جريمة الاغتصاب التي يرتكبها مرتزقة حراس القرى هي سياسة من سياسات الحرب

لا يتم معاقبة مرتزقة حراس القرى الذين يقومون بالتحرش واغتصاب النساء في وان، ففي 6 حوادث اغتصاب، تمت معاقبة أحد مرتزقة حراس القرى فقط، وجرى إطلاق سراح باقي مرتزقة حراس القرى بعد سجنهم لفترة قصيرة.

يقدم مرتزقة حراس القرى، الذين يعتمدون على سياسة الإفلات من العقاب التي تتبعها السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على ارتكاب الجرائم بكل الأشكال، حيث أن مصادرة حقول القرويين، التهجير القسري، استخدام الأسلحة ضد المدنيين، التهديدات، الابتزاز، التحرش بالنساء واغتصابهن، وخاصة اغتصاب الفتيات الصغار، هي بعض من الجرائم التي يرتكبها مرتزقة حراس القرى، حيث تزايدت حوادث الاغتصاب على أيدي مرتزقة حراس القرى في السنوات الأخيرة في كل من مدينة وان ونواحيها، ففي السنوات الثلاث الماضية فقط،  كانت هناك 6 حالات اغتصاب وفقا للبيانات الرسمية والمعروفة من قِبل الرأي العام، وتشير التقديرات إلى وقوع المئات من هذه الحوادث، حيث يتم التستر عليها جميعاً من قِبل البيروقراطية العسكرية والسياسية للدولة، فيما من لا يمكن التستر عليها، تتم محاكمتهم أيضاً ولكن دون أن تفضي إلى أي نتيجة مرجوة، وفي حالات الاغتصاب الست التي حدثت في وان خلال السنوات الثلاث الماضية وكان الرأي العام على دراية بها، تمت معاقبة أحد مرتزقة حراس القرى فقط، وجرى إطلاق سراح مرتزقة حراس القرى الآخرين بعد قضائهم فترة قصيرة في السجن. 

يتم التستر على الاعتداءات

وقيّمت المدافعة عن حقوق المرأة زوزان أوزكوكجه، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، الجرائم التي أقدم مرتزقة حراس القرى على ارتكابها وإفلاتهم من العقاب، وقالت إن اغتصاب النساء هو أسلوب مرتزقة حراس القرى والقوات شبه العسكرية والبيروقراطية المسلحة أو غير المسلحة في الدولة التي تم استخدامها على مدى سنوات، وأوضحت أن ما يجري الآن في الوقت الراهن نتيجة للسياسات العسكرية، وقالت بهذا الخصوص: "كانت الأمور على نفس الشاكلة في فترة التسعينيات، فحتى لو تغيرت في بعض الأحيان، لكن تتواصل ذات السياسة بشكل ممنهج، حيث في فترة التسعينيات وبداية القرن الحادي والعشرين، اُرتكب العنف النفسي والجسدي والجنسي ضد جسد المرأة في السجون بسبب الكردياتية.

كما أن الوضع على هذا الحال في الأجزاء الأربعة من كردستان، حيث كانت هناك قوات خاصة شبه عسكرية تابعة لصدام حسين مكلفة بـ "التشهير بشرف المرأة"، وكان هذا اسمهم، كما أن المرأة كانت في الحرب على مدى سنوات طويلة تُعتبر بمثابة غنيمة، والآن في الوقت الراهن، هناك حرب مستمرة منذ سنوات طويلة، وأحد أطراف هذه الحرب هو المرأة، حيث أن المرأة هي من تتعرض للضربات الأليمة".

ونوّهت زوزان أوزكوكجه إلى حادثة ن.ج التي جرت في العام 2002، وقالت بهذا الخصوص: "مع هذه الحادثة، أصبحت حوادث التحرش والاغتصاب التي ارتكبت على يد مرتزقة حراس القرى والقوى الأمنية حديث الساعة ونُشرت تقارير حول ذلك، كما أن هذا الأمر يحصل على الدوام ويجري التستر عليه، حيث أن نظام العدالة والقانون بات في وضع مزري للغاية، ففي حادثة ن.ج، كان هناك جاني، ولكن لم يتم اعتقال أحد، وكان الأمر على هذا المنوال، ففي الآونة الأخيرة، كان مرتزقة حراس القرى يقدمون على الاغتصاب، كما أننا نستخدم مصطلح الآونة الأخيرة، ربما نفعل ذلك لإدراجه على جدول الأعمال وجعله حديث الساعة، أو أن صدماتنا الاجتماعية تتجدد دائماً ويقولون "في الآونة الأخيرة"، وبخلاف ذلك، تعاني النساء من هذا الأمر منذ سنوات، حيث لا يتم إلقاء القبض على مرتزقة حراس القرى، ولا يوجد أي إجراء قانوني، كما الفتيات الصغار اللواتي يتعرضنّ للاغتصاب يجري التحقيق لإرضائهن وعذريتهن، حيث هناك العديد من أنواع الاعتداء الجنسي التي تُرتكب بحق النساء، لكن لا يُنظر إليها إلا من خلال العذرية، ومع ذلك، على سبيل المثال، فإن نشر الشائعات في القرى يعد أيضاً شكلاً من أشكال العنف، حيث إذا أراد أي مرتزق من حراس القرى أو ابنه الزواج، ولم ترغب عائلة الفتاة في ذلك، فإن العائلة تتعرض لضغوط سياسية ونفسية من قِبل مرتزقة حراس القرى".

تفقد النساء أرواحهن بسبب نتائج النظام

وقالت زوزان أوزكوكجه: "يُترك شعبنا في حالة من اليأس، حيث يضطر الإنسان للنزوح من قرتيه إلى المدن الكبيرة بسبب تطبيق نظام مرتزقة حراس القرى، حيث هناك حرب نفسية غير متكافئة مستمرة، وللأسف، فإن المرأة الكردية أكثر ضحايا هذا الأمر، بل إنهن أكثر عرضة للعواقب السلبية، إذ أن نتائج النظام تسبب في مقتلهنّ، لذا ينبغي على الجميع أن يتصرفوا بمسؤولية، فهذا بحد ذاته سياسة حرب، ويجب أن نتمسك ببعضنا البعض، و نتابعه من الناحية القانونية، وكـ رأي عام، يجب علينا أن نمارس الضغوط".

وأوضحت زوزان أوزكوكجه أنه ينبغي على الأكاديميين الكرد ومنظمات المجتمع المدني والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان القيام بعمل جاد، وقالت بهذا الصدد: "يجب أن نعمل على توعية الشعب الكردي في هذا الشأن، ويجب أن تتعلم الفتيات حقوقهن الجسدية، وعلى العوائل أن تعمل على حماية أطفالهم، حيث يقوم مرتزقة حراس القرى باللجوء إلى طرق وأساليب مماثلة من هذا النوع؛ يريدون تزويج أولادهم، ولكن عندما لا يقدرون على القيام بذلك، يلجأون حينها إلى التحرش والاغتصاب، وعندما يُضاف الفقر إلى ذلك، يصبح المجتمع عاجزاً".