عفرين - شاء القدر أن يجمعنا بأم سليمان الزوجة الصالحة والأم الحنونة وفي نفس الوقت هي المرأة المضحية من أجل انقاذ عائلتها من قيود الفقر والعوز الذي حكم تلك العائلة لتوضح لنا دموع معاناتها فبينما كنا نقوم بتغطية خبر بتاريخ 10-8-2012 في مدينة عفرين التقينا بتلك العائلة التي تواجه المستحيل من أجل لقمة العيش.
اليوم هو الجمعة والناس والأهالي تخرج إلى السهول وإلى الأنهار ولكن لم نرى ذلك عند هيفين حسن زوجة حسين سليمان المريض بالكليتين، بل على العكس كان الفقر والحزن السيد الحاكم في تلك الغرفة الصغيرة الذي هرب السقف منها لتترك تلك العائلة البسيطة في وجه برد الشتاء وحرارة الصيف التي تقطع الأنفاس.
تكلمت أم سليان إلينا عن مأساتها ودموعها كانت تشهد معها ولم يكن حال أب سليمان أفضل من حال زوجته بسبب المرض الذي كان يعانيه في كليته التي تتطلب أن تغسل أسبوعياً ولكن الظروف المادية لا تقف إلى جانبه بالإضافة إلى سوء مستشفيات الدولة وعدم اهتمام الاطباء بالمرضى فالأطباء يأخذون رواتبهم والفقراء والعاجزون يدفعون أرواحهم فأين الإنسانية.
حتى الطفل سليمان الذي هو أخ لسلوى وعلي لم يسلم من ظلم القدر وحرمته الحياة من نعمة البصر ليكبر هموم الوالدة التي تناضل ليلاً ونهاراً لتأمين لقمة العيش لها ولعائلتها ولأخت زوجها جيهان البالغة من العمر ثلاثين عاماً ووالدة أب سليمان ولم نستطع غض النظر عن حال أخت زوجها التي تعاني من مشكلة في الوقوف على قدميها.
لم نستطع التكلم بل أكتفينا بالنظر إلى امرأة لم تكن تعرف الصعاب ولم تقف مكتوفة الأيدي بل إنها تستيقظ كل يوم لتذهب إلى الأرض الذي أصبح معيلها الوحيد فشاركنا ما رأيناه معكم.
ولدى حديث أم سليمان استهلت بكلماتها مستغيثة بالمنظمات الإنسانية لتقديم يد العون والمساعدة فليس هناك أم سليمان وحيدة بل هناك الألاف من العائلات الفقيرة الذين لا نراهم، لا بل نراهم ولكننا نغلق عيوننا عندما نصادفهم.
أم سليمان ترفع صوتها إلى كل ضمير كل حي في عفرين والعالم لكي يقفوا إلى جانبها وإلى جانب عائلتها التي لم تعرف معنى الحياة حتى هذه اللحظة.