بدأت حركة المرأة الحرة بإطلاق حملة جديدة تحت شعار "المرأة ستناضل من أجل حرية القائد، من أجل الثقافة واللغة الكردية والعنف ضد المرأة" وأدلت حركة المرأة الحرة ببيان أمام جمعية دجلة للثقافة والفنون في أمد، وشاركت المتحدثة باسم مجلس المرأة في حزب الأقاليم الديمقراطية، بيريفان باهججي، والمتحدثة باسم مجلس المرأة في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، خالدة تورك أوغلو، والعديد من النساء في الفعالية.
تم قراءة النسخة الكردية من البيان من قبل الرئيسة المشتركة لحزب الأقاليم الديمقراطية في آمد، سلطان ياراي، وتم قراءة النسخة التركية من البيان من قبل الرئيسة المشتركة لجمعية دعم ومساعدة عوائل مفقودي مهد الحضارة، يتر إيرل توما.
وجاء نص البيان كما يلي:
"إن القضاء على الأزمات التي خلقتها الحداثة الرأسمالية ليس ممكنا إلا من خلال نظامنا الكونفدرالي الديمقراطي لتحرير المرأة."
إنَّ الشرق الأوسط تخضع اليوم لنظام الدولة- القومية المهيمنة من قبل الذهنية الذكورية والرأسمالية، المرتكزة على أساس سياسة إبادة المرأة والإبادة الثقافية والإنكار والتدمير، أصبحت مرة أخرى مركزاً للحرب العالمية الثالثة .
ورغم أن الشرق الأوسط يُنظر إليها باعتبارها تلك الأرضية الخصبة لأعمق الصراعات للحضارة التي خلقت الدولة، لذلك ينبغي لنا أن لا ننسى أنَّ الشرق الأوسط هي موطن قوى الحداثة الديمقراطية التي خلقت نماذج للحياة الحرة والمساواة وخاضت مقاومة لا مثيل لها في سبيل هذه ذلك.
مع أساسها التاريخي لثقافة المرأة الحرة وتنوعها التي أحيت المقاومة الاجتماعية؛ إنَّ الحقيقة نفسها التي نعيشها ونعرفها ونراها هي التي تحتوي في داخلها على أقرب لحظة من الحرية، ومن ثم فإنَّ نضال ممثلي الحضارتين اليوم من أجل بناء سلطة خطهما وأنظمتهما الأيديولوجية هو أقرب ما يكون إلى النجاح.
إن أحد جانبي الصراع، بأيديولوجياته الدينية والقوموية والعلموية والجنسوية، يمثل الدول القومية التي تشكل مصدر كل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في العالم، إن سبب الأفعال التي يتم استهداف المرأة من خلالها في الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تحوَّل كل منزل إلى نظام سجن، وجرائم اغتصاب الأطفال واستهدافهم بشكل منهجي، وسبب السياسات التي تستغل النساء باسم الحرية، وتقلل من قيمة عملهنَ، وتعاملهنَ كسلعة، وتعمق معاناتهنَ، هو نفس المصدر، نظام الحداثة العالمي.
لقد أثبتت التطورات الأخيرة في سوريا مرة أخرى بأنَّ الحل الدائم غير ممكن دون القضاء على عقلية الدولة القومية ذات نظام الحكم الواحد للحداثة الرأسمالية، بعد إسقاط نظام البعث تحولت سوريا إلى ساحة تحاول فيها كل القوى الإقليمية المهيمنة إقامة نظام يخدم مصالحها الخاصة، ولكن نضال الشعب من أجل الحرية يتم تجاهله مرة أخرى.
ومن ناحية أخرى، هناك تمثيل النموذج الديمقراطي البيئي لحرية المرأة، ونظام الكونفدرالية الديمقراطية الذي أصبح جزءاً من الحياة في روج آفا، والذهنية التي بنيت عليها، إنَّ الحداثة الرأسمالية تحاول اليوم القضاء على هذا النموذج ، والقوة القادرة على تحريرنا من هذا الظلام وإيجاد الحل هي بلا شك منشئ هذه الأيديولوجية، القائد عبدالله أوجلان، الذي طرح نموذج حياة جديد لحرية المرأة والشعوب في إطار منظور الأمة الديمقراطية، وبفضل هذه القوة والإيمان فإنَّ المرأة والشعب الكردي، الذين أصبحا رائدا الحداثة الديمقراطية ، لن يسلما مصيرهم مرة أخرى لأية دولة قومية.
إنَّ حركة المرأة الكردية، من خلال النضال التحرري، تعطي معنى لنفسها وللمجتمع وللعالم الذي تعيش فيها، ومن خلال هذا النضال، تعبر المرأة عن حقيقتها من خلال الحياة الحرة الندية، إنَّ الحياة الديمقراطية والحرة للمرأة والشعوب ممكنة من خلال التخلص من ذهنية الحداثة الرأسمالية التي تستند عليها الدول القومية، و من خلال بناء النظام الكونفدرالي الديمقراطي للمرأة.
إن هدف الحرب العالمية الثالثة التي نعيشها الآن، هو إزالة هذا المثل الأعلى للحياة من عقول ومشاعر الناس والمرأة و و القضاء على ثقافة المرأة، و بالرغم من أنَّ الحرب العالمية الثالثة لم يطلق بعد عليه هذه التسمية بشكل رسمي، إلا أنها الحرب الغير قانونية والغير أخلاقية التي تمارس ضد المرأة.
