أصدرت لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) بيانا بمناسبة حلول يوم 8 آذار اليوم العالمي للمرأة، هنأت فيها نساء شهداء كردستان، أمهات شهداء كردستان، النساء الثوريات والمناضلات والناشطات، مؤكدة أنه في 8 آذار 2021 أصبح مستوى نضال المرأة الكردية في كردستان والشرق الأوسط والعالم ضد كل الهجمات مكاناً للوحدة والثقة.
وجاء في نص البيان:
"كما نشهد المرحلة الراهنة، فإن دول الاحتلال تنتهج سياسة الاحتلال والإبادة الجماعية والقمع في كردستان، وكذلك السياسة نفسها ضد المرأة الكردية بطرق خاصة. فمع تنامي قوة الكرد، تزداد الهجمات الاحتلالية التي يتم شنها ضد كردستان، ومع تنامي نفوذ النساء الكرديات، تزداد الهجمات والاعتداءات ضدهن.
ومن المثير للاهتمام أن هجمات المحتلين على النساء الكرديات قد زادت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي. فالنساء الكرديات، يواجهن سياسات القتل والاعتقال والاغتصاب من جهة، ومن جهة أخرى، تتعرض لقمع الرجل بشكل متزايد.
تعيش الدولتان التركية والإيرانية اليوم أزمات حادة. ورغم ذلك، تواصل المجتمعات والنساء الكردية اكتساب القوة والسلام والديمقراطية والتنمية في الشرق الأوسط وحول العالم. لكن للاسف، فإن كل من الدولة والرجال الذين تآكلت سلطتهم وغرقت في الأزمات، يسعون بشدة إلى الحفاظ على وجودهم من خلال السياسات القمعية التي يمارسونها ضد المرأة، لأن أساس النظام الأبوي هو أساس الدولة والهوية الذكورية.
حرب دولة الاحتلال التركي ضد المرأة الكردية حرب أيديولوجية، لأن المرأة الكردية لا تسمح للنظام الفاشي بالتقدم واحتلال كردستان. الهدف الأيديولوجي لنظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هو استرقاق النساء واستعبادهن.
ئم تعد الدولة التركية تعترف بالحدود بهجماتها، بل تهاجم روج آفا وجنوب كردستان، كما أنها استهدفت نساء الكرد، لا سيما في عفرين ومختلف مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا من خلال عصاباتها الإرهابية التي تنتهك كل مقدسات المنطقة بممارسات الوحشية. فهي تنتقم لهزيمة عصابات داعش الإرهابية التي انهزمت على يد المرأة الكردية، فتمارس اشنع أنواع الانتهاكات من خطف واغتصاب وتعذيب ضد المرأة في عفرين.
تُقتل نساء الكرد السياسيات عبر الطائرات المسيرة. كما أنه القتل يشمل النساء العربيات اللاتي تناضلن من أجل حرية المرأة العربية مع أخواتهن الكرديات من خلال العصابات. فبعد المجزرة، التي وقعت في باريس بحق السياسيات الثوريات الثلاث ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز، لا تزال الدولة التركية تستمر في تهديد نساء الكرد اللاتي أخذن مكانة في السياسة الأوروبية من خلال قواتها الخاصة.
وهي تعمل بشكل منهجي على تطوير استراتيجية ضد المرأة الكردية في شمال كردستان. إن سجن الآلاف من السياسيات الكرديات وأمهات السلام وتهديد البرلمانيات والناشطات يهدف إلى ترهيب النساء الكرديات من أجل إسكاتهن. الدولة التركية تخاف من سلطة المرأة الكردية، لأنها في الطليعة ضد سياسة الإبادة الجماعية للمجتمع الكردي، وكذلك تحافظ على إبقاء المجتمع الكردي حياً بروح المقاومة. يريد النظام الأبوي لحزب العدالة والتنمية التركي فرض الأيديولوجية الأبوية على المجتمع بأسره، حتى يستسلم المجتمع ويرضخ لسياساته القمعية والرجعية التي تجعل من الرجال أعداء وقتلة للنساء، كما أنها تُسهل قتل النساء من خلال القانون والإعلام.
تشن الدولة التركية حربها على المرأة الكردية بطريقة مختلفة في جنوب كردستان، وتسعى من خلال التلفزيون والأفلام والإعلانات والمنظمات الثقافية إلى قمع روح المقاومة لدى النساء الكرديات اللاتي قاتلن ضد طغاة مثل صدام. حيث تسعى لصهر القيم والثقافة الكردية من خلال تعزيز وترسيخ السياسة اللغة التركية. تريد سجن النساء في البيوت واستعباد الرجال. وللأسف لا تزال الذهنية الذكورية راسخة في المجتمع الكردستاني، وهذه الذهنية تسعى لتحويل المرأة إلى عبدة. والمرأة التي ترفض العبودية تتعرض للقتل والإذلال والعزلة. ففي النظام الاقتصادي، لا يؤخذ وضع المرأة بعين الاعتبار. حيث تكاد لا توجد أي مناصب نسائية في حكومات ومؤسسات جنوب كردستان. وألقت الهجمات العسكرية التي شنتها الدولة التركية بهدف إثارة الفوضى والاضطرابات بعبء خاص على عاتق المرأة. حيث قُتل وجُرح عدد من نساء الكرد في تفجيرات الدولة التركية.
وما تزال تتعرض النساء الايزيديات، اللاتي لم يتجاوزن صدمة المجزرة التي ارتكبت بحق الشعب الكردي في شنكال في الآونة الاخيرة، لتهديد الدولة التركية. حيث تسعى الاتفاقيات الدولية إلى تعريض حياة الإيزيديين للخطر مرة أخرى، وخاصة النساء الإيزيديات.
كما زاد النظام المحتل في إيران من الهجمات والاعتقالات والتعذيب والإعدامات بحق النساء الكرديات هذا العام. لأن النساء في شرق كردستان يحتللن مكانة مهمة في المجالات الاجتماعية والدفاعية والسياسية، حيث يسعى هذا النظام لترهيب النساء وإسكاتهن، وهدفه هو إسكات المجتمع من خلال إسكات المرأة الكردية. لذلك فإن مقاومة المرأة الكردية وبقاءها هي ضمانة لمستقبل حر لشرق كردستان.
وبمناسبة حلول يوم 8 آذار اليوم العالمي للمرأة، ندعو نساء الكرد جميعاً للخروج إلى الساحات والتنديد بالمحتلين وقيادة الانتفاضة الوطنية".
لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)