بمعنى الكلمة، مدينة درنة تعاني للغاية والنزوح كبير، وهناك أناس بها داخل المدارس كمأوى لهم والبعض التجأ لأقاربهم، وهناك نازحين بأعداد كبيرة في الشرق الليبي، لقد رأينا بنايات ارتفاعها 14 طابقاً سويت بالأرض وهناك أعداد كبيرة من الجرحى والمفقودين والوفيات، ولهذا فإن الوضع كارثي ونترحم على الشهداء ونتمنى الشفاء للجرحى وعودة المفقودين، وأن تمر علينا هذه المحنة بأقل خسائر للشعب الليبي.
*ماذا عن الدور الذي قامت به المرأة في إطار هذه الكارثة؟
- بصفتي مديرة إدارة شؤون المرأة الليبية بالقيادة العامة للجيش الليبي فإننا مهتمين بدور المرأة والطفل، لأن لدينا وفيات بين الأطفال وهنا أطفال توفيت عائلاتهم بالكامل، ودور المرأة هنا كبير جداً قبل هذه المأساة وبعدها، حيث تواجدت المرأة بشكل مميز ووقفت على قدم وساق مع القوات المسلحة الليبية، كما أن دورنا حالياً عمل إحصاءات حول النازحين والوقوف على احتياجاتهم ومتطلباتهم. المرأة الليبية في الوقت الحالي لا سيما النازحات لديهم صدمة من الكارثة التي حدثت في درنة أو المنطقة الشرقية وبالتالي وضعها مأساوي ومحزن، ولهذا شكلنا عدة لجان من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين للتعامل مع تلك الحالات، وأيضاً نقدم الدعم والإعانات والإغاثة اللازمة بالكامل، وهنا نتوجه بالشكر لرجال القوات المسلحة الذين تداعوا من كل حدب وصوب لتقديم الدعم والمساعدة، وكذلك كل الليبيين الذين قدموا الإعانات والإغاثة، ونتقدم بالشكر كذلك لكل البلدان التي وقفت إلى جانب ليبيا ومدينة درنة التي لم تشهد من قبل كارثة بهذا الحجم.
*ما الذي سيتم تقديمه حالياً للنساء اللواتي ترملن أو الإناث اللواتي يتمن؟
- بالطبع نحن نقوم بتشكيل لجان من إدارة شؤون المرأة بالقيادة العامة وبعدة مؤسسات وجهات وسيكون هناك حصر كامل بأعداد الشهداء والجرحى والمفقودين والنازحين، وسيتم إعداد مقترحات لحل مشكلاتهم، ودراسة كاملة للتعامل مع كافة مشكلاتهم الاجتماعية والنفسية والمادية، وهناك نساء بين النازحين وقد تم توفير كافة الإمكانيات التي يحتاجونها للإعاشة وكافة احتياجاتهم.
*كيف وصلتي إلى منصبكِ هذا في الجيش الوطني الليبي؟
- قد كلفت من القيادة العامة للجيش الليبي بقرارين الأول في 2019 منسق عام لتمكين المرأة الليبية وقمنا بعمل كبير، والتكليف الثاني كان في عام 2021 وكان لأول مرة يتم إنشاء إدارة شؤون المرأة في الجيش الليبي ودوري كان تولي تلك الإدارة التي تعتني بشؤون المرأة الليبية بالكامل وتمكينها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتقديم كافة المقترحات التي تهم المرأة في كل المجالات، والتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى بشأن أوضاع المرأة، أيضاً متابعة أوضاع زوجات وأمهات وبنات الشهداء.
وقد وصلت إلى هذا المنصب بعدة أعمال، وقبل كل شيء كنت أعمال متطوعة من أجل الله والوطن، وقد قمت بعدة أمور خلال تواجدي في مصر على سبيل المثال مع القبائل المصرية والليبية، ففي عام 2014 بمدينة الإسكندرية أعددنا تكريماً لضحايا وشهداء حرب أكتوبر 73 وعدد من الشخصيات الليبية التي شاركت فيها. وقد تواصل معي عدد من شيوخ القبائل في مطروح وعدة مناطق أن أكون منسقاً عاماً للمرأة في إطار العلاقات المصرية – الليبية. أيضاً كنت المرأة الوحيدة في ملتقى زعماء ومشايخ القبائل الليبية عام 2015، وكنت بلجنة الصياغة وكنت حاضرة جميع الاجتماعات التي تسعى للم الشمل والمصالحة بعد مراسلتي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع المصري كل التحية لهم وطلبت منهما تنفيذ هذا الملتقى لدعم الوحدة والمصالحة الليبية ولم الشمل وقمنا بعمل كبير وكنت المرأة الوحيدة في لجنة الصياغة التي أصدرت عديداً من النقاط الهامة منها دعم الجيش الليبي، كما عملنا على قانون العفو العام وعدد من الأمور التي تهم الدولة الليبية.
*هل تقبل المجتمع الليبي فكرة قيادة امرأة لمنصب يتبع الجيش؟
- نعم كان هناك تقبل لذلك جداً، ومشاركة المرأة في مثل هذه المناصب كان موجوداً من قبل، والمرأة موجودة حالياً بقوة في كافة مؤسسات الدولة وتعمل بكل ضمير، والمرأة الليبية شجاعة وصامدة وتاريخياً وفي كل المراحل كان لها دوراً كبيراً لا سيما المساندة في مواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية سواء كانت المرأة عسكرية أو حتى في إطار دورها المدني. وقد ساندت الجيش الليبي ووقفت على قدم وساق في مواجهة التنظيمات الإرهابية، فقد كانت النساء تساعدهم في جميع المجالات.