المرأة مبدعة الاقتصاد

المرأة مبدعة الاقتصاد



تربه سبيه- المرأة منذ بداية التاريخ وحتى يومنا هذا كانت القوة العاملة والمنتجة الأولى في المجتمع الإنساني، فهي أول من قامت بإدارة البيت وتربية الأطفال ورعايتهم والاهتمام بشؤون بيتها واقتصاد بيتها، إلا أن الأيادي المتحكمة والذهنية الرجولية استطاعت التحكم بها والحكم على جهدها وعرق جبينها.

رغم تلقي المرأة لعديد من الصعوبات من الناحية الاقتصادية، وإبعادها عن الاقتصاد بشكل كامل إلا أنها مازالت حتى يومنا هذا تناضل وتجهد من أجل أخذ اقتصادها بيدها، فاليوم نرى في العديد من المدن والأماكن المرأة تقوم بإدارة بيتها رغم تحكم الرجل فيها، فنرى أنها تشتغل في الأعمال اليدوية وفي الحقول، وتفتح محلات للألبسة أو تشتغل مهن أخرى لتؤمن على نفسها وتؤمن اقتصاد منزلها.

فخلال لقائنا مع عدة نسوة تحدثت لنا السيدة إسراء محمد: "إنني اخترت الانخراط في مجال التجارة، ولكنني واجهت صعوبات كثيرة من قبل العشيرة ، فمازالت أحيا في المجتمع تسيطر عليها العادات والتقاليد البالية المُجحفة بحق المرأة". وحول مدى الفائدة التي تلقتها من العمل قالت: " العمل أضاف لشخصيتي الكثير، فالعمل هو كيانٌ للمرأة".

أما همرين مراد التي اختارت العمل في معرض لبيع الفساتين وذلك لرغبتها منذ الصغر بنصح الناس في ما يليق بهم، وحول مساعدة الغير لها، قالت: " تلقيت العون من أهلي وخاصة أختي التي قدمت الدعم المعنوي إلى أن وصلت إلى هذا النجاح، وبعملي اكتسبت قوة الشخصية والثقة والاستقلال المادي، فالاستقلال المادي يضفي على شخصية المرأة القوة والإرادة والثقة بالذات". ومن ثم وجهت كلمة للمرأة بأن العمل والكدح هو وجود المرأة وأساس حياتها.

أما زاهدة حسين العاملة في معرض لبيع الأدوات قالت بأنها لاقت الرفض من قبل زوجها أولاً ومن المجتمع ثانيا مشيرةً "لكنني نجحتُ في إقناع زوجي والمجتمع بضرورة عمل المرأة إلى جانب الرجل لأنهما معاً يستطيعون تنمية المجتمع". وأكدت وأرادت أن توجه للمرأة كلمة فقالت: "حرية المرأة تعني تحرر المجتمع".

وتبقى المرأة أول المنتجين عبر التاريخ وهي الكادح الذي يعمل من دون ان تنتظر أي أجر لعملها، فإذا كانت اليوم تبحث عن مجال لتعبر فيه عن ذاتها، إنما هذه المحاولة هي تعبير بحد ذاته عن إلتقاء المرأة بتاريخها العريق في خلق اقتصاد المجتمع.