أكدت كل من منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة ورابطة المرأة الحرة في روج آفا أن الانتحار في روج آفا يعد أمراً طارئاً ومستغرباً ويجب تناولها في سياق أكثر شمولية، وقالت “علينا تفهم الظروف والأسباب التي تدفع الفرد للانتحار ومد يد العون له ومساعدته في حلها وعدم الاكتفاء بدور المتفرج”، وناشدتا النساء بخطو خطوات جادة وفعالة في طريق الحرية وتنظيم أنفسهن لكسر قيود الذل والعبودية للوصول إلى حياة كريمة لا ذل فيها ولا عنف، وذلك في بيان.
وأصدرت منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة ورابطة المرأة الحرة في روج آفا بياناً كتابياً مشتركاً إلى الرأي العام بخصوص حادثة الانتحار التي تعبر أمراً طارئاً ومستغرباً في روج آفا التي تتميز بالدور الطليعي للمرأة في قيادة المجتمع وتحولها لمثال يحتذى به في الشرق الأوسط.
وجاء في نص البيان:
تميزت الثورات في الشرق الأوسط في العصر الحديث بمشاركة واسعة للنساء في كافة ميادين الحياة وخاصة عندما لم تزل في طابعها السلمي المدني قبل أن يجري حرف مسار الثورات وخاصة في سوريا قبل أن تأتي جحافل الإرهابيين من داعش وأخواتها إلى أرضنا حيث كانت المرأة أكثر تضرراً واستهدافاً. فقد شهدت رجم النساء وجلدهن وفي شنكال تم بيعهن في أسواق النخاسة وسلوكيات إنسانية اتسمت بالعدوانية والأنانية وضعف روح المسؤولية والجهل وضعف القيم الأخلاقية.
ولكن في ثورة روج آفا، تميزت المرأة بدورها الطليعي في قيادة المجتمع وأصبحت مثالاً يحتذى بها في الشرق الأوسط بمقاومة باسلة وبطولية، ومع ذلك تتعرض المرأة لأقسى اساليب العنف من قتل وانتحار الذي يعد أمراً طارئاً ومستغرباً ونحن كمنظمات ناشطة في مجال حقوق المرأة نرى ذلك بمثابة مأسي إنسانية ويجب تناولها في سياق أكثر شمولية، ففي المحصلة الانتحار هو احتجاج على ظرف ما ونتيجة ضغط ما لا يستطيع المنتحر تحملها فيلجئ للهروب منها إلى عالم آخر.
وكانت آخر هذه الحوادث حرق امرأة لنفسها وانتحار فتاة من قامشلو، ورغم بشاعة الموقف علينا تفهم الظروف والأسباب التي تدفع بعض أفراد المجتمع إلى محاولة الانتحار ومن ثم مد يد العون لهم ومساعدتهم في حلها وعدم الاكتفاء بدور المتفرج ووضع رؤوسنا في الرمال كي لا يروا حجم هذه الحالات الفردية وكي لا تتحول وتفاقم إلى ظاهرة في مجتمعنا.
ونحن في مجريات هذه الأحداث لا ننسى إرادة الحياة والحرية عند فريناز خسرواني التي قاومت وانتفضت في وجه مغريات الحياة وفضلت الموت من أجل الحفاظ على كرامتها فأصبحت شعلة للحرية في وجه النظام الملالي الفاشي.
ومن أجل وضع حد لهذه الحوادث يجب علينا كمنظمات ناشطة في مجال حقوق المرأة زيادة الجرعات التوعوية اللازمة لأفراد المجتمع وبشكل خاص بين النساء حيث رأينا الاكتئاب النفسي هو السبب الرئيسي في 80 % من حالات الانتحار، فشخص المنتحر لا يرحب بمناقشة مشكلته أو البحث عن حلول لها، ورسالتنا للعائلة والأصدقاء هو وجوب إعطاء الدعم النفسي لهن.
وتسليط الضوء على أي حالة هو جزء رئيسي في الوقاية من عنف آخر في زمان ومكان آخر، لذلك نناشد كل امرأة أن تخطو خطوات جادة وفعالة في طريق حريتها وتنظيم نفسها في كسر قيود الذل والعبودية للوصول إلى حياة كريمة لا ذل فيها ولا عنف ونهيب بكافة المنظمات والاتحادات النسائية والإنسانية بالعمل معاً لنشر فلسفة الحب والحياة وثقافة الجمال والأخلاق ومناهضة العنف بكافة أشكاله.