كوباني المرأة الكردية صاحبة إرادة وعزيمة في مواجهة أصعب المحن التي تصادفها او تفرضها الحياة عليها، واصبحت العديد من النسوة الكرديات مسؤولات عن مصدر رزق عوائلهن بعد فقدانهن لأزواجهن أو نتيجة اصابة ازواجهن بأمراض تسبب اعاقة دائمة لهم ومن بين النسوة الكرديات التي استطاعت ان تقاوم الحياة الصعبة وان تتحداها السيدة رحيمة.
حيث تمكنت السيدة رحيمة التي تعاني من إعاقة حركية في أطرافها السفلى من مجابهة الظروف المعيشية الصعبة التي تواجه عائلتها عبر تصنيع المقشات "المكانس اليدوية" في منزلها لتشكل مصدر دخل لها ولزوجها العاطل عن العمل بسبب إصابته بالعمى.
أوضحت رحيمة المتوسطة العمر في لقائنا بها أنها بالإضافة لإعاقتها الحركية تعاني من أمراض جسدية أخرى لكنها اضطرت إلى اللجوء لصناعة المقشات اليدوية في منزلها وبيعها لتشكل مصدر الرزق الوحيد لها ولزوجها الذي أصيب بالعمى بعد أن أجريت له العديد من العمليات الجراحية التي باءت بالفشل وأقعدته عن العمل.
وعند سؤالها عن المصدر الذي تمكنت من خلاله معرفة طريقة تصنيع المقشات قالت: "اكتسبت هذه المهنة من أختي التي تكبرني سناً في صغري وأمارسها الآن في منزلي لمواجهة ظروفي المعيشية التي باتت تزداد سوءً كل يوم، ولأن العمل في المنزل لا يحتاج إلى رأسمال واعتمد على علاقاتي الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء في الحي لتوزيع ما أقوم بصناعته من مقشات".
السيدة رحيمة بإراداتها القوية تؤكد على الدور الريادي الذي تلعبه المرأة الكردية في العائلة بدءً من تربية الأطفال وتنشئتهم وانتهاءً بإعالتها مادياً.