لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني: لا للحرب بالوكالة!

حذرت لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني من أنه إذا تمكنت الدولة التركية من شن حرب في غار ومتين بمساعدة حزب الديمقراطي الكردستاني، فإنها سترتكب مجزرة في 40 من قواعدها في جنوب كردستان.

أصدرت لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني بياناً بشأن الاستفزازات التي يمارسها حزب الديمقراطي الكردستاني في غاري ومتين.

وقال البيان: "إن لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني والعضوات فيه يواجهن حالة من الطوارئ منذ عدة أيام، والسبب هو إرسال حزب الديمقراطي الكردستاني دبابات ومدفعية وأسلحة ثقيلة وقوات خاصة إلى منطقتي غار وميتين اللتين يتمركز فيهما قوات الكريلا في حزب العمال الكردستاني منذ ما يقرب من 40 عاماً. وبهذه الجهود، أصبح من الواضح أنه هناك استعدادات جادة وشاملة للحرب في المنطقة".

وتابع البيان: "تصريحات الدولة التركية وبعض الدول الغربية تظهر أنهم يشعلون فتيل الحرب ويريدون افتعال الاقتتال بين الكرد. فمنذ مائة عام، وقوى المحتل تسعى لإضعاف الكرد وتشتيت صفهم عبر استخدام سياسة "فرق تسد". واليوم تخشى هذه الدول من أن تفقد سيطرتها التي تعود لمئات الأعوام على الشعب الكردي بعد أن حصلوا في جنوب كردستان على الفدرالية، وحققوا في روج آفا إدارتهم الذاتية المستقلة، فضلاً عن كفاحهم من أجل تحرير المرأة مما يؤدي إلى تغيير اجتماعي إيجابي. والمجتمع الكردي بنسائه ورجاله يتجه الآن نحو مجتمع حديث مستنير وحر".

وأوضح البيان: تركت المرأة الكردية بصمة نضالية خلال مقاومتها ضد تنظيم داعش الإرهابي، في روج اآفا وشنكال، وأصبحت فخراً للشعب الكردي أمام العالم كله. كما بات الجميع يرددون الشعار الكردي "المرأة – الحياة – الحرية"  بجميع اللغات.

وأضاف "يحارب أردوغان جميع الإنجازات التي حققتها المرأة الكردية بنضالها الدؤوب. فهو يحارب نظام الرئاسة المشتركة والمرأة الكردية. حيث أخذت المقاتلات في صفوف الكريلا  زمام المبادرة في إنقاذ كردستان والشرق الأوسط والعالم بروح التضحية ضد داعش. ووجهت هذه البطولة ضربة قاسية لفلسفة الهيمنة السلفية القومية الإسلامية على الأتراك، من خلال داعش والقوى الجهادية الأخرى. ينتقم أردوغان من النساء الكرديات اللاتي كسرن الحكم الأبوي لأردوغان وأبنائه من داعش. لهذا السبب، تمارس السلطة التركية لغة العداء ضد المرأة الكردية في كل فرصة وتقوم باعتقالهن وتمارس أشد أنواع التعذيب ضدهن".

وأكد البيان: "لهذا ندين بشدة جميع الهجمات العدائية التي وقعت في تلك الأيام من قبل بعض مسؤولي حزب الديمقراطي الكردستاني على نظام الرئاسة المشتركة والنساء المناضلات. لدى المؤتمر الوطني الكردستاني أيضاً نظام رئاسي مشترك كقوة وطنية وجميع الأحزاب والأفراد الذين هم أعضاء فيها فخورون بذلك.

لم تعد المرأة والشعب الكردي في كردستان يخضعون لسياسة العبودية. لهذا يريدون إفشال انجازاتنا من خلال الهجمات العنيفة الدائرة حالياً في منطقتي غار ومتين، وإعادتنا إلى مرحلة العبودية السابقة".

واستطرد البيان: نحن النساء الكرديات نستوعب السياسة التي تستخدمها الدول المحتلة، لكننا لا نستوعب وجود قوة كردية تستخدم نفسها كأداة للحرب بالوكالة باسم المحتلين ولا نبرر هذا.

وأضافت اللجنة في بيانها "العالم كله يعرف أن الدولة التركية في ظل نظام أردوغان تعادي الكرد والمرأة. وهو اليوم بات يشكل كارثة على شعوب أوروبا، بما فيهم الأرمن والشعوب العربية. الدولة التركية ليست صديقة لنا فهي قاتلة، محتلة، عدوة وعنصرية، لهذا نحن بحاجة إلى نضال وطني للمرأة والشعب الكردي ضد هذه الدولة الفاشية من أجل مستقبل حر".

وأردف البيان: إذا انتصرت الدولة التركية وتمكنت من شن حرب في غار ومتين، فإنها سترتكب مجزرة في 40 من قواعدها في جنوب كردستان وتدمير الوضع الفيدرالي للجنوب ومحو روج آفا من الوجود. يجب ألا ننسى أن أردوغان ومسؤولي الدولة التركية جددوا التأكيد على أن وجود إقليم كوردستان يشكل جرح عميق في قلب الدولة التركية.

وتابع: "لهذا ندعو نساء الكرد، ألا تسمحن لكردستان التي وصلت إلى هذه المكانة بدماء شهدائها من النساء والرجال، والتي تلعب بها المرأة اليوم دوراً بارزاً ولها مكانة مجيدة فيها، بالاحتراق والضياع في حرب مصالح المحتلين. 

كما ندعو إخواننا بألا يسمحوا لأي قوة باستخدام لغة العداء وابتزاز مكتسباتنا، لأن تلك القوى تريد أن تصبح قوة الاحتلال".