المرأة الكوجرية هي استمرارية الالهة الام

ينفرد المجتمع الكوجري عن غيره من المجتمعات في تقديس المرأة وتقديرها، ففي الحياة الكوجرية ماتزال المرأة هي الأساس في العائلة فهي الأم المربية والمديرة للمنزل، بينما جل الأعمال المرتبطة بتربية الماشية هي من مهام الرجل من رعي وإعتناء بالماشية

 ينفرد المجتمع الكوجري عن غيره من المجتمعات في تقديس المرأة وتقديرها، ففي الحياة الكوجرية ماتزال المرأة هي الأساس في العائلة فهي الأم المربية والمديرة للمنزل، بينما جل الأعمال المرتبطة بتربية الماشية هي من مهام الرجل من رعي وإعتناء بالماشية، إضافة إلى حلب الماشية وهذا ما يميز المجتمع الكوجري عن غيره في نظرته للمرأة.

ففي الكثير من المجتمعات التي تربي الأغنام والماشية يقوم الرجال بالرعي بينما تقوم النساء بالحلب وتنظيف أماكنٍ تجمعها إلا أن هذا القانون لا يسري في منطقة كوجرات فالمرأة يقتصر عملها في صناعة الجبن واللبن وغيرها من مشتقات الحليب.

ومنطقة كوجرات تستمد تسميتها من العشائر الكوجرية التي سكنت هذه المنطقة إبان اتفاقية سايكس بيكو والتي تم بموجبها تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، ورسمت الحدود بين الدول التي استعمرت ارض كردستان.

فالكوجر اعتمدوا في معيشتهم على تربية الماشية كمورد أساسي منذ آلاف السنين مما جعلها بعيدة عن تأثير الثقافات الاستبدادية التي انتشرت في الآونة الأخيرة تجاه المرأة فكانت حياتهم مرتكزة على الترحال حيث كانت رحلتهم تبدأ من جبال شنكال وتنتهي في هركول ميران في منطقة سرت بشمال كردستان، وبترسيم الحدود اضطروا للاستقرار في منطقتهم الحالية وعلى امتداد 33 قرية من جبل قره جوخ وباتجاه الجنوب حتى حدود إقليم جنوب كردستان.

ويتشارك الرجال والنساء في جميع الأعمال المتعلقة بتربية الماشية وكذلك صناعة الألبان والأجبان وغيرها من المنتجات الحيوانية، ولكن الملفت في هذا التقسيم هو إن الرجال يمارسون الأعمال التي تختص بها النساء عادة في بعض المجتمعات ومنها تحديداً إطعام الماشية، تنظيف أماكن تجمعها وكذلك الحلب. فرجال الكوجر يحلبون مواشيهم ومن ثم تقوم النساء بتصنيع الألبان والأجبان وباقي المشتقات.

وللتعريف بالثقافة الكوجرية التقى مراسل وكالة أنباء هاوار بالمواطن سليمان شاويش وهو في العقد السابع من العمر ويعمل في تربية الماشية منذ طفولته ويسكن قرية بروج بمنطقة كوجرات. وأكد شاويش إنه أمضى ثلثي عمره في تربية الماشية ورعايتها، حيث كان الحل والترحال جزءاً أساسياً في حياتهم، ويقول شاويش “خلال مسيرة حياتي وعملي في تربية الماشية كنت ولا زلت أقوم بجميع الأعمال التي هي من اختصاصي بما فيها حلب الماشية.

وعند سؤاله عن سبب تخصصه في هذه الأمور دون زوجته أجاب ” توارثنا هذه العادة من أجدادنا فكان والدي يقوم بهذه الأعمال ويعلمني إياها كي أعلم أبنائي من بعدي”.

وبدورها أكدت خديجة شرف زوجة سليمان شاويش إن الثقافة الكوجرية تحترم المرأة وتجلها ولم تتأثر بقوانين الأنظمة الاستبدادية في المجتمعات المتمدنة.

وبدت خديجة شرف أكثر وعياً بقضايا المرأة حين قالت “ويعود ذلك بجذوره الى المجتمع الطبيعي منذ آلاف السنين عندما كانت المرأة هي المسؤولة عن تربية الأولاد بينما يعمل الرجل معظم الأعمال الحياتية الأخرى”.

وأشارت في نهاية حديثها إلى “أن المرأة الكوجرية أصبحت الآن أكثر وعياً لأنها أعادت تنظيم نفسها بناءاً على فكر وفلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان الذي أرشدها إلى الحرية الحقيقية”.