كان علم المرأة نقطة الانطلاق الأولى بالنسبة لناكيهان أكارسال

أشارت إيلم روني، إحدى قياديات وحدات المرأة الحرة ـ ستار، إلى إن علم المرأة كان نقطة انطلاق وأساساً لتعريف الذات للناشطة والأكاديمية ناكيهان أكارسال.

وفي حديثها في ذكرى استشهاد ناكيهان اكارسال، قامت القيادية في وحدات المرأة الحرة ـ ستار أيلم روني، بالتحدث حول انخراطها في أعمال ودراسات علم المرأة (جنولوجيا).

واستذكرت إيلم روني في البداية بكل احترام ناكيهان اكارسال التي اغتيلت بوحشية على يد فاشية الدولة التركية وقالت: "سنواصل مقاومتنا حتى تحقيق أهداف، ناكيهان ورفيقتها كانوا ولازالوا مستقبلنا، إنهم أملنا، هم تطلعاتنا، لهذا السبب هاجموها وقتلوها، لكن فلّا تنسى الفاشية هذا الأمر، قد لا تكون ناكيهان جسدياً بيننا، لكن أفكارها ونضالها معنا، إننا نناضل بالقوة التي استمديناها منهم، وبالقوة التي اكتسبناها منهم سننتصر، إنه من واجبنا جميعاً أن ننشر نضالهم اجتماعياً، لأنهم استشهدوا في سبيل حياة أفضل، ولأنهم اختاروا سبيل قضية الحرية، وساروا على هذا الطريق، ودفعوا الثمن، لذلك يجب أن يكون رد الجميل والثمن الكبير هذا رفع راية النصر.

ولدت ناكيهان عام 1976 في بلدة خليكان في منطقة جيهان بيلي في قونية، أكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والثانوية حيث ولدت، وتخرجت من جامعة غازي في أنقرة بدرجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام والإذاعة.

عاشت الرفيقة ناكيهان في القرية مع أختها وأخيها وأمها، كانوا منفصلين عن والدهم منذ الطفولة، ليست لدي معلومات كاملة عن حالة والدها، وسبب انفصاله، وماذا حدث بعد ذلك.. لقد كانت والدة ناكيهان شخصية سلطوية ومهيمنة للغاية، إليف، التي كانت القرية بأكملها تخافها ، كانت شديدة الحماية لأطفالها ومستعدة لتقديم أي تضحية لحمايتهم، كانت والدتها معروفة باسم إليف المجنونة من قبل أهل القرية، التي كانت إلى جانب إخلاصها للدين، تدافع عن القيم الأخلاقية في إطار الثقافة الثقافة الكردية، و استخدمت كل قوتها لضمان تعليم أطفالها حتى لا يكونوا مثلها، وكان ذلك سبباً كافياً لتكون ناكيهان ناجحة وذكية في المدرسة، وكانت دائماً تحصل على أفضل الدرجات، وشيئاً بعد شيء أصبحت هي المسؤولة في المنزل بعد والدتها.

لقد أدت مشاركتها النشطة في أنشطة اتحاد شبيبة كردستان في الجامعة إلى التعرف على النضال عن كثب والتعرف أكثر على القيم الوطنية الكردية، ومن أجل أن تتدفق طاقة الشباب الطلابي إلى النضال، فقد مكنت العديد من الشباب الذين لعبوا دوراً قيادياً في العديد من المدن الكبرى في تركيا من المشاركة بنشاط في النضال، وقامت بتحويل مساكن الطلاب التي كانوا فيها إلى مراكز تعليمية، ونظمت العديد من الدورات التدريبية وألقت ندوات ومحاضرات لتوعية الشباب بالحرية، حيث أدت بساطة شخصيتها وتواضعها وتعاطفها مع الجميع وطيبة قلبها وسعيها الدائم في المشاركة إلى خلق سمعة طيبة حولها، وبفضل الوعي الذي اكتسبته خلال سنوات دراستها، انتقلت من منزل إلى منزل في قريتها وحاولت تنظيم جميع الشابات والمسنات والمتزوجات ورفع وعيهن، أخذت مجلة أوزغور هالك بين يديها، قرأت كل المقالات في المجلة للنساء اللاتي جمعتهن في منزلها، وحاولت أن تجعل الجميع يفهمون واقع بلدنا ، لقد كانت ناكيهان متأثرة كثيراً بعملية الرفيقة زيلان (زينب كيناجي) عام 1996، وبذلت جهوداً كبيرة لجعل الجميع، الصديق والعدو، يفهمون عظمة وسمو هذا العمل.

انضمت الرفيقة ناكيهان إلى عملية في تركيا بسبب مهاراتها ومميزاتها، لكن لم تكن هذه العملية جيدة بالنسبة للرفيقة ناكيهان التي تم إلقاء القبض عليها أثناء العمل، إذا لم أكن مخطئة، فقد بقيت في السجن لمدة 7-8 سنوات، وبعد إطلاق سراحها من السجن، عملت لفترة طويلة في مجال الإعلام، وأصبحت خليفة غربتلي إرسوز في الصحافة النسائية.

وفيما يتعلق بمساهمة ناكيهان أكارسال في مجال علم المرأة، قالت القيادية أيلم روني: "لقد شاركت في التدريب في حزب حرية المرأة الكردستانية لفترة من الوقت، و انخرطت في علم المرأة بحب كبير، ومن خلال عملها ودراستها لعلم المرأة، حاولت تثقيف النساء من سن السابعة إلى السبعين من العمر، وعملت على تنوير المرأة، ومن أجل تطبيق نموذج المرأة الحرة للقائد، قامت بتدريب الجميع من الأكاديميات إلى المدارس في المراكز التعليمية، بالنسبة للرفيقة ناكهان، كان كل مكان ساحة للتعليم، من الجبال حتى روج آفا، ومن هناك إلى جنوب كردستان، وأصبحت قيادية عملت على تنوير عقلية المرأة، حيث كان العمل في مجال علم المرأة (جنولوجيا) بمثابة قفزة نوعية للرفيقة ناكهان الذي ساهم في منحها للوجود معنى كبيراً، وجعلها تتعمق في فهم ذات المرأة، للوصول إلى القيم المفقودة وتعزيز مساعي المرء كامرأة، أصبح العمل والدراسة في علم المرأة هو الزمان والمكان بالنسبة لها، كرفيقات لها، لن ننساها أبداً ونعدها بأننا سنكون جديرين بذكراها ".