المرأة بحاجة الى نتظيم خاص يمكنها من حل قضاياها بالاعتماد على القوة الذاتية

المرأة بحاجة الى نتظيم خاص يمكنها من حل قضاياها بالاعتماد على القوة الذاتية

لقاء مع روناهي أحمد عضوة منسقية اتحاد ستار

أجرى اللقاء: مسعود محمد

1- كيف تقيمون في إتحاد ستار التطورات الأخيرة في سوريا وغربي كردستان.

إن ما تتعرض له سوريا وغربي كردستان منذ خمسة أشهر لهو عبارة عن انتفاضة شعبية ناتجة عن ضغط أمني مطبق منذ خمسين عاما من قبل حكومة البعث على الشعب السوري بأكمله، والأزمة المعاشة هي نتيجة السياسة التي تنظمها الدولة القومية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقوم الدولة بإنكار وصهر كافة الثقافات ضمن البوتقة القوموية الواحدة تحت شعار الدولة الواحدة، العلم الواحد، القومية الواحدة، الوطن الواحد. وسوريا من إحدى الدول التي تشكلت على أساس الشبكة الاستخباراتية والنظام الأمني العسكرتاري المتسلط على رقاب الشعب والناكر لحقوق الفرد والمجتمع تحت اسم حقوق الدولة. لهذا فإن الانفجار الجماهيري الذي بدء منذ شهر آذار لا زال في تصاعد مستمر. بالمقابل تتقرب حكومة البعث باسلوب عسكري محاولة تصفية المعارضة الموجودة، بهذا نرى القصف اليومي في المدن العربية والتي تستهدف المدنيين إلى جانب المعارضة المسلحة. بإمكاننا القول أن ما يحدث اليوم في المدن العربية ما هو إلا عبارة على اعتراض شديد لسياسة النظام البعثي، لكن المعارضة التي تتلقى الدعم من القوى الخارجية كالدولة التركية والأوروبية المتطلعة إلى التسلط على الموارد الاقتصادية لهذه البلاد، فمن ناحية تكون المعارضة لدورها هذا قد تلعب دور حصان طروادة الذي يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية، ومن ناحية أخرى تفتح الحكومة البعثية بتصرفاتها التعسفية لتشتيت الوطن السوري وقتل أبنائه ووضعه تحت الحاكمية الأجنبية في النهاية. والدور الذي تلعبه الحكومة التركية في مواجهة سوريا هو تنفيذ المشروع الأمريكي الهادف إلى تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير. لذلك نراه يشدد من لهجة التهديدات على النظام السوري كي يحقق المطالب التركية في إبداء الموقف الصارم في مواجهة القضية الكردية التي تتصاعد في غربي كردستان. بالأساس إن زيارة داوود اوغلو لسوريا لم تكن بهدف إيقاف الحرب على المعارضة العربية، إنما كانت بهدف نشر العنف إلى المناطق الكردية أيضا لسكب دماء الشعب الكردي وتصفية حركته. أي أنه طلب من الحكومة السورية أن يتدخل عسكريا وينشر دباباته في المناطق الكردية بحجة وجود أعضاء حزب العمال الكردستاني فيها. يمكنني القول أن الحكومة التركية لا تقبل بالوجود الكردي حتى لو كان خارج حدودها، تحاول بكافة الوسائل إغلاق الباب أمام الاحتمالات الواردة لحل القضية الكردية. لذلك فهي لم تتقبل تشكيل الحكومة المحلية في جنوبي كردستان، وتحرض إيران للهجوم عليها بهدف تصفيتها وتصفية حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، في هذه المرة تحاول تصفية الحركة الكردية في غربي كردستان، إلا أنه يمكنني القول أن المعارضة الكردية في سوريا هي التي تلعب دور الطليعة في جذب المجتمع السوري نحو التشكل الديمقراطي. حاليا أصدرت حكومة بشار الأسد مرسوما بقانون الأحزاب مرفقا بشروط متشددة كي لا تخرج عن إطار الدولة البعثية، ومن ناحية أخرى فإن الشروط هذه تنكر الوجود البعثي بذاته باعتباره حزب قومي ينادي بالعروبة فقط، لذلك مع صدور هذا القانون يكون حزب البعث قد فقد مشروعيته ولا بد من حله بشكل رسمي. لذلك أقول أن الحكومة السورية أضاعت الفرص القييمة من يدها في السنيين الماضية لإحداث التغييرات الديمقراطية اللازمة، وارتكبت الأخطاء الفادحة بحق الشعب الكردي والسوري بأكمله من خلال الاتفاقات التي عقدتها على حساب هذا الشعب، والآن أيضا نقول أن حل دمقرطة النظام السوري يمر عبر حل القضية الكردية بالسبل السلمية والاعتراف بالهوية الكردية دستوريا، فهذا ما سيكسر القولب الذهنية الشوفينية ويعطي المشروعية للتقربات الديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا. والقضية الكردية تعتبر مقياس التحضر الديمقراطي في سوريا سواء كانت المعارضة أو الحكومة.