إن المثال الأكثر وضوحا على ذلك هو نظام التعذيب الذي يمارس في إمرالي، والذي بدأ بمؤامرة دولية ليس لها مثيل في التاريخ وهو نتيجة لسياسات الحرب التي استمرت على مدى السنوات الست والعشرين الماضية، إنَّ سياسات الإبادة الجماعية التي تعمق هجمات الإبادة الثقافية، تجري محاولات لإقامة نظام الإبادة والتعذيب في كل مجالات الحياة، ويُحكم على الشعوب بالجوع والفقر من أجل تمويل الحرب، وضد الروح الرفاقية للقائد عبدالله أوجلان مع المرأة، فإنَّ مفهوم الحرب الخاصة يستهدف بشكل مباشر جسد المرأة وحياتها وعملها وثقافتها وحريتها.
أنَّ ردة فعل النساء اللواتي حُكِم عليهنَ دائمًا بالعنف، اللواتي يواجهنَ الجوع والفقر الشديد، اللواتي تم اغترابهنَ من لغتهنَ وثقافتهنَ، اللواتي يردنَ أن يُدمَّرنَ في ظلام نظام الإقطاعية، واضحة ومن خلال النضال من أجل حرية المرأة سيتم إنهاء نظام الإبادة والتعذيب في إمرالي وتحقيق الحرية الجسدية للقائد أبو.
إن خط النضال المستمر تحت هذا الادعاء بسبب المؤامرة الدولية جعل سياسة نظام الإبادة والتعذيب تفشل في الوصول إلى أهدافها واستطاعت أن تفتح باباً في هذا النظام، بعد 44 شهراً من عدم ورود أيَّة معلومات عن إمرالي، فإنَّ اللقاءات الثلاثة التي عقدت مع القائد عبدالله أوجلان كانت نتيجة النضال الذي قادته المرأة، ورغم أن اللقاءات خلقت أملا كبيرا ومعنويات عالية بين كافة المجتمعات والنساء، إلا أنَّ نظام الإبادة والتعذيب ما زال مستمراً، مما أظهرت لنا مرة أخرى بأنَّه ينبغي علينا مواصلة النضال وتصعيده وبكل عزم وإصرار.
نحن نعتبر تصريحات وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب وبيانهم المكون من 7 نقاط مهمة لحل القضية الكردية وإرساء الديمقراطية في تركيا، إنَّ هذه الإرادة لإيجاد الحل لن تكون حلاً لمشاكل تركيا فحسب، بل ستصبح أيضاً الأساس لنموذج حياة حرة ومشتركة للتغلب على أزمات النظام العالمي، ولهذا السبب، لا بد من تحويل جهود الحوار التي تجري إلى حل دائم، أنَّ الطريق لتحقيق ذلك هو إنهاء نظام الإبادة الجماعية في إمرالي وضمان الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان.
باعتبارنا أعضاء حركة المرأة الحرة، نحن نعلم بأنَّنا رائدات هذه العملية ومع هذه الحملة التي اتخذناها فإننا نشارك مطالبنا بحل القضية الكردية وحرية القائد عبدالله أوجلان مع الصحافة والرأي العام، إنَّ حملتنا تقوم على بناء حياة ديمقراطية وبيئية وحرية المرأة وديمقراطية تركيا ومطالبة المرأة بالحرية والمساواة، ولهذا السبب سنناضل من أجل إنهاء نظام الإبادة والتعذيب في إمرالي وتنظيم أنفسنا على هذا الأساس.
وعلى هذا الأساس؛سنستمر في حملتنا حتى إنهاء نظام الإبادة والتعذيب في إمرالي وتوفير الظروف المناسبة لعمل والحياة الحرة للقائد عبدالله أوجلان.
وطوال عملية التقدم والتطوير، سنعتبر أنفسنا مسؤولين عن آفاق الحل الذي قدمه القائد عبدالله أوجلان.
سنناضل بشكل مستمر من أجل التوصل إلى حل ديمقراطي للقضية الكردية وتحقيق حقوق الشعب الكردي من خلال الدستور.
سننظم نضالاً مشتركاً حول آفاق الحل التي طرحها القائد عبدالله أوجلان للشعوب المضطهدة والمرأة، وخاصة في الشرق الأوسط.
سنواصل تعزيز قيمنا الثقافية، ضد كل أنواع سياسات الصهر والانحلال والإبادة الجماعية ضد اللغة والثقافة الكردية.
سنحمي جغرافيتنا التي تحاول أن تصبح مركزاً للإقطاع والرجعية، والأطفال الذين أصبحت مستقبلهم مظلماً بسبب السياسات الإبادة الجماعية، والشبيبة والمرأة الذا أصبحا هدفاً للحرب الخاصة، مع منظور المجتمع الديمقراطي.
استناداً إلى أطروحات حرية المرأة ومنظور المرأة للقائد عبدالله أوجلان، والتي تشكل أساس التحرر من إبادة المرأة والإبادة الثقافية؛ سنعمل على تعزيز الوعي الجنسوي، والصداقة والمحبة الجنسوية، والحياة الحرة الندية، والوعي بالحماية الذاتية للمرأة.
إنَّ الحملة التي بدأنا بها ستستمر حتى تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان، بناءً على جميع المبادئ والأسس النضالية.
إن الكلمات السحرية التي تحملها شعار "المرأة ، الحياة، الحرية" والتي انتشرت في جميع أنحاء العالم وأصبحت خارطة الطريق لجميع النساء في العالم، تدعو إلى تنظيم حياة جديدة، وبهذه الفلسفة، نحن أعضاء حركة المرأة الحرة ندعو مرة أخرى جميع شعوب تركيا، وخاصة المرأة والرأي العام الديمقراطي، للمشاركة في الحملة التي بدأناها بأفكارهم وقلوبهم وأنشطتهم حتى تصبح هذه العملية أرضية يمكننا من خلالها تحقيق الإنجازات العظيمة والحرية معًا".