تربه سبيه تتميز مناطق غرب كردستان بتعايش عدة شعوب وثقافات إلى جنب بعضها البعض كالشعوب الآرية الكردية والشعوب السامية "العربية والأشورية والسريانية".
حيث التداخل والتواصل أصبح سمة فيما بينهم فاختاروا ثقافات ولغات ومعتقدات بعضهم البعض بدون أي ضغط بل بشكل تلقائي وأخذت العلاقات بين تلك الشعوب أبعاد روحية وثقافية مشتركة.
تربه سبيه من تلك المناطق الكثيرة في غربي كردستان التي يعيش فيها الأهالي حياة مشتركة، تحولت بارتباطها كتلاحم الظفر باللحم. ولعلَّ المرأة الكردية هي أكثر من يُمثل هذه الحالة لطبيعتها البعيدة عن العنصرية، فلها لغتها وهي الإخوة والتعايش السلمي.
نساء تربه سبيه رفضنَ الطائفية وما يُقال عنه بالحرب الأهلية وقُلنا كلمتهن بكل إيمان وثقة. سعدية حميد العموش امرأة عربية الأصل تعيش في بيئة نصف كردية ونصف عربية، أكدت على ان العلاقة بينهم وبين القوميات الأخرى مبنية على المحبة والتآخي والمودة:" إن الأخوة بين شعوب منطقة تربه سبيه لها علاقة قديمة منذ الأزل، فهناك رابطتين تربط بين القومية الكردية والقومية العربية وهي رابطة الدين ورابطة الزواج، أما ارتباطهم بالأديان الأخرى هي رابطة الأخوة والجيرة".
وفي سياق شكل التعايش المشتركة تفيد حميد من خلال بعض الأمثلة الحياتية:" للمنطقة أنواعاً من المناسبات تشهد مشاركة واسعة بدون النظر إلى انتمائهم الديني أو القومي".
أما نصيبة فعبرت عن رأي المرأة الكردية بهذا التآخي قائلة: "أحيا في حارة غالبية سكانها من الطائفة السريانية، إلا أن علاقتنا قائمة على الاحترام المتبادل والمحبة والتآخي، فالكثير من الحوادث التي حدثت معنا وقف جيراننا السريان بجانبنا، عند وفاة زوجي كانوا من الأوائل الذين أتوا لمساعدتنا في مراسم الدفن والقيام بواجب العزاء، فكيف لي أن أنسى مساعدتهم تلك".
وقد أكدت هدية وهي امرأة كردية من الديانة الزردشتية على أن "العلاقة بين الأديان في هذه المنطقة مبنية على المحبة والتآخي واحترام العادات والتقاليد فلنا بعض عاداتهم في الأعياد التي حاول البعض تحريفها، إلا أن الوئام في المنطقة بين الأهالي منع حدوث خلافات بيننا بالعكس كان التفاهم هو السائد".
ويبقى هنا السؤال أين هو مكان تلك الإشاعات التي يُروج لها البعض في سوريا وغربي كردستان عن انشقاقات في النسيج الاجتماعي للشعوب المُعاشة في سوريا؟. وهل ستنفع بمواجهة كل هذه العلاقات المتينة بين الأثنيات والشعوب في المنطقة؟.
ملاحظة: ارسلنا مقطع الفيديو العائد الى التقرير الى صندوق تربه سبيه مع العلم بأن المقطع هو كخبر وكملف خاص أيضاً.