2- كيف تقيمون النشاطات النسائية بشكل عام في سوريا ونشاطاتكم في المناطق الكردية بشكل خاص.

إن المرأة السورية تعاني بشكل عام من ضغوطات كبيرة من قبل النظام والمجتمع معا، فالمرأة محرومة من حق التنظيم في سوريا، الاتحاد النسائي البعثي هو التنظيم الوحيد الذي يمثل النساء بأكملهن بشكل رسمي، بالرغم من أن الاتحاد النسائي لا يقبل بغير البعثيات ولا يقبل بغير العربيات أيضا، لذلك فهو التنظيم الآخر المقلد لحزب البعث الشوفيني والمطبق لسياساته على أرض الواقع بين الفئة النسائية. لذلك يمكننا القول المرأة السورية لا ممثل لها ضمن نظام الدولة ولا مدافع عنها في مواجهة العنف الذي تتعرض له من قبل النظام والمجتمع معا. والعادات والتقاليد تطبق الخناق على المرأة ضمن المجتمع، وتدفع بها نحو الهاوية تحت اسم القدر. قدرها أن تتعرض للظلم والإهانة الزوجية والعائلية والدولتية، فما عليها سوى الصبر والتحمل. لا تبدي المقاومة في مواجهة المظالم هذه، لذلك نرى أن انتفاضة الشعب السوري خالية من اللون الانثوي عدا عن بعض المظاهرات النسائية التي خرجت مطالبة بالافراج عن أزواجهن وأولادهن، لأول مرة تخرج المثقفات في مسيرة اعتصامية على ما يحدث في البلاد. لأن النظام السوري منع على المرأة تنظيم نفسها خارج إطار الاتحاد النسائي، ومنع عليها المطالبة بحقها في التنظيم وممارسة السياسة في البلاد، خصص عملها في المنزل والخدمة الاسرية.

منذ الثمانينات نظمت المرأة الكردية ذاتها تحت تأثير فكر حزب العمال الكردستاني، انضمت الآلاف من الفتيات للتنظيم واستشهد المئات منهن في جبهات الحرب في مواجهة الحكومة التركية دفاعا عن حقوق الشعب الكردي وحرية المرأة. وهي التي قامت بتنظيم نفسها في كافة مجالات الحياة، وانضمت للميدان السياسي بفعالية عالية، واكتسبت الوعي الجنسي وضرورة النضال التحرري الجنسوي في غربي كردستان وسوريا، انتقدت النظام السوري وقوانينه المجحفة بحق المرأة وقدمت طلباتها المشروعة في لتغيير الدستور السوري، بالغم من تعرضها لحملات اعتقال موسعة من قبل الحكومة السورية، إلا أنهالم تتراجع قيد أنملة عن مطاليبها في تحقيق الحرية والعدالة المجتمعية. لذلك قامت بتأسيس اتحاد ستار عام 2005 وعقدت مؤتمراتها التي ناقشت الوضع السياسي والاجتماعي المتدني الذي تعيش فيه المرأة الكردية والسورية بشكل عام ووضعت الحلول المناسبة لها، لكن النظام السوري لم يترك المجال كي تطبق القرارات على أرض الواقع بحملاتها الاعتقالية الموسعة. بها استهدفت التنظيم النسائي بشكل خاص. لذلك بإمكاننا القول أن نضال المرأة الكردية بشكل خاص له التأثير المباشر على التحركات النسائية الأخرى. وفي الفترة الأخيرة قامت بتنظيم المظاهرات النسائية الحاشدة في غربي كردستان بهدف تحقيق الديمقراطية في البلاد وحل القضية الكردية بشكل عادل ضمن إطار مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية.

3- عقدتم مؤتمركم في الأيام الأخيرة، ما دواعي انعقاد هكذا مؤتمر في مثل هذه المرحلة.

إن المؤتمر الذي عقدناه في نهاية الشهر الماضي كان المؤتمر الدوري للتنظيم، لكن أتت ضرورة انعقاد هذا المؤتمر من حيث حساسية المرحلة التي نعيشها هنا من ناحية، وأهمية إعادة التنظيم في هذه الساحة من كافة النواحي، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. فالمرحلة التي نعيشها حاليا تحتاج لتنظيم قوي متماسك من كافة النواحي كي نكون جاهزين لكافة الاحتمالات التي قد تظهر مستقبلا، هذا إلى جانب ضرورة أن يلعب اتحاد ستار الدور الريادي في تطوير العملية الديمقراطية في البلاد، وهذا ما احتاج لعقد مؤتمر كهذا.

