حزب العدالة والتنمية يستهدف النساء بشكل مباشر

ترى الذهنية المتسلطة المرأة بأنها أكبر عائق أمام بناء مجتمع على حده، بينما تقوم هذه الذهنية بوضع جميع قوانينها وفقاً لحماية الرجال الذين يغتصبون، يتحرشون، ممارسي العنف والقمع، وما إلى ذلك، وبهذه الطريقة تُستهدف النساء بشكل مباشر.

يتزايد العنف ضد المرأة في تركيا يوماً تلو الآخر، كما يتزايد استهداف النساء نتيجة سياسات الدولة القائمة على إفلات المجرمين والجناة من العقاب، قُتلت 7 آلاف و 455 امرأة خلال 19 عامًا من حكم حزب العدالة والتنمية.

وفي الآونة الأخيرة، دأبت النساء أيضاً على الدفاع عن أنفسهن من أجل التمكن من العيش. ومن ناحية أخرى، فإن النساء اللاتي تحمين أنفسهن من عنف الذكور تُعاقبن أيضاً بالسجن المشدد.

انسحبت تركيا من اتفاقية إسطنبول بأوامر وقرار رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان. كانت تركيا قد وقعت على الاتفاقية في البداية وقبلتها. منذ يوم إلغاء الاتفاقية، تعبر الناشطات والمنظمات النسائية عن رفضهن لإلغاء هذا الاتفاق.

تصاعد العنف ضد المرأة  في 19 عاماً مع حكم AKP

تحدثت الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP ) في جزيرة، غولر تونج، إلى وكالة فرات للأنباء (ANF) حول العنف ضد المرأة وانسحاب السلطات التركية من اتفاقية إسطنبول. 

وذكرت غولر، أن العنف ضد المرأة وصل إلى أعلى مستوياته خلال 19 عامًا من حكم حزب العدالة والتنمية.

وقالت: "إن  العنف الذي تزايد خلال حكم العدالة والتنمية انتشر في جميع مناحي الحياة. إن حكومة العدالة والتنمية تشن هجماتها باستمرار على النساء لأنها لا تريد أن يكون للمرأة رأي في تركيا وكردستان، بينما تستهدف أيضاً النساء اللاتي تُطالبن بحقوقهن، انسحبت تركيا أخيراً من اتفاقية إسطنبول بأمر من أردوغان". 

لماذا انسحبوا؟ ولماذا الاتفاق مهم للمرأة؟

تم التوقيع على اتفاقية إسطنبول لحماية المرأة من جميع أشكال العنف من قبل مجلس أوروبا في إسطنبول في 11 آذار عام 2011 لجميع البلدان. وتم نشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية في 8 آذار 2012، (اليوم العالمي للمرأة). ووقعت بعض الدول الأعضاء في مجلس أوروبا وآخرون على الاتفاقية. كانت تركيا أيضاً بين هذه الدول التي وقعت على الاتفاقية.

وتستند اتفاقية اسطنبول على المساواة الاجتماعية بين الجنسين. والهدف منها هو المساواة بين المرأة والرجل ومنع جميع أشكال العنف ضد المرأة.

سبب الاستهداف

وأوضحت غولر تونج أن جميع القوانين الآن في تركيا، تستند إلى قوانين "فردية"، وأن أولئك الذين يعارضونها يُعرفون أيضاً أنهم أعداء. فالعقلية السلطوية ترى أن المرأة هي أكبر عقبة أمام بناء مجتمع على أساسه. وقد ظهر هذا بالفعل في تعديل وإلغاء بعض القوانين. تقوم جميع قوانينها على حماية المغتصبين والمسيئين والمعتدين وما إلى ذلك. وبهذه الطريقة يتم استهداف النساء بشكل مباشر.

