حلب- تحوز الثقافة في حياة الشعوب على مكانة بارزة. فمحاولات الشعب الكردي في حماية ذاته عبر ثقافته تعتبر مقاومة كُبرى اتجاه عملية الصهر الممنهجة التي طبقت عليه.
تعتبر المراكز الثقافية التي افتتحت من قبل حركة المجتمع الديمقراطي في غربي كردستان مرحلة تحول كبيرة على دروب مقاومة الشعب الكردي اتجاه الصهر المفروض.
افتتح مركز جميل هورو في مدينة حلب منذ سنة ونصف فكان السباق في احتضان الثقافة الكردية كونه المكان الأول المفتتح باسم الثقافة الكردية في المدينة وحتى في كافة المدن السورية.
يضم المركز فروع وأقسام عدة تشمل التراث الكردي وفنه، ويدرب فيه كل من يرغب بتقوية ذاته في أي مجال يرغب تعلمه سواء كان غناء أو موسيقى أو دبكات الشعبية أو الرسم.
عن أهمية الحفاظ على الثقافة الشعبية تحدثت وحيدة عفريني عضو تنظيم اتحاد ستار والمسؤولة عن المركز قائلةً: "كون ثقافتنا تجسد الأخلاق والقيم التي أصبحت جزءاَ من الحياة المعاشة إضافة إلى أنها تعبير عن مبادئنا علينا حمايتها والاهتمام بها وتطويرها وجعلها نمطاً لحياتنا".
تطرقت عفريني إلى دور المرأة في تطوير الثقافة متحدثة:" إن كان تراثنا قد وصل إلى يومنا الراهن بالرغم من عدم كثرة تراث مكتوب فيعود الفضل فيه إلى المرأة وخاصة الأم منها، فالثقافة قريبة كل القرب من المرأة، بل أن المرأة بجهدها لها دور بارز في إحياء وإدارة ونشر ثقافة مجتمعنا في كل بقعة من الأرض. لذا عليها إبراز دورها لتأخذ مكانها اللائق فيها".
وعن إقبال النسوة الكرديات على التردد للمركز وآلية تنظيمهن لأنفسهن أردفت:" الكثير من المناضلين من أمثال المناضلة سوزا ويكتا اللذين عملوا في غربي كردستان لإحياء ثقافتنا وفننا ، استشهدوا في سبيل تحقيق وطن حر،سنتخذ من جهودهم قوة وعزيمة لنا في استكمال نهجهم. واليوم ننتظم نحن النسوة في هذا المركز ضمن الكثير من مجالاته فهناك مجموعات نسائية للغناء كفرقة المناضلة برجم ونأخذ مكاننا ضمن فرق الدبكات سواء كانت لكبار العمر أو لليافعين كما انه للأطفال دور حيث تتواجد فرقهم الغنائية الخاصة بهم".
وعبرت الشابة ليلى مصطفى والعضو في فرقة برجم الغنائية عن سرورها بافتتاح مركز يحتضن الثقافة والفن الكردي ويقدمها من أوسع أبوابه".
وعن عملها في فرقة المركز أضافت مصطفى:" فرقتنا فرقة نسائية لها العديد من النشاطات وكما لها بعض الأغاني الخاصة بها كما نعمل الآن على تأليف أغاني أخرى".
ويشهد مركز جميل هورو في حلب منذ تأسيسه إقبالا كبيراً من قبل النسوة للتسجيل فيه.