كشفت لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في بيان لها عن نتائج محادثاتها التي عقدتها بشأن التقييمات السياسية العالمية والإقليمية المتعلقة بالقضية الكردية وقالت: "يمكن للسياسة الكردية ان تحقق نجاحاً على الساحة الدولية من خلال الوحدة الوطنية الكردية"
وجاء في نتائج المحادثات التي عقدتها لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني:
"عقدت لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) محادثاتها فيما يتعلق بالتقييمات السياسية العالمية والإقليمية المتعلقة بالقضية الكردية عبر تطبيق زوم بمشاركة نساء سياسيات كرد.
تشهد منطقة الشرق الاوسط والعالم باسره تغييرات كبيرة، كما تعمل القوى العالمية والاقليمية وفقاً لمصالحها، حيث يتبعون سياسة خاصة لحماية نظامهم واستمرارية وجودهم، ويريدون اخضاع الجميع لسيطرتهم. كما ان لهذه السياسة تأثير على كردستان من الجانب السياسي، الاقتصادي، العسكري وحتى من الجانب الجغرافي.
السياسة التي اتبعها ترامب قد اضرت بأمريكا من جهة والكرد من جهة اخرى
وتناولت المحادثات الاولى مدى معرفة القوى الخارجية بوضع كردستان. وفي هذا الجزء من المحادثات تم تقييم السياسة الامريكية تجاه كردستان وأظهرت التقييمات والمناقشات أن الولايات المتحدة تتبع سياسة تقوم على حماية مصالح بلادها بعد انتخاب جو بايدن رئيساً للبلاد، لكن من الممكن إجراء بعض التغييرات. حيث كانت السياسة الأمريكية في عهد ترامب أكثر معاداة للكرد، وهذه السياسة قد أضرت بالولايات المتحدة من جهة والكرد من جهة اخرى. فخلال حكم ترامب، تم احتلال العديد من المناطق الكردية في روج افا من قبل دولة الاحتلال التركي وبمساعدة ترامب.
الكرد باتوا ذو اهمية؛ مستقبل سوريا والعراق غير واضح بدون الكرد
يتبع الاتحاد الأوروبي وروسيا وباستمرار سياسات مماثلة بما يخدم مصالحهما. فالاتحاد الأوروبي يستخدم السياسة القديمة ضد الكرد بشكل متزايد، الا ان بعض دول الاتحاد الأوروبي لم تعد تستخدم تلك السياسة كما كانت في السابق، ولم تعد روسيا قادرة على تجاهل الوجود الكردي في سياسات المنطقة، فهي تدرك تماما بأنه بدون الكرد لا يمكن توضيح مستقبل سوريا والعراق.
الا ان جميع القوى في الشرق الاوسط وكردستان في تنافس وصراعات دائمة، وإن الاتفاقات التي تحدث بينها هي اتفاقات تكتيكية كل بحسب مصالحه في المنطقة وبسبب هذه المصالح لا يتمكنون من ابرام اتفاقات استراتيجية. ومن جانب اخر نجد هذه القوى مجبرة على الاعتراف بالوجود الكردي بسبب الانجازات والمكاسب التي حققها الكرد في المنطقة، حيث بات للكرد مكانة في المنطقة.
"الكرد يمتلكون القوة ، وهو ممثل اساسي بين القوى الدولية ؛ لا يوجد حل بدون القضية الكردية
لا يمكن التجاهل بأن الدول المحتلة لكردستان وخصوصا الدولة التركية قد باتوا يهابون القوة الكردية، لهذا يسعون لاتباع استراتيجية الابادة ضد الكرد. إنهم ينتهجون سياسة العداء تجاه كردستان ويريدون تدمير كردستان في خضم الاضطرابات والحروب والأزمات في الشرق الأوسط وتدمير مكاسب الشعب الكردي. فجميع الانظمة الدكتاتورية يتبعون النهج ذاته بغض النظر عن اختلاف الاساليب والطرق. وهذا الوضع يجلب معه الفرص للكرد الى جانب المخاطر، لهذا يجب عليهم التعامل بحساسية مع هذا الموقف والتصرف بحكمة بما يخدم الوجود الكردي.
ففي المرحلة الراهنة يظهر الكرد على انهم اصحاب قوة وانهم لاعبون رئيسيون في المنطقة وينظر اليهم على انهم قوة لا يستهان بها بين القوى الدولية. حيث تدرك القوى الدولية جيداً بأنها غير قادرة على التخلص من الازمة في الشرق الاوسط بدون حل القضية الكردية. اصبح الكرد مثالا يحتذى بهم من خلال تأسيسهم السياسة والنهج الديمقراطي في المنطقة، لهذا يجب ان تكون هناك وحدة وتضامن بين الجهات الكردية، كي تتخذ الدبلوماسية الكردية خطوات كبيرة في هذه المرحلة الراهنة. حتى الآن، فبسبب الانقسامات السياسية التي تشهدها الاحزاب الكردية الآن لم تتمكن الدبلوماسية الكردية من الاستفادة من الفرص الحالية.
الصراعات بين القوى الكردية وعدم اتفاقهم تؤدي الى ابقائهم ضعفاء
كما وتناول الجزء الثاني من المحادثات التي عقدتها لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) النقاش حول الاوضاع الداخلية في كردستان وخصوصا في جنوب كردستان وعلاقاتها مع الحكومة العراقية. إن وجود الأزمة الاقتصادية يؤثر على شعب كوردستان. الصراعات بين الحكومة المحلية والحكومة المركزية، وعدم شفافية السلطة، تؤدي إلى تفاقم المشاكل يوما بعد يوم. كما أدت الصراعات بين القوى الكردية وعدم وجود تحالف إلى إضعاف وجود الكرد في المنطقة. كما تم تقييم تدخل دولة الاحتلال التركي في جنوب كردستان وتوسعه وأدى الى سخط كبير في الشارع الكردي. إن بناء تحالف وطني كردي يمكن أن يجعل الكرد قوة رئيسية في ساحة السياسة العراقية.
الوحدة الوطنية الكردية السبيل الوحيد لإثبات الوجود الكردي في الشرق الاوسط وفي السياسة الدولية
وتم التركيز في المحادثات على أن توحيد الأحزاب السياسية على أساس الوحدة الوطنية يمكن أن يمهد الطريق لنجاح الكرد، سواء في الشرق الأوسط أو في السياسة الدولية. كما يمكن للمرأة الكردية، التي تقوم بدورها في السياسة الديمقراطية والتغيير في الشرق الأوسط من خلال نضالها وتنظيمها، ان تلعب دوراً ريادياً من أجل الوحدة الوطنية".