ما هي القرارات التي تمخض عنها مؤتمركم وما هي مشاريعكم المستقبلية؟

إن القرارت التي تمخض عنها المؤتمر شملت الجانب السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والحماية الذاتية، من الناحية التنظيمية اتخذنا قرار تنظيم النساء ضمن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، فقبل كل شيئ تحتاج المرأة لأن تقوم بحل كافة قضاياها الخاصة بها اعتمادا على قوتها الذاتية، وعن طريق بناء تنظيمها الخاص بها. لذلك فإن الإدارة الذاتية هو المشروع الأسب في حل كافة القضايا هذه.

كما أننا توقفنا على القضايا الاجتماعية بشكل موسع، فمؤسسة العائلة التي تمثل الدولة الصغيرة ضمن المجتمع تفرض العبودية المعمقة على المرأة، الظروف التي تتشكل فيها العائلة والذهنية التي تنظمها لا تختلف عن الذهنية التسلطية للدولة القومية، الذهنية الرجولية هي التي تشكل مؤسسة العائلة على هذه الشاكلة، بالتالي هي التي تفرض العبودية على المرأة، لذلك رأينا بأن دمقرطة العائلة تشكل من الشروط الأساسية نحو تحرير المرأة والمجتمع، توصلنا لقرار:

ضرورة النضال في مواجهة القوانين الاجتماعية التي تعطي حق الزواج المتعدد للرجل ليتم منعها من الأساس.

النضال في مواجهة التقاليد البالية التي تفرض تبعية المرأة للرجل في كافة ظروف الحياة الاجتماعية. هذا وتم الوصول لقرار بمنع الشبيبة من الزواج في عمر مبكرة وضرورة توعيتهم من النواحي الاجتماعية والسياسية.

كما سنقوم ببناء اللجان الخاصة لمناهضة العنف الممارس ضد المرأة وحل مشاكلها. بناء التنظيم في القرى والأحياء والمناطق على شكل كومونات نسائية في كافة الأماكن. وبهدف تطوير الوعي الجنسوي لدى المرأة سنقوم ببناء الأكاديميات السياسية الخاصة بالمرأة. وفيها سيتم تسيير الدورات التدريبية في كافة المجالات الاجتماعية، الثقافية، الأخلاقية، العلمية، التربوية، الصحية، الحقوقية لتطوير النضال في مواجهة العادات والتقاليد البالية في المجتمع، والنضال ضد كل مفاهيم الحداثة الرأسمالية التي تعمل على تبضيع المرأة وثقافة الحرية المزيفة.

من جانب الحماية الذاتية سيقوم تنظيمنا بتدريب المرأة حول مفهوم الحماية الذاتية للدفاع عن حقوقها وتنظيم ذاتها. وتم التركيز على المرأة الشابة وضرورة بناء تنظيمها الخاص وتوعيتها في مواجهة السياسة الرأسمالية وثقافتها التي تستهدف هذه الفئة من بين المجتمع حيث تؤدي بها الى وضع الشلل وتتركها عرضة لثقافة الاغتصاب التي يسييرها النظام الذكوري. كما شملت قراراتنا الجانب الاقتصادي في تطوير الاقتصاد الايكولوجي الديمقراطي المعتمد على نظام الادارة الذاتية الديمقراطية. وتوصلنا لقرارات تخص الجانب الثقافي الذي يشمل الاهتمام نتسيير الدورات التدريبية باللغة الام واعتبارها اللغة الرسمية المشروعة في المناطق الكردية الى جانب اللغة العربية ضمن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية. إلى جانب إحياء الثقافة والتراث الكردي ووضع مخطط عملي خاص بذلك. كما اتخذنا قرار بضرورة تطوير الديبلوماسية الخاصة بالمرأة الكردية في غربي كردستان للعمل مع النساء من الاثتنيات الاخرى داخل وخارج سوريا.

5- ما هو نداءكم الذي توجهونه للنساء الكرديات في سوريا وغربي كردستان، وللنساء العربيات بشكل عام ؟نوجه نداءنا لكافة النساء في غربي كردستان بأن ينضمين للتنظيم ويتبنين فكر وفلسفة التحرر الجنسوي للنضال في مواجهة كافة المفاهيم الرجعية التي تفرض العبودية على المرأة ضمن المجتمع، كما نوجه نداءنا لكافة النساء العرب والمناضلات في سبيل التحرر أن نوحد صفوفنا ونناضل معا في سبيل إزالة آثار وبقايا الذهنية الرجولية، ولننقذ سوريا من ظروف الاستعباد هذه.