أرسلت حركة حرية المرأة الإيزيدية رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حول الأوضاع الأخيرة في شنكال وهجمات دولة الاحتلال التركي على شنكال، وفي الرسالة أدانت هجمات دولة الاحتلال التركية وأوضحت أن الدفاع حق مشروع وهذه الهجمات هي استمرار للإبادة الجماعية.
وفي الرسالة قيمت أيضاً أهداف الهجمات على المجتمع الإيزيدي وقيل إن المجتمع الإيزيدي لم يعد يثق في أي قوى خارجية، الإيزيديين وحدهم هم من يستطيعون حماية أنفسهم وعقيدتهم.
وجاء في نص الرسالة:
"أن المجتمع الإيزيدي صاحب ثقافة ومعتقدات وتاريخ عريق يمتد لألاف السنوات، وهو مجتمع ديمقراطي محب للسلام، ويعرف العالم أنه تعرض لـ 74 إبادة عبر التاريخ، وعشرات الإبادات فرضت على مجتمعنا من قبل العثمانيين آخرها صدر في 3 أغسطس 2014 من قبل داعش".
وأوضح البيان أنه "كما هو معروف قُتل عشرات الآلاف من الإيزيديين في هذا الإبادة، وتم أسر الآلاف النساء والأطفال من قبل داعش وما زال مصيرهم مجهولاً، كما تم تهجير مئات الآلاف وبناء عشرات المقابر الجماعية، ومن أجل حماية المجتمع الايزيدي من الإبادات، أنشأت نظامها الخاص للإدارة الذاتية، وقوات الدفاع الخاصة بها، ووحدات مقاومة شنكال، ووحدات نساء شنكال، وأسايش إيزيدخان، ومؤسساتها، لأنه بعد تنفيذ 74 إبادة، لا يستطيع مجتمعنا أن يثق في أي قوى خارجية يمكنها حماية وجوده".
وأشار البيان إلى أن "الدفاع عن النفس أصبح حقاً مشروعاً لكل قوم أو المجتمعات المعرضة لخطر الإبادات ونود أن نلفت الانتباه إلى أن نظام الإدارة الذاتية ديمقراطي ولا يتعارض مع دستور العراق وليس مخالفاً لدستوره، وبعد إبادة الثالث من أغسطس عام 2014 ولغاية اليوم لا تزال الدولة التركية تقصف شنكال مئات المرات بالطائرات الحربية والمسيرة وارتكبت جرائم حرب، وتم استهداف المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال".
وأضاف "قوات دفاعنا ووحدات مقاومة شنكال ووحدات نساء شنكال YJŞ، والتي تتكون من شباب وشابات من المجتمع شنكال الإيزيديين والعرب، يحمون أرضهم ومجتمعهم من الإبادات على مدى السنوات العشر الماضية"، لافتاً إلى أن الدولة التركية استهدفت حتى الأماكن المقدسة وأصبحت هدفاً لها، ومؤخراً ومع اقترابنا من ذكرى تحرير شنكال، هاجمت الدولة التركية شنكال وارتكبت جرائم حرب، وجاءت نتائج هجماتها الأخيرة على شنكال كالتالي، قصف 16 مكاناً 20 مرة بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة أسفرت عن مقتل 6 أشخاص و4 جرحى من قوات دفاع ووحدات مقاومة شنكال، وإصابة 2 من المدنيين والأطفال، وقصف منزلين واستهداف مكانين مقدسين للإيزيديين، واستهداف خزاني مياه وشاحنة بلدية الشعب".
ولفت البيان إلى أن "هذه الهجمات لها تأثير سلبي على مجتمعنا ولا تسمح بالتئام جراح المجتمع الإيزيدي من إبادة عام 2014، كما أن هذه الهجمات التي تقوم بها الدولة التركية على المجتمع الإيزيدي في شنكال هي ضد حقوق الإنسان وفي الوقت نفسه إبادة جماعية واستمرار لإبادة 3 أغسطس ٢٠١٤".
وشدد على أنه "كحركة حرية المرأة الإيزيدية نرفض بشدة هذه الهجمات الوحشية من قبل الدولة التركية، لأنه تؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة، ونرى أن هذه الهجمات تشكل تهديداً خطيراً على مجتمع شنكال، وفي الوقت نفسه تهديداً على كافة أنحاء العراق، لأن شنكال جزء من العراق وللحكومة العراقية فلها واجبات ومسؤوليات تجاه المجتمع الايزيدي ومجتمع شنكال".
وأكد البيان على أن "صمت الحكومة العراقية تجاه هجمات وأفعال الدولة التركية على شنكال يعني تبرير هذه الهجمات، 10 سنوات مرت على الإبادة الجماعية والمجتمع الإيزيدي ينتظر اعتراف الحكومة العراقية رسمياً بالإبادة الجماعية والإدارة الذاتية، لذلك نقول إن 74 إبادة جماعية فرضت على المجتمع الإيزيدي ليست قليلة، لذلك لن نسمح مرة أخرى بأن يصبح المجتمع الإيزيدي ومجتمع شنكال ضحية لمصالح الدول وصراعها على السلطة".
ودعا بيان حركة حرية المرأة الإيزيدية في ختام البيان "حكومة العراق للقيام بواجباتها ومسؤولياتها الإنسانية والقانونية تجاه المجتمع الإيزيدي ومجتمع شنكال، ويجب إغلاق المجال الجوي لطائرات الدولة التركية فوق شنكال على الفور".