كوباني - منذ بداية الثورة السورية وثورة الشعب الكردي في غربي كردستان، والمرأة الكردية تُشارك فيها بفعالية، فقدمت الكثير من التضحيات اضافة لانضمامها القوي للثورة، وكانت اول من احتملت مرارة فقدان اولادها وزوجها، فهي التي شاركت جنبا الى جنب مع الرجل سواء في النشاطات الديمقراطية من مظاهرات وترسيخ مؤسسات نظام الادارة الذاتية الديمقراطية. كما واخذت على عاتقها حماية مناطقها فكانت السباقة للانضمام الى وحدات الحماية المدنية.
الام شمسة عيسى البالغة من العمر خمسة وستون عاماً من احدى نساء غرب كردستان، والتي بلغت مأساتها حداً لا يُطاق، حيث فقدت اثنين من أبنائها وحفيداً لها كان يقوم بالخدمة الالزامية في جيش النظام السوري.
تتحدث عيسى عن فقدانها لثلاثة من فلذات كبدها في يوم واحد قائلة: "بينما كنا ذاهبين أنا وابني مظلوم ودليل لإحضار جثمان حفيدي حقي الذي كان يخدم في محافظة اللاذقية، وعند وصولنا إلى اللاذقية اخبرونا بأن جثمان حفيدي أُرسل إلى حلب، وفي طريق عودتنا، تعرضت سيارتنا عند مدخل حلب الغربي لإطلاق النار".
واضافت عيسى قائلةً: "أدى اطلاق النار على سيارتنا إلى فقداني لابني دليل، حيث اخبرني ابني مظلوم الذي كان يجلس إلى جانبي بأن دليل توفي. وبعد عدة دقائق لاحظت أن مظلوم ايضاً مُصاب، فحملته إلى جانب الطريق ليفارق بعده الحياة هو أيضاً".
واكدت عيسى قائلةً: " بعد فقداني لولديّ بقيت هناك ليلة في العراء لا يوجد أحد برفقتي سوى جثمان أولادي، الى ان بزغ الفجر فقام احد المواطنين بمساعدتي".
وحول مُصابها تضيف عيسى: " فاجعتي كبيرة، لا يمكنني التحدث عنها ولكنني اقول لكل الامهات دائماً كُنا متحملات للالام ودائماً قلنا لا للظلم فلنتكاتف لنمنع نزف دماء ابنائنا على ايدي النظام وجلاوزته".