المهام الصعبة تزيد المرأة الشابة الكردية إصراراً على إثبات قدراتها اللامحدودة

المهام الصعبة تزيد المرأة الشابة الكردية إصراراً على إثبات قدراتها اللامحدودة



حلب - مع التطورات التي تشهدها الثورة السورية ودخول العاصمة الاقتصادية حلب بقوة ضمنها من حيث تصعد وتيرة الاشتباكات والتي دعت وحدات حماية الشعب إلى اتخاذ المزيد من إجراءات الحماية والحيطة من خلال زيادة عدد الحواجز عند مداخل الأحياء ذات الغالبية الكردية، وبالتالي تكثيف وجود عناصر هذه الوحدات والذي لم يقتصر على الرجال فقط بل باتت اليوم المرأة الشابة تشارك بفعالية في تأدية مهام توفير الحماية والأمان للمناطق الكردية من خلال اتخاذ مواقعها في هذه الحواجز ومساعدة زملائها.

وحول ما تقوم به المرأة من مهام التقينا رابرين أحمد إحدى الفتيات اللواتي اتخذن موقعاً على احد الحواجز والتي أوضحت لنا ماهية الواجبات التي تقوم بها. حيث تقوم بالعديد من المهام التي لربما يصعب على زملائها الرجال القيام بها كتمكنها من تفتيش النساء والتدقيق في هوياتهم عند الاشتباه بهم.إلى جانب مشاركتها زملائها في تفتيش وتعقب السيارات الداخلة الى المناطق الكردية ومراقبة الطرقات تفادياً لحدوث أي طارئ يهدد امن واستقرار هذه المناطق .

وأردفت رابرين "على أن المرأة الشابة تقدم يد العون والمساعدة للجان التنظيم والانضباط التي تشرف على سير العمليات الحيوية في هذه الأحياء كمتابعة الخروقات المحتملة الحدوث على صعيد التزام المواطنين بصفوف الانتظار لنيل المواد التموينية كمادة الخبز من الأفران التي باتت في الآونة الأخيرة تعاني من زيادة الطلب عليها في ظل تحديد الكمية الموزعة لكل عائلة وكذلك زيادة موجة النزوح الكبيرة من مناطق حلب التي تدور فيها اشتباكات طاحنة باتجاه المناطق الكردية مما زاد الطلب على مادة الخبز الأساسية والتي بدورها تسببت في ازدحام المخابز التي يقصدها كل من النساء والرجال وهنا تلعب المرأة الشابة دورها في تنظيم صفوف النساء لتسيير استحصال مادة الخبز دون حدوث أية مداخلات أو تجاوزات".

وتابعت رابرين "لعل المرأة الشابة الكردية التي انخرطت مؤخراً في مهام غير اعتيادية بالنسبة لمجتمعاتنا لم تغب عن بقية المؤسسات التي شكلتها حركة المجتمع الديمقراطي في إطار إرساء دعائم الإدارة الذاتية الديمقراطية، فهي عنصر فعال ليس فقط في تنظيم يعمل بالتنسيق مع منظومة شبيبة غربي كردستان، بل من خلال وجودها المميز والمكثف في كافة المؤسسات كاتخاذها مهام مختلفة في مؤسسة اللغة الكردية ولعب دورها في كافة اللجان التابعة للمركز الثقافي الفني الكردي كذلك اتخاذها موقعها في العديد من اللجان الأخرى".

ولكون المرأة الشابة الكردية تقدم على هذه الخطوة النوعية بقوة على مجتمع لم يسبق له ان شهد لها مثيل وأيضا ما زال يعاني من أثار العادات والتقاليد البالية والذهنية السلطوية الذكورية التي لم تعمل سوى على تضيق الخناق وتأطير عطاءات وقدرات المرأة واقتصارها في إدارة الأمور المنزلية، قمنا باستطلاع للرأي يبين وجهة نظر مختلف الفئات الاجتماعية بلعب المرأة الشابة ادوارً كانت تعتبر حكر على الرجال. حيث اتفقت وجهة نظر المواطن محمد مع الشاب شيار اللذان عبرا عن امتنانهما من هذه الخطوة التي تساعد في تأمين الحماية لهم والحفاظ على سلامتهم من حيث إقامة حواجز التفتيش وكذلك في خلق أجواء يسودها الاحترام والتفاهم من خلال تنظيم المخابز .

وعندما توجهنا إليهم بالسؤال حول تقبلهم لفكرة خروج بناتهم أو أخواتهم للوقوف على الحواجز أكدا على انهما سيتقبلان الفكرة بكل رحابة صدر لأنهما يران ذلك عمل مشَرف ومدعاة للفخر والاعتزاز.

وأردنا أيضاً معرفة رأي من يشارك المرأة الشابة في ممارسة واجبها في تأمين الحماية من خلال تواجدها على الحواجز حيث أعرب أذاد بكر عضو مجلس الشعب لغرب كردستان والذي يشرف على سير عمل هذه الحواجز "على أنه سعيد جداً بالخطوة النوعية التي اتخذتها تنظيم المرأة الشابة في لعب دور ريادي وفعال في العديد من الأماكن وعلى كافة الأصعدة والتي تثبت من خلالها أنها كتلة من القدرات التي تساعد في تنمية وتطوير المجتمعات وأيضاً شكر الجهود المبذولة من قبل المرأة الشابة والتي تخفف من عبء المهام الملقاة على عاتقهم ووجه نداء لكافة الأمهات والآباء ليسمحوا لفتياتهم في الانخراط ضمن تنظيمات الإدارة الذاتية الديمقراطية بمختلف أوجهها".