كركي لكي ـ عندما بدأ الفن مسيرته في الحياة لم تكن إلا مسيرة أخلاقية بالدرجة الأولى. انطلق ضمن أهداف إنسانية غايته الحفاظ على الجهد الإنساني وتوظيفه في خدمة المجتمع للحفاظ على روح المودة والتآخي والسلام لصقل الوعي الإنساني في المجتمعات البشرية وإدخال المحبة إلى قلب الإنسان أينما كان.
وفي لقاء لمراسلة وكالة فرات للأنباء مع الرسامة لورين عبد الرحمن علي وهي شابة في ريعان شبابها إلا أنها لم تكن كسائر الشابات صاحبة موهبة لا يملكها الغير، فهي خريخة معهد الرسم وتقوم بعملية الرسم بواسطة الفحم والألوان الزيتية وتنقش على العظام ومثل هذه المواهب عائدة ما تكون نادرة من نوعها.
حيث أن أغلب لوحات الرسامة لورين مرسوم عليها صور تعبر عن آلام المرأة ومعاناتها وبشكل خاص المرأة الكردية. باعتبارها عانت ومازالت تعاني من نظرة المجتمع لها.
ومنذ صغر سنها رافقها هذا الحلم الإنساني وهو نقل كل ما يجري في داخلها للجميع عن طريق رسمها. والدافع القوي الذي جعل لورين تحترف في هذه الموهبة هي الإرادة القوية التي كانت تمتلكها.
وتتحدث لورين علي عن فنها وكيفية ابتداءها بالرسم والذي شجعها على الرسم على الألواح والعظام والجبسين قائلةً: "منذ ان كنت صغيرة كنت ألعب بالطين وأعمل منه أشكال غريبة، إلا أن أمي كانت تأخذ مني الطين لكي لا ألعب به. وكنت أذهب مرة أخرى وأعود بقطعة أخرى لبدء بعملي، وفي كل مرة كانت تأخذ مني وأنا كنت أعيدها. وهكذا رافقني هذا الخيال الطفولي إلى أن درست مادة الرسم في معهد الفنون".
وتتابع علي "الألواح التي أرسمها غالباً ما تكون من خيالي ومن الواقع والظروف التي نمر بها، كل الألواح التي أرسمها هي عن المرأة وشعبي وقضيتي. الحياة هي التي تعلمنا أن نعبر عن ما يجري في داخلنا عبر أحاسيسنا ومشاعرنا"، ولعل أكثر لوحاتها التي تلفت الانتباه كانت لوحات باسم "السلطة، المرأة المستعبدة، نظرة القادة السوريين للثورة السورية".
وأكدت علي بأن الفن عبارة عن ثقافة أخلاقية لدى الشعب الكردي على مر التاريخ وخاصة بالنسبة للمرأة الكردية وهي الرائدة للثقافة الكردية. معبرةً عن فرحها باللقاء بها وإعطاءها الفرصة لتعبير عن كل تفكر به وكل من يمتلك هوية كهذه.