وأضافت "بالفعل تزايد استهداف أردوغان والتحالف الفاشي لحزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية، للنساء والعنف ضد المرأة، ويقتلوا النساء كل يوم؛ في الواقع تعرضت النساء للتحرش، الاغتصاب والاعتداء".

وتابعت: ليس فقط النساء، ولكن أيضًا مستقبل مجتمع الأطفال جاء إلى نفس الإدراك تمامًا،  لقد كافأت السلطات دائما المغتصبين بقوانينها واستهدفت النساء اللاتي دافعن عن ذاتهن ضد الرجال".

العدالة والتنمية يريد القضاء على إرادة المرأة

وأشارت تونج إلى أن النساء في السياسة داخل حزب العدالة والتنمية فقدن تاريخ المرأة، وتابعت قائلةً: لقد فقدت النساء في السياسة داخل تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هويتهن كنساء وأصبحن جزءًا من النظام الذكوري. مهما حدث ومهما كانت الأيديولوجية، يجب ألا تتخلى المرأة عن هويتها أبدًا. منذ بداية التاريخ وحتى الآن كانت هناك نساء والنساء هن أعظم المخلوقات، للأسف، يريد حزب العدالة والتنمية اليوم أن يترك النساء بلا إرادة والقضاء عليهن، كما أنه يريد أن يخلق المرأة  كـ "عبدة للنظام الذكوري"، كلما ييأس العدالة والتنمية يشن هجماته على المجتمع من جميع الجهات،  ولكن أشد أنواع الهجمات يتم ضد النساء.

بشخصية القائد أوجلان يتم فرض العزلة على النساء

وأشارت تونج إلى أن عزلة السيد عبد الله أوجلان يتم من خلاله استهداف نموذج المرأة  وأضافت "منذ تاريخ الكفاح من أجل حرية الشعب الكردي، خاض السيد أوجلان كفاحاً ومقاومة لا مثيل له من أجل حرية المرأة، فأن السلطات التركية تفرض العزلة المشددة على القائد أوجلان منذ 22 عاماً. ومن خلال عزلة شخصية السيد أوجلان يتم فرض العزلة على المرأة، وفي نفس الوقت يتم استهداف النموذج الذي أنشأه السيد أوجلان للنساء".

وأكدت أنه و "تزامناً مع عزلة السيد أوجلان يريدون إنهاء كفاح المرأة وبالتالي فرض عزلة شديدة. إذا أردنا نحن النساء أن نكون أحرارًا اليوم، يجب أن نصعد وتيرة نضالنا ومقاومتنا بكل قوتنا لكسر العزلة وتحقيق الحرية للسيد أوجلان، وسيستمر العنف والعزلة ضد المرأة وعزلتها طالما لم تنتهي عزلة إمرالي".

حرب خاصة في كردستان

وذكرت تونج أن هناك حرباً خاصة ضد المجتمع في كردستان منذ ما يقرب من خمس سنوات، وأضافت "بعد الإدارات الذاتية وهنا، شن حزب العدالة والتنمية حرباً خاصة في كردستان. تروج الحكومة سياسة العنف ضد المرأة وإدمان المخدرات في مناطق مثل آمد، شرناخ، ديرسم وإيله، كما أن السلطات تسعى إلى استبعاد الشباب من المجتمع. وتقوم بهذه الممارسات من خلال جنود وقواتها الشرطة، اختفت شابة تدعى كليستان دوكو منذ ما يقرب عامين. واختفت كليستان من قبل أبن أحد عناصر الشرطة ولم يتم سماع عنها أي أخبار منذ عامين".

وتابعت: "في باطمان أيضًا، ألقى رقيب الشرطة موسى أورهان القبض على أوبك أر مرة أخرى وتعرضت للتحرش لعدة أشهر. ووقع نفس الحادث في مركز شرناخ من قبل ضابط شرطة. فالدولة تتعمد تدريب هؤلاء الأشخاص وإرسالهم إلى كردستان للقيام بمثل هذه الممارسات".