تربه سبيه- مع بدء موسم قطاف القطن في بعض مناطق غرب كردستان عمت الحركة في المنطقة بكثرة للبدء بقطاف القطن في وقته المناسب والمحدد.
والقطن محصول يزرع في منطقة الجزيرة على الأغلب بسبب المناخ المناسب والتربة الخصبة والظروف والشروط المناسبة لزرع هذا المحصول وهو من أهم المحاصيل الزراعية في المنطقة. ويزرع القطن في منتصف فصل الربيع، تحديداً شهر نيسان ويستمر سقيه لأوائل فصل الخريف.
لم يعد إنتاج القطن كالسابق ذلك بسبب سوء المناخ وعدم توفير المياه اللازمة. وارتفاع أسعار المواد المستخدمة في زراعة المحصول والكثير من العوائق التي تصبح سبباً في عدم انتشار زراعة القطن.
قرية تل جهان التابعة لمنطقة تربه سبيه والتي تبعد عن مركز المدينة خمس كيلومترات من القرى الكثيرة التي تعمل بإنتاج هذا المحصول. حياة أهالي القرية والمعروفة بتنوعها الاثني والديني، فهي تجمع بين الكرد والعرب والمسيحيين. في هذا الموسم تتركز حياتهم على قطاف المحصول.
أهالي القرية يلاقون الكثير من الصعوبات عند القطاف وما قبله ومنها ما قالته ذكية علي: "نحن كعاملين في حقول القطن نستيقظ في الصباح الباكر لنبدأ بقطاف القطن حيث الاستراحة قليلة جداً رغم صعوبة العمل، إلا إننا مضطرين للعمل هنا لأن ظروف الحياة باتت صعبة وخاصة بالنسبة للمرأة التي إن بقيت في بيتها من دون معيل فيقع عبء إعالة أولادها على كاهلها، فيكون عملها الشاق بغية تدبير لقمة العيش لأطفالها. لهذا نتحمل البرد والحر أثناء قطاف القطن فنحن مضطرات على القيام بهكذا عمل".
أما الشابة شيلان محمد فتطرح الصعوبة من جانب آخر لها فتضيف لزميلتها ذكية عن بخس ثمن عملهن لتقول: " في الحقيقة نعاني صعوبات جمة أثناء العمل، لأن محصول القطن لهذا العام ذو ثقل خفيف وخلال يوم كامل نعمل بـ50 ليرة لا غير، ربما نتيجة عدم توفير المياه اللازمة للمحصول أثر على ثقل القطن. وهذا ما يجعل تعبنا يذهب سُدى، فمن الصباح إلى المساء ننحني لجمع القطن من الجوزات وهذا ما يُضر بصحتنا ايضاً".
هذا ومن المعلوم بأن المنطقة شهدت سياسة تجويع كبيرة من قبل النظام البعثي، حيث منع حفر الآبار في الكثير من المناطق، ووصل الأمر بالنظام الى تحديد نوعية الانتاج.